تعيش إدارة مولودية قسنطينة على وقع الترقب، في انتظار ما وصفته بالفرج المالي، والمتمثل أساسا في رفع الحجز عن الرصيد البنكي للفريق، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وهو ما سيسمح لها أخيرا بالاستفادة من الإعانات العمومية، وأموال عقود الرعاية (السبونسور)، دون أن تذهب مباشرة لحسابات الدائنين، كما حصل في المواسم الماضية.
ويُعد هذا الحجز البنكي العائق الأبرز الذي أعاق المولودية، وتسبب في أزمة سيولة حادة، ألقت بظلالها على تسيير الفريق، وأدخلت الإدارة الحالية في دوامة من المشاكل، كادت أن تعصف باستقرار الموك.
وتعول إدارة الموك، بقيادة نور الدين قدري على انفراج هذه الأزمة في أقرب وقت، خاصة مع اقتراب دخول أموال الرعاية إلى خزينة الفريق، وفي مقدمتها الشطر الثاني من اتفاقية الرعاية مع شركة «سوناطراك»، والمقدرة بمليار سنتيم، كما تنتظر الإدارة تمويلا إضافيا من متعامل الهاتف النقال «أوريدو» بقيمة 350 مليون سنتيم، ضمن عقد رعاية ثان تم التفاوض حوله في وقت سابق.
هذه السيولة المرتقبة، وفق ما أكده مصدر مسؤول من داخل بيت الفريق، كفيلة بفك الخناق المالي، وخاصة تسوية المستحقات العالقة للطاقم الفني، الذي أظهر وفاء منقطع النظير للمولودية في أصعب الظروف.
وبلغة الأرقام، يدين الطاقم الفني الحالي للموك بمبلغ يفوق 300 مليون سنتيم، تتوزع كالتالي: المدرب الرئيسي كمال عاشوري ينتظر تسوية ثلاثة رواتب شهرية بقيمة 135 مليون سنتيم، وهي نفس القيمة التي يطالب بها المدرب المساعد منير بن لطرش، بينما بلغت مستحقات مدرب الحراس منير لعور حوالي 75 مليون سنتيم.
ولا يتوقف ملف الديون عند الطاقم الفني فقط، بل يشمل أيضا موظفي الإدارة، الذين لم يتقاضوا أجورهم منذ أشهر، ما دفع بالبعض إلى التلويح بمغادرة الفريق إن لم تُسوى أوضاعهم قريبا.
ورغم هذه الظروف الصعبة، عبرت إدارة الموك عن امتنانها الكبير لأفراد الطاقم الفني، مشيدة بصبرهم وتفانيهم في العمل خلال فترة عصيبة، كما لم تُخف نيتها في الاحتفاظ بالخدمات الفنية الحالية للموسم المقبل، في حال استمرار قدري على رأس الفريق بعد انعقاد الجمعية العامة.
وفي هذا السياق، تقرر رسميا برمجة الجمعية العامة العادية بتاريخ 14 جوان المقبل، بعد أن تم تأجيلها مجددا، حيث تزامن الموعد السابق المحدد يوم 4 جوان مع وقفة عيد الأضحى المبارك (يوم عرفة)، وهو ما كان سيحول دون حضور غالبية الأعضاء.
ومن المنتظر أيضا برمجة جمعية عامة استثنائية، قد تطرح من خلالها ملفات هامة، أبرزها مستقبل الطاقم الإداري، ومصير عقود الرعاية، إلى جانب الخطط المستقبلية لتسيير الموك بشكل احترافي، حيث يُنتظر أن يكون هذا الاجتماع مفصليا، ليس فقط لحسم مستقبل المكتب المسير الحالي، وإنما أيضا لرسم خارطة طريق واضحة لموسم جديد، يأمل فيه الأنصار أن يستعيد الفريق توازنه ويضع حدا للسنوات العجاف. سمير. ك