كشف نادر رزيق مدرب المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، بالتنسيق مع المدير الفني الوطني الجديد علي موسر، عن قائمة موسعة تضم 28 لاعبا تحضيرا لمعسكر المنتخب بمدينة عنابة، أبرز ما ميّزها استدعاء 11 لاعبا محترفا ينشطون في أندية أوروبية عريقة، في سابقة تعكس الجدية في إعادة بناء هذه الفئة العمرية.
المعسكر الذي انطلق منذ يومين في مركز نادي الجيش بعنابة، ستتخلله وديتين، أولاها أمام رديف النادي الرياضي القسنطيني يوم الأحد، وثانيها أمام المنتخب التونسي يوم 4 جوان المقبل، في اختبار حقيقي لقدرات شبان الخضر، وفرصة ثمينة للطاقم الفني للوقوف على مدى تجاوب اللاعبين، خصوصا الجدد منهم، مع العمل الفني المنجز لحد الآن.
ولعل ما جعل هذه القائمة محط اهتمام الشارع الرياضي، هو تنوعها وجودة الأسماء المستدعاة، التي تنتمي لمدارس كروية مرموقة في أوروبا، يتقدم القائمة اللاعب جليل كونتيه، الموهبة الصاعدة في نادي تشيلسي الإنجليزي، البالغ من العمر 16 سنة فقط، إلى جانب الظهير الأيمن آدم ليتلات لاعب ويست بروميتش، الذي رفض تمثيل المنتخب المغربي مفضلا ألوان الجزائر، وطن والده.
ومن الأسماء البارزة كذلك، زيد بتقة، لاعب برمنغهام سيتي الذي وقع مؤخرا على أول عقد احترافي له، إضافة إلى المدافع يانيس سوفيتيكس من نادي نيس، ويانيس سلامي متوسط ميدان أولمبيك مارسيليا، الذي سبق له تمثيل فرنسا في مونديال أقل من 17 سنة، قبل أن يقرر تغيير جنسيته الرياضية لصالح الجزائر.
كما ضمت القائمة ثلاثيا واعدا من مواليد 2007، وهم أدم مرشال، مدافع نادي ميتز، وأحمد بوشوخ متوسط ميدان غانغون، وداريس زيما لاعب تولوز، والذي ينشط كوسط هجومي، وسبق له تمثيل المنتخب الفرنسي أيضا، أما أصغر لاعب في المجموعة رفقة جليل كونتيه، فهو ياسين عيش، مهاجم وصانع ألعاب نادي نيس، من مواليد 2008، والذي يُعد أحد أبرز المواهب الصاعدة في الكرة الفرنسية.
ويقف وراء هذا التغيير الكبير في توجه الفاف، عمل جبار قادته خلية التنقيب على المواهب في الخارج بقيادة المسؤول حيمور، الذي قام بجولة أوروبية التقى خلالها بعائلات اللاعبين، واستطاع إقناع العديد منهم بحمل قميص بلدهم الأصلي، ويبدو أن هذه السياسة بدأت تؤتي ثمارها، مع توسيع نطاق البحث إلى ما وراء فرنسا، مستهدفة مختلف البطولات الأوروبية الكبرى.
وتعلن الفاف، من خلال هذه الخطوة بوضوح عن تبني سياسة جديدة تقوم على استعادة الكفاءات المهاجرة في سن مبكرة، لتعزيز المنتخبات الشبانية التي غابت عن الساحة القارية في السنوات الأخيرة، كما تعكس هذه الخطوة رغبة حقيقية في إعادة الاعتبار لهذه الفئة العمرية، من خلال بناء منتخب تنافسي قادر على الذهاب بعيدا في المحافل الدولية.
وستكون المواجهة المرتقبة أمام المنتخب التونسي، في الرابع من جوان القادم، بمثابة الامتحان الحقيقي لهذه النواة الجديدة، حيث سيسعى المدرب رزيق لاختبار مدى انسجام المجموعة، وخاصة العناصر المحترفة، التي تُعلق عليها آمال كبيرة لتقديم الإضافة ورفع مستوى التنافس داخل الفريق.
ويُنتظر أن تضع هذه الودية اللبنة الأولى لمشروع طموح يمتد على المدى المتوسط، هدفه خلق منتخب شباني قوي، يمثل الخزان الحقيقي للمنتخب الأول مستقبلا، ويعيد الهيبة لكرة القدم الجزائرية في الفئات الصغرى. سمير. ك
