الأحد 21 ديسمبر 2025 الموافق لـ 1 رجب 1447
Accueil Top Pub

وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة من قسنطينة: ترميم وتهيئة المدينة القديمة بتوصية من رئيس الجمهورية


* عودة بانوراما السينما وعرض فيلم أحمد باي بقسنطينة الشهر القادم
كشفت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، خلال زيارتها الأربعاء والخميس إلى قسنطينة، عن تخصيص غلاف مالي هام لبعث مشروع ترميم وإعادة الاعتبار للمدينة القديمة « السويقة»، وذلك تنفيذا لتوصيات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

كما أعلنت الوزيرة، عن عودة مهرجان بانوراما السينما، وقدمت شروحات حول التقدم المحقق في بعض المشاريع السينمائية الكبرى على غرار فيلمي الأمير عبد القادر، وكذا أحمد باي المقرر عرضه الشهر القادم بقاعة العروض الكبرى.
واجتمعت وزيرة الثقافة و الفنون الدكتورة مليكة بن دودة، ليلة الأربعاء إلى الخميس، بفناني قسنطينة خلال زيارة عمل وتفقد إلى الولاية، وفي لقاء تشاوري احتضنه المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني، استمعت إلى انشغالاتهم وكشفت عن بعض المشاريع الثقافية التي ستحظى بها قسنطينة قريبا، على غرار مشروع ترميم القطاع الحضري المحفوظ.
وأكدت بن دودة، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يولي اهتماما خاصا لهذا المشروع إيمانا منه بضرورة صون التراث العمراني القسنطيني نظرا لقيمته التاريخية والحضارية، وقد أكد على ذلك خلال زيارته الأخيرة إلى الولاية.
وقالت، خلال إشرافها على لقاء مفتوح جمعها بفانين مشتغلين في قطاع الثقافة بالمدينة، إن رئيس الجمهورية، يريد دعم الثقافة بشكل كبير، مؤكدة أن وجودها في المدينة يهدف لإعطاء إشارة انطلاق النهضة الثقافية التي يريدها الرئيس، مشيرة إلى أنه يثق في قسنطينة كثيرا لأنه شعر بالوفاء والصدق فيها، كما شعر بعمق التاريخ و الحضارة و ينتظر أن تصبح هذه المدينة رقعة حضارية و ثقافية يميزها الإبداع والإنتاج.
وأضافت في ذات السياق، بأنّ ترميم المدينة القديمة ليس مجرد عملية تقنية، بل يمثل «استعادة للهوية العريقة وإحياء لذاكرة مدينة تعدّ من أقدم المدن الجزائرية «، مؤكدة أن المشروع سينطلق وفق دراسة دقيقة تراعي خصوصية النسيج العمراني والعادات المحلية.

وفتحت الوزيرة، باب النقاش والحوار لقاء بالمسرح الجهوي، الذي عرف حضور فنانين رفعوا إليها انشغالاتهم وتحدثوا عن واقع القطاع، كما قدموا جملة من المقترحات التي يأملون أن تجد طريقها للتجسيد.
وقد أكدت المسؤولة، دعمها الكامل للفنانين والمبدعين، مشيرة إلى أنّ الحوار يعتبر الوسيلة الأنسب لفهم حقيقة التحديات المطروحة في الميدان. وأوضحت أنّ وزارة الثقافة تسعى لمد جسور تواصل دائمة مع الفنانين، معتبرة اللقاء «خطوة ضرورية لإصلاحات واقعية تمسّ العمل الثقافي.»
عــودة مهرجـــان بانوراما السينمــــا إلى الواجهــة
وفي الشق المتعلق بالسينما، أعلنت الدكتورة مليكة بن دودة، عن عودة مهرجان بانوراما السينما بعد سنوات من التوقف مؤكدة، أنّ التظاهرة ستعود بصيغة دولية، وبتمويل رسمي من وزارة الثقافة، لتكون في مستوى تاريخ قسنطينة الفني.
وأوضحت، أنّ المهرجان سيشهد انطلاقة جديدة خلال سنة 2026، وذلك تماشياً مع رغبة الفنانين السينمائيين الذين دعوا إلى بعث الفعالية التي كانت تحتضنها المدينة في ثمانينيات القرن الماضي.
وأكدت الوزيرة، أنّ عودة المهرجان ليس مجرد نشاط فني، بل خطوة مهمة لإعادة إدماج قسنطينة في خارطة السينما الوطنية والدولية، وإتاحة فضاء للمخرجين والمنتجين الشباب لعرض أعمالهم.
كما تناولت الوزيرة وضعية المشاريع السينمائية الكبرى قيد الإنجاز، وعلى رأسها فيلم أحمد باي، الذي قالت إنه بلغ مرحلته النهائية وسيُعرض رسمياً خلال شهر جانفي المقبل في قاعة الزينيث بقسنطينة.
وبخصوص مشروع فيلم الأمير عبد القادر، وهو من أبرز المشاريع السينمائية المنتظرة، فقد أوضحت الوزيرة، أنّ فريق العمل أنهى مرحلة اختيار المخرج، معتبرة هذه الخطوة مفصلية لأنها تحدد الطابع الفني والتقني للعمل. وحسبها، فقد التزمت الوزارة باختيار «مخرج عالمي» يتناسب مع الأهمية التاريخية للشخصية.
صالون دولي لكتاب الطفل والتزام بدعم المسرح والجمعيات
وفي إطار البرامج الموجّهة للطفل، أعلنت الوزيرة عن مشروع إنشاء صالون دولي لكتاب الطفل، معتبرة أن الاستثمار في الكتاب الموجه للناشئة «ضرورة لبناء مجتمع قارئ ومحصّن ثقافياً».
وأكدت، أنّ العديد من الدول المتقدمة صنعت نهضتها الثقافية من خلال الاهتمام بهذا النوع من الكتاب، مشيرة إلى أنّ الجزائر تملك من الكفاءات ما يجعلها قادرة على تنظيم صالون دولي نوعي في قسنطينة.وشددت الوزيرة خلال اللقاء، على أنّ المسارح الكبرى عبر الوطن ستكون في صلب الاهتمام خلال المرحلة المقبلة، مؤكدة وجود خطة دعم جديدة ستشمل الإنتاج المسرحي والتكوين وإدماج الشباب. وأشارت إلى أنّ الجمعيات الثقافية التي تحمل مشاريع ذات قيمة ستحظى بدعم مباشر، خاصة تلك التي تعمل على تعزيز الثقافة لدى الأطفال والشباب.
وقد عبّر العديد من الفنانين الذين شاركوا في اللقاء عن ارتياحهم لمخرجاته، مشيرين إلى أنه يمثل تحولاً في طريقة التعامل مع قطاع الثقافة في قسنطينة.
وقال الفنان حكيم دكار للنصر:« إن اللقاء كان تجربة غير مسبوقة من حيث الصراحة وتبادل الآراء، مضيفاً أنّ «الأحلام كانت مشتركة بين الجميع، وكل النقاط التي طرحت تم استقبالها بجدية.»
وأكد، أنّ عودة مهرجان بانوراما السينما ستمثل «دفعة قوية» للحركة السينمائية في المدينة.من جهته، اعتبر الفنان نور الدين بشكري، أنّ اللقاء «استدراك لسنوات من الغياب في التواصل بين الفنانين والمسؤولين»، مشيراً إلى أنّ آخر نقاش بهذا المستوى كان خلال فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. وأضاف أنّ الوزيرة أبدت استعداداً للاستماع ودعم المبادرات الإبداعية.أما الفنان مالك شلوق، المغني المعروف في فن المالوف، فقد وصف المبادرة بـ«المثمرة والضرورية»، مؤكداً أنّ دعم الدولة للموسيقى التراثية أصبح أكثر وضوحاً. وقال الفنان أمين بوناح، أنه كان سعيداً بالمشاركة لأول مرة في لقاء يتيح للفنانين الشباب تقديم انشغالاتهم مباشرة للوزيرة، مؤكداً أن قسنطينة تحتاج إلى «قيادة موسيقية محايدة تجمع بين الموسيقى الكلاسيكية والمالوف وتوحّد الساحة الفنية.
افتتاح الطبعة السادسة لأيام الفيلم القصير
كما أشرفت الوزيرة الدكتورة مليكة بن دودة، خلال اليوم الثاني من الزيارة، على افتتاح الطبعة السادسة لأيام قسنطينة الوطنية للفيلم القصير، التي تحتضنها دار الثقافة مالك حداد من 12 إلى 14 ديسمبر، بمشاركة مجموعة من الشباب المخرجين وطلاب معاهد السينما.
وأكدت الوزيرة، أنّ التظاهرة «فضاء مهم لصقل مواهب الشباب وتشجيعهم على دخول عالم السينما»، داعية إلى تعميم مثل هذه المبادرات عبر ولايات الوطن.
واعتبرت وزيرة القطاع، أنّ قسنطينة «مدينة تستحق الكثير»، وأنّ كل المشاريع التي تم الإعلان عنها ستجسّد ميدانياً في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى إعادة الاعتبار للمدن ذات التاريخ العريق.
واعتبر فنانون ومشاركون في الفعالية، بأن الحركية الفنية التي تعرفها المدينة مؤشر صحي على أن قسنطينة تستعيد مكانتها الثقافية، مع التأكيد على أن زيارة الوزيرة بكل محطاتها تبين بأن المدينة مقبلة على مرحلة جديدة من التنمية الثقافية، في ظل المشاريع المعلنة والدعم المخصص للتراث والفنون.

يذكر، أن الصبيحة عرفت تكريم عدد من الفنانين و المبدعين نظير ما قدموه للساحة الفنية الوطنية والمحلية طوال سنوات من العمل الجاد و النوعي.
زيارات ميدانية لمرافق ثقافية وتاريخية
وبالتزامن مع إحياء الذكرى 65 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، قامت الوزيرة رفقة والي الولاية، الخميس الماضي، بزيارة مقبرة الشهداء ببلدية ابن باديس، أين تم وضع إكليل من الزهور وقراءة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء الثورة التحريرية.
وتواصلت الزيارة بجولة ميدانية واسعة شملت دار الثقافة بالخروب، وقاعة العروض الكبرى الزينيث، ودار الإبداع وسط المدينة، إضافة إلى الزاوية التيجانية، حيث قدمت للوزيرة شروحات حول وضعية هذه المرافق، إلى جانب المشاريع التي يجري تنفيذها لترميم بعض المعالم التاريخية. وعبرت بن دودة عن رضاها عن وتيرة العمل، مع التأكيد على ضرورة احترام الطابع المعماري لقسنطينة.
عرف برنامج الزيارة أيضا، زيارة تفقدية لعائلة الراحل أحمد عوابدية أين قدمت الوزيرة واجب العزاء لأهل فقيد الساحة الفنية، كما قامت الدكتورة بن دودة بمعية والي قسنطينة، بزيارة مجاملة وود وتكريم للمجاهد محمد غرايبية، وأرملة الشهيد مالكي عبود.
عبد الغاني بوالوذنين

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com