يواصل العداء الجزائري جمال سجاتي، تألقه العالمي، كاتبا من ملتقى ستوكهولم، صفحة جديدة من أمجاد ألعاب القوى الجزائرية في اختصاص 800 متر، بعد أن فرض اسمه بقوة ضمن نخبة العدائين العالميين، بفضل أرقام قياسية مذهلة، ومشاركة ثابتة في كبرى الملتقيات الدولية.
وأبان سجاتي عن قوته الحقيقية، ومكانته بين نخبة عدائي العالم، بعدما سجل أمس الأول، توقيتا لافتا بلغ (1:42.27 د) في ملتقى ستوكهولم، ليبعث برسالة واضحة، مفادها أنه حاضر بقوة في سباقات 800 متر، وقادر على منافسة كبار هذا الاختصاص، خاصة وأن هذا الرقم الجديد لم يكن مجرد إنجاز عابر، بل محطة تؤكد ثبات مستوياته وتقدمه المستمر نحو القمة، ليُكرس نفسه كأمل للجزائر في المنافسة على التتويجات العالمية.
الجزائر، التي أنجبت أسماء بارزة بحجم نور الدين مرسلي وتوفيق مخلوفي وسعيدي سياف وسعيد قرني جبير، تشهد اليوم ميلاد بطل جديد وهو سجاتي، الذي سيطر على قائمة أسرع عشرة أزمنة جزائرية في سباق 800 متر عبر التاريخ، بحضوره في سبعة مراكز من أصل عشرة، وهو إنجاز غير مسبوق.
ويعتبر توقيت 1:41.46 دقيقة، الذي حققه سجاتي في ملتقى موناكو (2024) الأفضل في تاريخ الجزائر، متفوقا على توقيت مخلوفي في أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016 (1:42.61)، حيث واصل سجاتي بعد ذلك ترسيخ اسمه ضمن الكبار بتسجيله أرقام خالدة، في صورة 1:41.50 في باريس (أوت 2024) و 1:41.56 أيضا في باريس (جويلية 2024 ) و 1:42.27 في ستوكهولم (جوان 2025 ) و1:42.86 في بروكسل (سبتمبر 2025 ) و1:43.06 في كل من يوجين الأمريكية (سبتمبر 2023) وأوسلو النرويجية (جوان 2025 ).
وإلى جانب سجاتي، برز أيضا مواطنه سليمان مولا بتوقيت مميز قدره 1:42.77 في الدوري الماسي بملتقى ستوكهولم، فيما لا يزال اسم توفيق مخلوفي حاضرا بثلاثة أزمنة مميزة تعود إلى عام 2016.
ورغم هذا التألق، يشير خبراء ألعاب القوى إلى نقطة واحدة بحاجة إلى تحسين في أداء سجاتي، تتعلق بقدرته على مواكبة الإيقاعات القوية، منذ بداية السباقات، إذ يجد نفسه غالبا مضطرا للعودة من الخلف، ما يستهلك طاقته في مراحل الحسم، وتُعد هذه النقطة فارقة في مواجهة عمالقة السباق، خاصة البطل الأولمبي الكيني وانيوني، الذي يعتمد إستراتيجية السيطرة منذ البداية وفرض إيقاع سريع لإقصاء منافسيه مبكرا، وعلى رأسهم سجاتي، الذي يُعد أخطر منافسيه في الأمتار الأخيرة، بفضل قدرته الهائلة على الإنهاء.
ومع ذلك، فإن المؤهلات التي يمتلكها العداء الجزائري (سجاتي)، البدنية والتكتيكية، تؤهله لقلب الموازين مستقبلا، خاصة في الاستحقاقات الكبرى، على غرار بطولة العالم المقبلة في اليابان، أو أولمبياد لوس أنجلوس 2026، حيث يُعلق الجزائريون آمالا كبيرة على سجاتي لمعانقة الذهب، والسير على خطى البطلين السابقين مرسلي ومخلوفي.
وظفر سجاتي بميداليتين في المحافل الكبرى، إحداهما فضية في بطولة العالم بيوجين (2023)، وأخرى برونزية في أولمبياد باريس (2024)، وهو ما يعزز طموحاته في صعود منصات التتويج العالمية مستقبلا.
سمير. ك