* يجب عصرنة وتجـديد الخطاب الديني الرقــمي شكلا ومضمونا
دعا المشاركون في الملتقى الوطني ‹›الخطاب الديني في وسائل التواصل الاجتماعي››، إلى تعزيز المسؤولية والاحترافية في صناعة المحتوى الرقمي، حمايةً للمرجعية الدينية الوطنية وتقوية أثر الخطاب الديني في المجتمع الجزائري، مشددين على ضرورة تعزيز الوعي الرقمي لدى الأئمة والمؤثرين في المجال الديني، مع التأكيد على حماية الحسابات والمعطيات الشخصية و اتباع ممارسات رقمية آمنة على المنصات.
وأكدت توصيات الورشة الأولى من أشغال الملتقى، الذي نظمته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف يومي 15 و16 ديسمبر، بالجزائر العاصمة، تحت شعار ‹›الكلمة مسؤولية والتأثير رسالة››، على ضرورة ضبط المصطلحات الشرعية والفكرية عند إعداد المحتوى الرقمي، لضمان وضوح الرسالة وتجنب الالتباس وسوء الفهم.
كما أوصت الورشة بتفعيل دور المجالس العلمية المحلية في مرافقة صناع المحتوى، مع التحذير من الانفلات أو الارتجال في الخطاب، والتأكيد على التحضير المسبق كأساس لكل خطاب مسؤول.
وشدد المشاركون على مراعاة الجوانب الفنية والتقنية الحديثة، والتثبت من المعلومات والمصادر قبل نشرها، بما يعزز الثقة في المحتوى الديني، وفي هذا الصدد أكدت الورشة على أهمية الالتزام بالإطار القانوني للإعلام الرقمي وأخلاقياته، بالإضافة إلى تطوير مهارات الإلقاء وفنون الخطاب والتصوير والإخراج، مع الالتزام بالهندام اللائق أثناء تقديم الدروس والخطب.
أما الورشة الثانية، فركزت على تعزيز الوعي الرقمي لدى الأئمة والمؤثرين في المجال الديني، مع التأكيد على حماية الحسابات والمعطيات الشخصية واتباع ممارسات رقمية آمنة على المنصات. وطرحت التوصيات ضرورة توفير حماية قانونية وجزائية للإمام المؤثر أثناء ممارسته نشاطه الدعوي، وتمكينه من آليات فعالة للتبليغ والمتابعة القضائية، مع توثيق الصفحات الرسمية على المنصات المختلفة لضمان المصداقية والحماية من الانتحال أو الاختراق.وفي الورشة الثالثة، جرى التركيز على الالتزام بالضوابط التعبدية والأخلاقية عند نشر المحتوى، مع اعتماد منهج الوسطية والاعتدال والتدرج في الدعوة، داعية إلى إعداد برامج تكوينية شاملة لتطوير مهارات صناعة المحتوى الرقمي، مع توجيه الخطاب نحو الشباب والاقتراب من اهتماماتهم وتطلعاتهم.كما أكدت مخرجات ذات الورشة، على ضرورة تحسين جودة الإنتاج من حيث الصوت والصورة والديكور، واعتماد أسلوب الإيجاز والوضوح، والابتعاد عن الخطاب السلبي أو المفرق، وتشجيع التخصص في المجالات الدعوية المحددة.وتطرقت الورشة الرابعة إلى أهمية تعميق وعي الأئمة بالمواطنة الرقمية وأبعادها، والتحسيس بمخاطر الفضاء الافتراضي، مع تعزيز الهوية الوطنية عبر محتوى رقمي يحترم المرجعية الدينية ويواجه التطرف.وشددت التوصيات على أهمية عصرنة وتجديد الخطاب الرقمي شكلا ومضمونا مع الحفاظ على الثوابت الوطنية.أما الورشة الخامسة، فاقترحت إنشاء شبكة جزائرية لصناع المحتوى الديني على المستوى المركزي واللامركزي، تضم خبراء قانونيين وفقهاء ومتخصصين في الأمن السيبراني لمرافقة المؤثرين وحماية البيانات وضمان مطابقة المحتوى للأحكام الشرعية والقوانين الوطنية.
كما دعت مخرجات ذات الورشة، إلى تنظيم دورات تكوينية دورية، وإعداد دليل توجيهي مرجعي يحدد القواعد المهنية والأخلاقية للعمل الدعوي الرقمي، مع تعزيز الحماية القانونية للمؤثرين وتوثيق الصفحات الرسمية لتعزيز المصداقية والحماية من الانتحال والاختراق.
وفي الكلمة الختامية، شدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف على أن الملتقى شكل فرصة لإعادة ترتيب أولويات الخطاب الديني الرقمي، مؤكدًا على ضرورة التزام الأئمة والمؤثرين بالمسؤولية والاحترافية، وتعزيز ثقافة الوسطية والاعتدال، بما يضمن نقل رسالة دينية سامية تعكس قيم المجتمع الجزائري وتواجه تحديات العصر الرقمي، داعيًا إلى الاستمرار في تطوير مهارات صناع المحتوى لضمان تأثير إيجابي ومستدام على جميع فئات المجتمع.
عبد الحكيم أسابع
