اكتفى العداء الجزائري، جمال سجاتي، بالمركز الرابع في نهائي الدوري الماسي لألعاب القوى بزيوريخ، في نتيجة لم ترق إلى مستوى التطلعات بالنسبة لبطل صنع الاستثناء في آخر سنتين، وكان مرشحا لمزاحمة الكيني إيمانويل وانيوني على الريادة، وانتزاع الفوز في سباق 800 متر، غير أن النهاية جاءت مخيبة لآمال الجزائريين، الذين يراهنون على سجاتي في صعود منصة التتويج في الاستحقاقات المقبلة، وفي مقدمتها بطولة العالم والألعاب الأولمبية 2028.
وسجل صاحب برونزية أولمبياد باريس 2024، توقيتا قدره 1:42.84 دقيقة، وهو ثالث أفضل أرقامه هذا الموسم، وسادس أحسن توقيت في مسيرته، ورغم القيمة التقنية للرقم، إلا أن بطل الجزائر لم يتمكن من تعويض تأخره التكتيكي، مكتفيا بالمركز الرابع خلف الثلاثي المتألق الكيني وانيوني والبريطاني ماكس برغين والكندي ماركو أروب.
وعرف السباق كالعادة اعتماد سجاتي على أسلوب التمركز في الخلف خلال معظم مراحله، قبل أن يطلق سرعته النهائية في آخر 200 متر، غير أن الفارق الذي صنعه الثلاثي المتقدم جعله مستعصيا على التدارك، وهو ما جعل العديد من المختصين يؤكدون أن سوء التموقع، وعدم مجاراة النسق العالي منذ البداية كان السبب المباشر في ضياع فرصة التتويج.
ويرى محللون أن تكرار هذه الأخطاء التكتيكية قد يكلف جمال سجاتي غاليا في المواعيد الكبرى المقبلة، خاصة في ظل الجيل الذهبي الحالي الذي يضم أسرع عدائي الاختصاص بقيادة البطل الأولمبي وانيوني، والذي قد يهدد حتى الرقم العالمي التاريخي لدايفيد روديشا، ولذلك تعالت الأصوات المطالبة بضرورة مراجعة سجاتي للحسابات، وتغيير طريقة التعامل مع السباقات بما يسمح له باستثمار قدرته الكبيرة على الإنهاء القوي، بدل الاكتفاء بالركض من الخلف وانتظار اللمسة الأخيرة.
وبالنظر إلى موهبته وسجله الحافل في آخر موسمين، تبقى الآمال معلقة على أن يستخلص سجاتي الدروس من محطة زيوريخ، ليتحضر بأفضل صورة للمنافسة على البوديوم في بطولة العالم القادمة، وحلم الميدالية الأولمبية في لوس أنجلوس 2028.
وفي نفس الملتقى، خطف الجزائري ياسر تريكي الأضواء في الوثب الثلاثي، بإنهائه المنافسة في المركز الثالث بقفزة بلغت 17.42 مترا، وهي أفضل نتيجة له هذا الموسم، وأقرب ما يكون من رقمه الشخصي (17.43م) الذي سجله في أولمبياد طوكيو 2021، ليوقع ابن قسنطينة أفضل قفزة له في آخر أربع سنوات، مؤكدا عودته التدريجية إلى الواجهة.
سمير. ك
