يخوض العداء الجزائري، جمال سجاتي، اليوم السبت (20 سبتمبر)، عند الساعة 14:22 نهائي سباق 800 متر في بطولة العالم لألعاب القوى بطوكيو 2025، في موعد يُنتظر أن يكون أحد أقوى سباقات البطولة وأكثرها إثارة، حيث تعلق الجماهير الجزائرية آمالا كبيرة على ابن مدينة السوقر لاعتلاء منصة التتويج، وتأكيد المستويات القوية التي ظل يقدمها منذ عدة موسم، على أمل تكرار إنجازاته السابقة، حين حصد الميدالية الفضية في يوجين 2022، والبرونزية في أولمبياد باريس 2024.
سجاتي، الذي تأهل إلى النهائي بأريحية، وبدون مجهود كبير، بعدما أنهى أمس الأول، نصف النهائي في المرتبة الثانية بزمن قدره 1:45.09 دقيقة، إلى جانب حامل اللقب العالمي الكندي ماركو أروب، يدرك أن المأمورية اليوم لن تكون سهلة أمام جيل استثنائي من العدائين، يتقدمهم بطل الأولمبياد الكيني إيمانويل وانيوني، الذي يبقى المرشح الأول، بفضل قوته الهائلة في فرض نسق مرتفع، إضافة إلى أروب العائد بقوة، رغم عدم انتظامه في الملتقيات، لكنه يبقى عداء المناسبات الكبرى، فضلا عن الإسباني محمد عطاوي الذي تحول إلى «حصان أسود» للبطولة بتصدره مجموعته في نصف النهائي، وإظهار قدرات خارقة في الأمتار الأخيرة.
ويُرتقب أن يكون النهائي تكتيكيا وسريعا في آن واحد، خاصة وأن كل المؤشرات تدل على أن وانيوني سيحاول فرض إيقاع مرتفع منذ البداية لإبعاد منافسيه ذوي السرعة النهائية القوية مثل سجاتي، حيث سيكون على البطل الجزائري التعامل بذكاء مع مجريات السباق، وعدم التأخر كثيرا عن كوكبة المقدمة كما حصل في نهائي الدوري الماسي الأخير، لأن بقاءه على مقربة من وانيوني وأروب حتى آخر 300 متر قد يمنحه أفضلية في الإنهاء.
ويُصنف سجاتي ثالثا عالميا، وخامس أسرع عداء في تاريخ السباق بزمن شخصي 1:41.46 دقيقة حققه في 2024، فيما سجل هذا الموسم 1:42.20 دقيقة، وهو توقيت يجعله ضمن أبرز المرشحين للميداليات، وأما منافسوه، فيتقدمهم وانيوني بتوقيت شخصي 1:41.11 دقيقة وتوقيت هذا الموسم 1:41.44، والكندي ماركو أروب بزمن شخصي 1:41.20 دقيقة (هذا الموسم 1:42.22)، إلى جانب عطاوي بتوقيت شخصي 1:42.04 دقيقة و1:42.73 هذا العام، والبريطاني الشاب ماكس بورغن الذي نزل تحت 1:43 هذا الموسم، والجامايكي نافاسكي أندرسون أول ممثل لبلاده في نهائي 800 متر بتاريخ البطولة العالمية، بعدما حطم الرقم القياسي لجامايكا بزمن 1:42.72 دقيقة، والبوتسواني ماساليلا صاحب أفضل توقيت عالمي في بداية الموسم، والإيرلندي كيان ماك فيليبس الذي حقق المفاجأة بتصدر مجموعته في نصف النهائي، مُحطما الرقم القياسي لبلاده (1:43.18 دقيقة).
ولم تخل المنافسات من مفاجآت ثقيلة قبل النهائي، إذ أقصي الأمريكي دونافان برازير، البطل العالمي السابق، وصاحب الرقم القياسي الأمريكي، بفارق جزئين من المئة فقط عن التأهل بأحسن توقيت، كما يغيب عن النهائي الأمريكي جوش هوي ثاني أسرع عداء هذا الموسم، بسبب عدم تأهله من البطولة الأمريكية، إلى جانب الفرنسي غابريال توال الذي تراجع مستواه.
وبدا سجاتي واثقا بعد ضمان التأهل من مقدرته على المنافسة على إحدى الميداليات الثلاث في نهائي سباق 800 متر المقرر اليوم، وقال في هذا الخصوص لميكروفون قناة «بين إين سبورتس» القطرية:» السباق كان تكتيكيا وحققت الأهم بالتأهل. النهائيات تشهد دائما المفاجآت وإن شاء الله أكون مفاجأة النهائي، وأطلب دعواتكم وسأكون جاهزا للمحطة الختامية».
بهذه المعطيات، يتجه أنظار عشاق ألعاب القوى في الجزائر إلى مضمار طوكيو اليوم لمتابعة سباق تاريخي قد يكتب فيه جمال سجاتي صفحة جديدة في سجل إنجازاته، ويعيد لألعاب القوى الجزائرية توهجها العالمي.
وعكة صحية تُغيّب مولا عن المحطة الختامية
وبينما تأهل سجاتي بجدارة إلى النهائي، غاب مواطنه سليمان مولا عن المحطة الختامية، بعدما أنهى التصفية الثالثة في المرتبة الأخيرة بزمن 1:46.82 دقيقة، متأثرا بالوعكة الصحية التي تعرض لها ليلة السباق، حيث أعاد هذا المشهد إلى الأذهان ما حصل له في بطولة يوجين، حين حرمته ظروف مماثلة من إظهار كامل إمكاناته. ورغم إصراره على خوض السباق، لم يتمكن مولا هذه المرة من مقارعة الكبار، ليغيب عن النهائي في وقت تقدم فيه رئيس الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، وأعضاء المكتب التنفيذي بخالص التمنيات له بالشفاء العاجل والعودة أقوى إلى ميادين المنافسة.
سمير. ك