
تناقش الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفن المعاصر، التي انطلقت أمس، تحت شعار «ما وراء الحدود»، موضوع سوق الفن والتكنولوجيا والهوية، وذلك بمشاركة 34 بلدا و120 فنانا، سيعرضون أعمالا تعيد تقديم فكرة الفن بعيدا عن كليشيهات الرفاهية، وتصف كيف يمثل قوة خلاقة تتجاوز الحدود وتفتح العقول وتبني مستقبلا مشتركا.
وتحت تيمة «الفن في مقدمة الآليات التي يعول عليها لمواجهة الانكسارات الإنسانية في زمن مثقل بالحروب والصراعات»، ستشكل أروقة قصر الثقافة مفدي زكرياء بالعاصمة، والمدرسة الوطنية للفنون الجميلة وفيلا عبد اللطيف، فضاءات لاحتضان إبداعات الفنانين المشاركين في سوق الفن الذي يعد رهانا لتطوير الحركية الفنية ودعم الإنتاج الثقافي في البلاد. ووفق منظمين للحدث، فإن المهرجان يهدف لخلق فضاءات للتبادل المهني وتعزيز أواصر التواصل بين الفنانين العارضين والجمهور، وكذا الترويج لأعمال الفنانين الجزائريين الذين بدورهم سيحتكون بتجارب وخبرات الفنانين الدوليين، فهو فرصة للانفتاح على تجارب فنية مغايرة وتعزيز حضورهم في الساحة العالمية.
ولا يقتصر برنامج المهرجان على الفعاليات الفنية التشكيلية، بل ضمن النشاطات لقاءات علمية منها المنتدى الدولي للفنون الذي ستحتضنه المدرسة الوطنية للفنون الجميلة، وسيكون متبوعا بنقاشات موسعة حول التحولات التكنولوجية وآثارها على الفنون خاصة في ظل الانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي. كما سيتم تنظيم أربع جلسات حوارية يشارك فيها خبراء وفنانون وأساتذة جامعيون من الجزائر، مصر، ليبيا، فرنسا، الصين، الكاميرون وتونس، لمناقشة قضايا مرتبطة بتيمة المهرجان، على غرار «الفن الإفريقي المعاصر بين الاعتراف الدولي والتحديات المحلية»، و«الذكاء الاصطناعي بين كونه مصدر إلهام جديد أو مجرد أداة للإبداع الفني»، بالإضافة إلى «المخيال الهوياتي وجغرافيا التلقي في الفن». وستكون الجلسة الحوارية الرابعة عبارة عن لقاء مفتوح حول الجماليات وتفاعل الفنون البصرية بمختلف تفرعاتها وهذا تحت عنوان «حين يسمع الفن… العاطفة تتدفق» ويواصل المهرجان تكريس إستراتيجيته الهادفة إلى خلق جسور التواصل بين الأجيال الفنية في الجزائر، من خلال تنظيم ورشات تكوينية ترمي إلى تنمية الحس الفني والمهني للشباب، وذلك بإشراف خبراء في المجال، من بينهم الفنان إيهاب اللبان من مصر والبروفيسور رضا جمعي من الجزائر، و سيجمع المهرجان في دورته التاسعة فناني المهجر ضمن معرض جماعي بإشراف ياسمين عزي، في خطوة لاستشراف فرص التعاون المستقبلي وتعزيز الدبلوماسية الثقافية. بن ودان خيرة