وجّه الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية»زليكاف» ، وامكيلي مين، أول أمس من الجزائر نداء صريحا لتوحيد الجهود وبناء سوق داخلية متينة تمكّن القارة من مواجهة الضغوط الدولية وحماية مصالحها المشتركة، مؤكدا أن الجزائر رمز للوحدة الإفريقية وفضاء طبيعي لاستضافة معرض التجارة البينية.
و في كلمته التي ألقاها خلال مراسم افتتاح الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بحضور قادة دول ومسؤولين رفيعي المستوى من مختلف أنحاء القارة، اعتبر السيد مين أن الظروف العالمية الحالية تتسم بـ»ضبابية متزايدة في المبادلات التجارية وتنامي النزعة الحمائية»، وهو ما يفرض على الأفارقة العمل بعزم وسرعة على استثمار مكاسب منطقة التجارة الحرة القارية لبناء اقتصاد أكثر صمودًا.
وأشار المتحدث إلى أن تجاوز التحديات يتطلب إزالة العراقيل أمام انسياب السلع والخدمات، والتوجه نحو مشاريع كبرى في مجالات النقل واللوجستيات والبنية التحتية، مشددا على أهمية السوق الجوية الإفريقية الموحدة، والإسراع في إطلاق آليات الدعم مثل صندوق التكيف مع منطقة التجارة الحرة، الذي ستحتضن الجزائر إطلاقه خلال الأيام المقبلة.
ولفت ذات المسؤول إلى أن القارة ليست بعيدة عن بلوغ أهدافها، مستدلا بالطفرة التي شهدتها التجارة البينية الإفريقية عام 2024 والتي تجاوزت – كما ذكر - 220 مليار دولار، بزيادة تفوق 12 بالمائة عن العام السابق، موضحا أن هذا النمو لم يكن فقط كميا، بل مسّ نوعية المبادلات أيضا، إذ ارتفع حجم تصدير المنتجات المصنعة كالمركبات والمواد الغذائية المحوّلة والسلع الكيميائية والإلكترونية، وهو ما يعكس التحول التدريجي من اقتصاد يعتمد على المواد الأولية إلى اقتصاد صناعي واعد.
وأضاف الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، أن دعم هذا التحول يمر عبر إصلاحات هيكلية، من بينها تطوير الصناعة، تعزيز البنية التحتية للنقل، وتبني بروتوكولات حديثة مثل التجارة الرقمية، التي يرى أنها تمثل رافعة حقيقية لخلق فرص عمل واسعة للشباب.
وحيّا الأمين العام لـ «زليكاف» الجزائر على استضافتها لهذا الموعد الاقتصادي القاري، معتبرًا أن اختيارها ليس صدفة، فهي «بلد ظل في صدارة النضال الإفريقي من أجل التحرر والوحدة، ويواصل اليوم أداء دور ريادي في تعزيز التكامل الاقتصادي بين شعوب القارة».
ع.أسابع
