تتجه الأنظار إلى تربص سبتمبر المقبل بكثير من الترقب والأمل، حيث ينتظر المنتخب الوطني مواجهتين مصيريتين أمام بوتسوانا (4 سبتمبر) وغينيا (8 سبتمبر)، ضمن تصفيات كأس العالم 2026، ورغم موجة الإصابات التي تضرب التشكيلة الوطنية في هذه الفترة الحساسة، إلا أن الطاقم الفني بقيادة فلاديمير بيتكوفيتش يعمل يوميا على متابعة وضعية اللاعبين، والبحث عن أفضل الحلول لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة.
ومست الغيابات الدفاع بدرجة أولى، مع تأكد غياب كل من صهيب ناير ومحمد فارسي، ومحمد أمين مداني الذي سيبتعد لثلاثة أشهر، إضافة إلى الشكوك التي تحوم حول مشاركة نجم مانشستر سيتي ريان آيت نوري، بعد إصابته في الكاحل أمام توتنهام، غير أن بيتكوفيتش لا يفقد الأمل، حيث يضع خيارات بديلة قادرة على سد الفراغ، من بينها اللاعب جوان حجام المرشح بقوة لتعويض غياب آيت نوري المحتمل، خاصة وأنه يتواجد في أفضل أحواله، ويعتبر من الأسماء المطمئنة مع المنتخب، فيما تبقى الحلول متوفرة في قلب الدفاع في وجود زين الدين بلعيد العائد لأجواء البطولة الوطنية من بوابة شبيبة القبائل وإمكانية ضم إلياس بن قارة موهبة بورسيا دورتموند الذي يقال إن الفاف أقنعته بتغيير جنسيته.
وبالمقابل، ما تزال الوضعية في حراسة المرمى، تثير القلق مع تراجع مستوى أنطوني ماندريا وإصابة ألكسندر أوكيدجة الطويلة الأمد، إلى جانب غياب ألكسيس قندوز عن المنافسة الرسمية، لكن الأمل يلوح في الأفق مع بروز الحارس أسامة بن بوط، الذي خطف الأضواء في ودية رواندا، ما يجعل اسمه مرشحا بقوة للعب دور مهم في التربص المقبل، فضلا عن اقتراب قندوز من المشاركة الأولى له مع ناديه الجديد مولودية الجزائر هذا السبت في ديربي العاصمة الكبير أمام الاتحاد.
في الخط الأمامي، ورغم احتمال غياب أمين شياخة الذي لا يزال يبحث عن نفسه، بعد تغيير الأجواء ومغادرة كوبنهاغن، إلا أن الأخبار الإيجابية تتوالى مع عودة بغداد بونجاح للتسجيل، بعد تجاوزه للإصابة، وتألق أمين عمورة الذي افتتح عداده التهديفي مع فولفسبورغ، إضافة إلى استمرار أمين غويري في اللعب أساسيا مع مارسيليا، رغم غياب الأهداف، حيث يشكل هذا الثلاثي نقطة ارتكاز هامة في خيارات بيتكوفيتش الهجومية.
تألق عدة أسماء يبعث على التفاؤل
وبعيدا عن الإصابات، يبعث تألق بعض الأسماء الكبيرة على التفاؤل، فالقائد رياض محرز قاد ناديه الأهلي للتتويج بكأس السوبر السعودي، مؤكدا جاهزيته لقيادة الخضر في الاستحقاقات المقبلة، كما يواصل حاج موسى إبهاره مع فينورد الهولندي منذ بداية الموسم، بينما يقدم هشام بوداوي مستويات رفيعة مع نادي نيس الفرنسي، ما يجعلهم أوراقا رابحة تُضفي جرعة ثقة على التشكيلة الوطنية التي ستفتقد لخدمات لاعبين مهمين في وسط الميدان، على غرار إسماعيل بن ناصر المتواجد دون فريق.
وبين الغيابات المؤثرة والأسماء المتألقة، يقف المنتخب الوطني أمام مفترق طرق حاسم، فرغم أن الإصابات أربكت حسابات بيتكوفيتش، إلا أن الحلول تبقى متوفرة، والتفاؤل مشروع بفضل جاهزية بعض الركائز العائدة، وتألق أسماء أخرى على الساحة الأوروبية، ومع استمرار العمل الجاد داخل الطاقم الفني والالتفاف الجماهيري حول الخضر، يظل الحلم قائما في تحقيق نتائج إيجابية أمام بوتسوانا وغينيا والاقتراب أكثر من حلم المونديال.
سمير. ك