حققت مولودية قسنطينة انتصارا ثمينا عشية أمس على حساب الجار جمعية الخروب، بهدف دون رد، في مباراة محلية جرت في أجواء رياضية مميزة. هذا الفوز كان بمثابة طوق نجاة للفريق، حيث مكّنه من الخروج من وضعيته الصعبة في سلم الترتيب. ورفعت المولودية بهذا الانتصار رصيدها إلى 29 نقطة، مبتعدة بذلك عن منطقة الخطر، ما أشعل فرحة كبيرة وسط الأنصار واللاعبين على حد سواء. الشوط الأول كان متكافئا في مجمله، رغم أن جمعية الخروب كانت أكثر خطورة من حيث عدد الفرص المحققة. في المقابل، افتقدت الموك للفاعلية الهجومية، رغم محاولاتها المتأخرة.
وبدأت المواجهة بوتيرة سريعة، حيث حاولت الموك استغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق انطلاقة قوية، وبالفعل كاد خديش أن يمنح التقدم لفريقه في الدقيقة الخامسة من مخالفة مباشرة خطيرة، لكن الحارس بوحالة كان يقظا وأبعدها ببراعة، ورغم هذه البداية الواعدة، سرعان ما فرضت جمعية الخروب نفسها على مجريات اللقاء، لتصبح أكثر خطورة من الناحية الهجومية. وجاء أول رد فعل حقيقي من لايسكا في الدقيقة العاشرة، عندما قام قريوة بانطلاقة سريعة على الجهة اليسرى، ومرر كرة رائعة إلى فنيري الذي سدد بقوة، لكن الحارس بوذن أنقذ الموقف ببراعة، ولم يتوقف الضغط عند هذا الحد، حيث كاد ميخالفة أن يفك شفرة الدفاع المحلي في الدقيقة 14، حين أطلق تسديدة يسارية قوية ارتطمت بالقائم الأيمن، في لقطة حبست أنفاس أنصار الموك.
واستمرت محاولات الزوار، حيث عاد قريوة في الدقيقة 16 ليجد نفسه وجها لوجه مع الحارس بوذن بعد توغل سريع، لكن الأخير تألق مجددا ومنع هدفا محققا، مما أثار قلق الجماهير المحلية التي بدأت تشعر بالخطر جراء الأداء المرتبك.
وبعد سلسلة الفرص الخطيرة للضيوف، حاول لاعبو الموك استعادة زمام الأمور، مستفيدين من التشجيعات القوية للجماهير التي لم تتوقف عن دعم فريقها، وفي الدقيقة 20، كاد لعلاوي أن يسجل من مخالفة مباشرة، غير أن الحارس بوحالة تألق في إبعادها، ثم جاءت رأسية زموج في الدقيقة 28، لكنها وجدت الحارس في المكان المناسب مجددا.
ورغم أن الدقائق الأخيرة من الشوط الأول شهدت تحركات جيدة من جانب المولودية، إلا أن العشوائية في إنهاء الهجمات حرمت الفريق من تسجيل هدف التقدم، خاصة مع الفرصة الذهبية التي أضاعها زموج في الدقيقة 43، حيث سدد كرة غير مركزة ضاعت بغرابة، ليبقى التعادل السلبي مسيطرا عند صافرة نهاية الشوط الأول. علما وأن نهاية الشوط الأول شهدت طرد عضو الطاقم الفني لجمعية الخروب، بعد احتجاجاته على الحكم بوسليماني الذي لم يتوان في إشهار البطاقة الحمراء.
مع بداية الشوط الثاني، أجرى المدرب عاشوري تغييرا هجوميا بإقحام المخضرم الدوسن بدلا من زموج، الذي لم يكن في يومه، كما تم تحويل لعلاوي إلى الجناح الأيمن، وهو التعديل الذي أثمر سريعا، حيث استغل لعلاوي تمريرة محكمة من البديل الدوسن ليوقع الهدف الأول في الدقيقة 52، محررا زملاءه والجماهير التي كانت متخوفة من نتيجة التعادل السلبي في الشوط الأول.
ورغم التقدم في النتيجة، إلا أن لاعبي الموك تراجعوا بشكل غير مفهوم إلى الوراء، ما منح الفرصة لجمعية الخروب للسيطرة على مجريات اللعب، ومع إدراكه للخطر، حاول المدرب عاشوري إعادة التوازن لفريقه عبر تغييرين في وسط الميدان، بإشراك بن عياش وهضام مكان فرحات وخديش، وهو ما أعاد بعض الحيوية للهجوم، حيث كاد الدوسن أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 68 عبر تسديدة صاروخية مرت بجانب المرمى.
واستمرت محاولات الموك لتعزيز النتيجة، لكن التسرع وغياب التركيز حرما الفريق من تسجيل أهداف أخرى، أبرزها في الدقيقة 70، عندما ضيّع كيحول فرصة سانحة وجها لوجه بعد تمريرة رائعة من لعلاوي، تبعها ارتباك في منطقة العمليات، حيث اصطدمت تسديدة هضام بالمدافع بوطمينة، ثم عادت الكرة إلى بن عياش الذي سددها خارج المرمى بشكل غريب.
وشهدت الدقيقة 77 فرصة خطيرة لجمعية الخروب عبر ركنية مرت بجانب القائم الأيمن للحارس بوذن، مما زاد من توتر لاعبي الموك، الذين كانوا يدركون أن الفوز هو خيارهم الوحيد للابتعاد عن شبح الهبوط، ورغم الضغط الكبير في الدقائق الأخيرة، تمكن الفريق من الحفاظ على تقدمه حتى صافرة النهاية، ليحقق انتصارا مهما يعزز آماله في البقاء ضمن القسم الحالي.
سمير. ك
