صنّف رئيس نادي القالة إلياس عماري، الصعود إلى الجهوي الأول لرابطة عنابة في صدارة الأهداف المسطرة للموسم القادم، وأكد بأن المراهنة على تسلق الهرم الكروي ضرورة حتمية أملتها المعطيات الميدانية، خاصة بعد أن لاحت في الأفق مؤشرات انفراج الأزمة التي عاش على وقعها الفريق، سيما منها ما يتعلق بالجانب المالي، في وجود وعود من السلطات المحلية بتخصيص إعانات تكفي لتسوية شطر من الديون العالقة، الأمر الذي يستوجب ـ كما قال ـ رفع عارضة التحديات.
وأشار عماري في دردشة مع النصر إلى أنه اضطر خلال الموسم المنصرم إلى ارتداء ثوب «رجل الإنقاذ»، لتمكين نادي القالة من المشاركة في بطولة الجهوي الثاني لرابطة عنابة، لأننا ـ على حد تصريحه ـ «اصطدمنا بمشاكل كثيرة ومتشعبة، فوجدت نفسي أتحمل مسؤولية تسيير كل شيء في النادي، في فترة كان فيها شبح الانسحاب النهائي أكبر هاجس يثير مخاوف الأنصار، لكن مع مرور الجولات أخذت الأمور في التحسن تدريجيا، ليكون ضمان البقاء بأريحية بمثابة المكسب الذي أصبح بحاجة إلى تثمين، رغم أن الفريق اعتاد على اللعب في مستويات أعلى، انطلاقا من تجربته في قسم ما بين الجهات، والتي كانت قصيرة، مرورا بالفترة الطويلة التي قضاها في الجهوي الأول».
من هذا المنطلق أوضح محدثنا، بأن تجربة الموسم الفارط كانت عبارة عن درس تم استخلاص العبر منه، واستطرد بالقول في هذا الصدد: « كل المتتبعين لجهوي عنابة يتساءلون عن سر تعرض نادي القالة لعقوبة خصم 14 نقطة من الرصيد، والحقيقة أن سبب هذه «الكارثة» ينحصر في سوء تعاملنا مع قضية تسيير الأصناف الشبانية، مما كلفنا غيابات كثيرة، بصرف النظر عن الغرامات المالية العالقة منذ المواسم الماضية، والتي جعلت من الفريق ضحية لقرارات خصم النقاط في الفترات الفيدرالية الثلاثة، وعليه فإننا كنا أكبر فريق تُسلط عليه هذه العقوبات، ومع ذلك فقد أنهينا الموسم بأريحية، بعد ضمان البقاء قبل 6 جولات من نهاية الموسم، إلا أن هذه القرارات كانت بأثر سلبي كبير على وضعية النادي، لأنه لا يُعقل أن تغيب الفئات الشبانية عن مباريات رسمية، في بطولة تجرى على مستوى إقليم ولاية الطارف، مما يجبرنا على معالجة هذه الظاهرة، والتي تفاقمت بشكل خطير في المواسم الأخيرة، لأن فرق الشبان أصبحت أكبر هاجس، وإعادة هيكلتها من نقطة الصفر تبقى من الأولويات».
وفي سياق متصل، أكد عماري بأن «سيناريو» الموسم الماضي سمح له بأخذ صورة واضحة عن الأمور الداخلية للفريق، لأننا ـ حسب تصريحه ـ « كنا قد اتخذنا قرارات صارمة، كانت بمثابة المنعرج الحاسم في مشوار النادي، وذلك بتسريح 4 لاعبين، والاكتفاء بتعداد يتشكل من 13 لاعبا في النصف الثاني من الموسم، فكانت ثمار ذلك عودة الهدوء إلى المجموعة، وانتفاضة كبيرة في النتائج، فارتفع الرصيد من 12 نقطة إلى 34 نقطة، ولو أن هذه الفترة مكنتنا من الحصول على النواة الأساسية لتعداد الموسم القادم، لأننا نتخذ من هذه التركيبة نقطة ارتكاز لبناء الفريق، تحسبا للمشروع الذي نراهن من خلاله على الصعود إلى الجهوي الأول، وهذا موازاة مع تجديد الثقة في المدرب محمد بوفايدة لمواصلة العمل المنجز، مع تدعيم التعداد بـ 7 لاعبين لهم خبرة في الجهوي الأول، وعليه فإننا نعتزم الشروع في التحضيرات مبكرا، لأن هذا الجانب يكتسي أهمية بالغة في بطولة الجهوي الثاني، خاصة في الجولات الأولى من الموسم».
ص / فرطاس
