الأحد 21 ديسمبر 2025 الموافق لـ 1 رجب 1447
Accueil Top Pub

نباتات دخيلة تهدد مدننا وغاباتنا ومختصون يؤكدون: هكذا نحمي البيئة ونحافظ على التنوع البيولوجي المحلي

تشهد الجزائر خلال السنوات الأخيرة توسعا واضحا في انتشار النباتات والأشجار الدخيلة داخل المدن والأحياء السكنية والفضاءات العمومية والمفتوحة، وهي ظاهرة أصبحت تثير قلق مختصين في البيئة وجمعيات لحماية الطبيعة، وبين غياب التوجيه العلمي وسياسات التشجير غير المدروسة، تحولت بعض الأنواع إلى خطر بيئي وصحي يهدد محيطنا الحضري، ما يستدعي اليوم طرح العديد من الأسئلة وإعادة تقييم طريقة تعاملنا مع الثقافة النباتية والتساؤل حول كيفية حماية البيئة والمحافظة على التنوع البيولوجي المحلي؟

رضا حلاس

اللوسينا والدفلى والكينا.. خطر أخضر يزحف على أحيائنا
وفي هذا السياق، يحذر عبد المجيد سبيح، رئيس جمعية حماية الطبيعة والبيئة بقسنطينة، من الانتشار المتزايد لأنواع نباتية تعد خطيرة على التوازن البيئي، وتتقدم شجرة «اللوسينا» قائمة الأنواع الخطرة، بسبب قدرتها الكبيرة على الانتشار السريع، ونموها الكثيف الذي يمنع النباتات المحلية من الوصول إلى الضوء والمغذيات.
كما تتميز الشجرة بقدرتها على إنتاج كميات هائلة من البذور التي تنتشر بسهولة بفعل الرياح والمياه.وإلى جانب اللوسينا، تعد شجرة «الدفلى» من أخطر النباتات على الإطلاق، لاحتوائها على مواد سامة قد تشكل تهديدا مباشرا للصحة، ووجود النبات بكثافة قرب المدارس والأحياء قد يشكل تهديدا للأطفال والحيوانات الأليفة، أما شجرة «الكينا»(Eucalyptus)، رغم استخدامها التقليدي، فقد أثبتت الدراسات أنها تستنزف المياه الجوفية وتؤثر على خصوبة التربة، إضافة إلى قابليتها للاشتعال السريع، ما يجعل انتشارها قرب التجمعات السكنية محفوفا بالمخاطر.

ويضيف رئيس الجمعية أن خطر هذه النباتات لا يقتصر على البيئة فقط، بل يمتد إلى صحة الإنسان فالدفلى على سبيل المثال تحتوي على مواد سامة تسبب تهيجا جلديا عند لمسها أو استنشاق دخان احتراقها، مشيرا إلى تسجيل بعض حالات التسمم سببها استخدام فروع الدفلى لإشعال النار دون معرفة درجة خطورتها، كما تتسبب أيضا في اضطراب قلبي وحتى القيء.
أما اللوسينا فقد أصبح اسمها متداولا في السنوات الأخيرة بسبب تسببها في تهيجات تنفسية وحساسيات موسمية لدى الأشخاص الذين يعانون حساسية حبوب اللقاح، ومع انتشارها قرب المنازل تصبح هذه المشاكل الصحية جزءا من الحياة اليومية للمواطنين دون أن يدركوا مصدرها الحقيقي.
خلل بيئي يهدد الغابات والتنوع البيولوجي
وعلى مستوى الغابات، يصف رئيس جمعية حماية الطبيعة والبيئة بقسنطينة، تأثير النباتات الدخيلة بأنه مدمر على المدى البعيد، إذ تؤدي هذه الأنواع الدخيلة سريعة النمو إلى تقليص المساحات المتاحة للنباتات الأصلية وإزاحتها تدريجيا من محيطها الطبيعي، مثل إكليل الجبل والزعتر والصنوبر الحلبي ومع انخفاض الغطاء النباتي الأصلي، تتأثر أيضا الكائنات الحيوانية التي تعتمد عليه في غذائها أو في بناء أعشاشها، ويفقد النظام البيئي بذلك توازنه الطبيعي، ما يرفع خطر الحرائق ويقلل من قدرة الغابة على التجدد، كما تتسبب بعض الأنواع خاصة «البقولية» في تغيير توازن التربة عبر تثبيت النيتروجين ما يخل بتوازنها الطبيعي، وهو أمر يعزز حظوظ النباتات المتكيّفة مع مستويات عالية منه، ويؤدي إلى تراجع التنوع البيولوجي.
ويضيف المتحدث، أن هذه النباتات تضاعف كذلك خطر الحرائق على غرار الأوكالبتوس، الذي يزيد من قابلية الاشتعال وتكرار الحرائق، مسببا أضرارا جسيمة للأنواع المحلية الحساسة، كما تمتص بعض الأشجار كميات كبيرة من المياه بما يؤدي إلى تجفيف المساحات الرطبة أو التأثير على مستوى المياه الجوفية. ولا يقف الخطر عند هذا الحد، بل قد تتحول النباتات الدخيلة إلى حاملات لآفات وأمراض جديدة من خلال جلب حشرات أو فيروسات غير مألوفة، أو توفير بيئة مناسبة لتكاثر الآفات التي تنتقل لاحقا إلى النباتات المحلية.

ويؤكد سبيح، أن أحد الأسباب الرئيسية لانتشار النباتات الدخيلة هو الجهل البيئي لدى العديد من المواطنين، الذين يزرعون نباتات دخيلة لأنهم يرونها جميلة أو سريعة النمو دون معرفة آثارها، كما أن للأطراف المسؤولة عن التشجير دور في المشكلة، إذ غالبا ما يلجأ هؤلاء إلى النباتات الرخيصة وسريعة النمو لملء الفضاءات الخضراء دون دراسة بيئية مسبقة، إضافة إلى ذلك تسبب التجارة العشوائية في انتشار هذه النباتات، نظرا لرواج أصناف دخيلة في الأسواق الشعبية وعلى مواقع التواصل بأسعار زهيدة دون أي رقابة على نشاط بيعها للمواطنين، كما ساعد تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة على توفير ظروف ملائمة لتكاثر الأنواع الغازية في مناطق جديدة لم تكن تستوعبها من قبل.
حملات التشجير على وسائل التواصل.. نوايا حسنة وخطر غير محسوب

ولا يخفي عبد المجيد سبيح، قلقه من ظاهرة حملات التشجير المنظمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي فهذه المبادرات رغم نيتها الحسنة قد تتحول إلى مصدر قلق بدل أن تكون جزءا من الحل، فإذا كانت الحملات تروج لزراعة أصناف غير ملائمة حسبه، أو تشجع على الزراعة بدون توجه علمي مثل اختيار أصناف سريعة الانتشار وزراعتها في مناطق حساسة، فذلك يسرع من نمو الدخائل ويخلف عبئا على المدى الطويل.

ويؤكد الناشط البيئي، أن حملات التشجير يجب أن تكون مرافقة بتوجه علمي، كاختيار الأنواع المحلية وتوفير شتائل محلية، وتدريب المتطوعين على التقليم والري والمتابعة، وهو ما يؤكد حسبه أن المشكل ليس الحملات في حد ذاتها بل طريقة تنفيذها.
دور الجمعيات البيئية في توعية المواطنين
ويرى رئيس جمعية حماية الطبيعة والبيئة بقسنطينة، أن الجمعيات النشطة في مجال البيئة تلعب دورا أساسيا في مواجهة انتشار النباتات الضارة، حيث تنظم حملات توعية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وترافق المواطنين في تحديد الأنواع المناسبة للغرس داخل المدن، كما تقوم بعض الجمعيات بإعداد قوائم توجيهية تحدد النباتات الأصلية التي يمكن غرسها في كل منطقة حسب طبيعة المناخ والتربة، وتحرص هذه الجمعيات خلال نشاطاتها الميدانية على تقديم شروحات مبسطة للمواطن حول مخاطر النباتات الدخيلة، وتعليم اختيار الشتلات المحلية، التقليم، والتعامل مع بذور الدخائل، إضافة إلى تشجيع المدارس على استعمال الأنواع المحلية في الحدائق المدرسية، بالتنسيق والتعاون مع البلديات والمشاتل.
كيف يميز المواطن بين النباتات المفيدة والضارة؟
يمثل غياب الوعي النباتي أحد أكبر التحديات اليوم، ولتسهيل المهمة على المواطن العادي ينصح عبد المجيد، باتباع خطوات بسيطة كالاستفسار من جهات مختصة مثل جمعيات البيئة أو مهندسي الغابات قبل الغرس، وتجنب شراء النباتات مجهولة المصدر التي تباع في الأسواق أو على الإنترنت دون تسمية صحيحة أو معلومات واضحة، إضافة إلى اعتماد النباتات المحلية لأنها أكثر قدرة على التكيف، وأقل حاجة للمياه، ولا تشكل أي تهديد للنظام البيئي، كما ينصح باستعمال تطبيقات علمية للتعرف على النباتات أو زيارة صفحات المؤسسات الرسمية التي تنشر قوائم دورية بأنواع النباتات الموصى بها.
اختر نباتك بعناية.. حماية البيئة تبدأ بالوعي والتوجيه العلمي
وفي هذا السياق، يوجه رئيس الجمعية رسالة مفادها أنه ليست كل شجرة مفيدة، فالرغبة في التشجير وحدها لا تكفي إذا كانت تفتقر للمعرفة، وفي وقت يسعى المواطن إلى تحسين المشهد البيئي، قد يتسبب دون قصد في تخريب توازن طبيعي عمره مئات السنين، لذلك يشدد المتحدث على ضرورة التفكير قبل الزرع والسؤال قبل اتخاذ أي خطوة، لأن غرس شجرة دخيلة اليوم قد يتحول بعد سنوات إلى خطر يهدد صحة الأسرة والمحيط والغطاء النباتي المحلي، معلقا « ازرعوا بذكاء واختاروا أنواعا محلية موصى بها من قبل خبراء في المجال».

كما يوصي سبيح، بضرورة تحول الجمعيات البيئية من منظمات تطوعية إلى مؤسسات مؤطرة وموجهة ميدانيا، تعتمد في عملية التشجير على دراسة علمية مسبقة وتحت إشراف مختصين في البيئة والغابات.
وينصح بغرس أنواع من الأشجار والنباتات المحلية والملائمة للبيئة الجزائرية، مثل الروبيني سريع النمو ذي الأزهار الجميلة، والميليا التي تتحمل الحرارة والجفاف، والبلوط المفيد للتربة والحياة البرية، إضافة إلى الصوفورا المزدهرة في المناخ القاسي، والصنوبر المعمر، فهذه الأنواع توفر حسبه زينة طبيعية وتدعم التنوع البيولوجي دون تهديد البيئة المحلية.
ر.ح

شتاء جاف وصيف ممتد
الاحتبــاس يربـك دورة الفصــول الأربعـــة
تشهد دول العالم ومنها الجزائر، ارتفاعا في درجات الحرارة أعلى من المتوسط، في تغير يرجعه الخبراء إلى استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري، ويؤكدون أنها خلفت اضطرابات مناخية متسارعة قلبت موازين الطقس، وغيرت ملامح الشتاء والصيف والربيع والخريف، وأصبح كل ذلك واقعا ملموسا ينعكس يوميا على حياة المواطنين وعلى الاقتصاد والبيئة.

إيمان زياري

يعد رصد الفصول وتغيراتها أمرا بالغ الأهمية بالنسبة للخبراء، إلا أن تغيرات كبيرة طرأت عليها خلال العقود الثلاثة الماضية، وهي اختلالات صارت قابلة للرصد عن طريق الملاحظة.
في الجزائر تسجل درجات حرارة قياسية وطقس متطرف، وشتاء جاف أحيانا وعنيف أحيانا أخرى، وفي عديد الدول الأخرى تحدث حرائق غابية متكررة وفي غير موسمها وفيضانات وكوارث طبيعية مدمرة، وتؤكد الدراسات أنه منذ سنة 1992 اختلفت درجات الحرارة وأنماط الفصول بصورة كلية، ناهيك عن أحداث متطرفة تؤثر على الاقتصاد والصحة، وتهدد التنوع البيولوجي بشكل كبير.
* الخبيرة المناخية زينب مشياش
التغيرات المناخية تعيد رسم فصول السنة
تؤكد الخبيرة المناخية زينب مشياش، أن تغير فصول السنة أضحى أمرا واقعا، ونتيجة حتمية للاحتباس الحراري الذي تسبب في تغيرات مناخية أثرت بشكل مباشر على دورة الفصول الأربعة. مشيرة إلى تغير مدة الفصول، فالربيع مثلا أصبح يحل أبكر بأسبوعين في المتوسط، ويأتي الخريف متأخرا بأسبوعين، زيادة على تقلص مدة الفصلين بشكل كبير ولافت، وأضافت أن الجزائر كغيرها من بلدان العالم تواجه هذا التقلب في الشكل العام للفصول خصوصا الشتاء والصيف.
وأكدت الخبيرة، أن هذا التغير صار قابلا جدا للملاحظة، وقالت إن دراسة أجرتها منذ بضع سنوات تحت عنوان «رؤية المواطن الجزائري للتغيرات المناخية»، خلصت إلى تسجيل ارتباك في الفصول وزيادة في فصل الصيف الذي أصبح ممتدا ويقارب نصف عام كامل تقريبا، مما يؤدي إلى تقليص فصل الخريف، كما ينتج عن حلول الصيف مبكرا ربيع أبكر كذلك.
أما بالنسبة لفصل الشتاء، فأوضحت الباحثة، أن الدراسة بينت تقلص مدته وهو ما أدى إلى اضطراب في نظام الهطول بتسجيل زيادة في الكمية وبشكل مكثف في فترة وجيزة، زيادة على تسجيل أعاصير وجو متطرف وأكثر حدة.
وقالت مشياش بأن الجزائر كغيرها من دول العالم خاصة المتواجدة في الجزء الجنوبي للكرة الأرضية، تعد من الدول المتأثرة بشدة بالتغيرات المناخية بحكم موقعها الجغرافي بين المناخ المتوسطي في الشمال والصحراوي في الجنوب، وقد أدت هذه التحولات إلى تراجع نسب التساقطات المطرية وعدم انتظامها مما أثر على الموارد المائية، وألحق أضرارا بالقطاع الفلاحي.
وأوضحت، أن حرائق الغابات ازدادت وسجل ارتفاع محسوس في منسوب مياه البحر واحترار في مياه المتوسط، مما جعل الجزائر اليوم ترصد حسبها فصلين فقط في السنة، هما صيف حار وجاف، وشتاء ماطر بعواصف أحيانا وجاف أحيانا أخرى.
في وقت تقلصت مدة فصلي الخريف والربيع بشكل كبير يكاد يجعلهما منعدمين، رغم أن دورهما مهم للغاية خاصة بالنسبة لدورة الكربون ونمو النباتات.
انعكاسات مباشرة والتنوع البيولوجي على خط النار المناخي
تؤثر التغيرات المناخية وارتباك الفصول على البيئة بشكل كبير، وتوضح محدثتنا، أن هذه الاضطرابات سوف تضر بمواسم نمو النباتات وأنماط هجرة الحيوانات، خاصة وأن قصر فصل الربيع يقيد دورة الزراعة بشكل كبير، بينما يجعل ازدياد هطول الأمطار المناطق ذات البنية التحتية القديمة أكثر عرضة لخطر الفيضانات وسيجبر القطاع الزراعي على التكيف مع فصول صيف أطول وأكثر حرارة، وربما مع نقص محتمل في المياه كذلك.
وحسبها، يعرض تغير المناخ الناس لمخاطر صحية نتيجة لتلوث الهواء والحرارة الشديدة التي تزيد من مخاطر أمراض الجهاز التنفسي، والقلب والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية. وتفصل المختصة في تأثير تغير الفصول على الغطاء النباتي وعلى شجرة الزيتون بشكل محدد، كاشفة عن نتائج دراسة ميدانية أبانت عن حجم الضرر الذي ظهر على محصول الزيتون في الجزائر، موضحة أن حبات الزيتون أصبحت تسقط من الشجر في وقت أبكر من المعتاد نتيجة لتغير الفصول، وبعد أن كان الجني يتم خلال عطلة الشتاء، أصبحت هذه الفترة تمثل نهاية المنتوج الذي يتساقط أرضا وتأكله الطيور، وهو أمر فرض حتمية الجني في وقت أبكر من المعتاد والتكيف مع التغيرات.
الحياة البرية في خطر
ولأن حياة الكائنات الحية مرتبطة بدورة الفصول الأربعة، أكدت الخبيرة أن تغيرها أثر بشكل مباشر على حياة الحيوانات، وقد سجل المهتمون بالحياة البرية تقلصا في مدة سبات بعض الحيوانات، بينما لم يعد هناك سبات أصلا لدى كائنات أخرى، وهي ملاحظة تم رصدها في موسم سباتها في عدة مناطق من العالم والجزائر. ما سيسبب حسب تحليلها اختلالا في التوازن البيولوجي، ويغير حتى من نسب ولادة بعض الحيوانات ويضاعف أعدادها.
وستتحمل بحسب الخبيرة، المجتمعات ذات الدخل المنخفض العبء الأكبر لهذا الخلل، إذ تؤثر أزمة المناخ بشكل غير متناسب على هذه البلدان، وتواجه مخاطر أعلى نتيجة الحرارة الشديدة والفيضانات الناجمة عن تغير المناخ وتلوث الهواء.
وتشدد في هذا الصدد، على ضرورة تبني استعدادات لمواجهة التحديات ووضع سياسة بيئية واضحة، تقوم على ترشيد استهلاك المياه والكهرباء وتشجيع الطاقات المتجددة، وحماية الغابات، إلى جانب نشر الوعي البيئي لدى المواطن، في حين تؤكد على أن التكيف مع التغيرات المناخية يبقى ضرورة ملحة حفاظا على صحة الكوكب ومن أجل استدامة الموارد للأجيال القادمة.

تقرير الأمم المتحدة العالمي السابع للبيئة
الاستثمار في صحة الكوكب ما يزال ممكنا
أظهر التقرير العالمي الجديد للبيئة، الصادر عن الأمم المتحدة، أن الاستثمار في صحة الكوكب ما يزال ممكنا ومرتبطا بمدى سرعة تحرك البشرية، مؤكدا أنه باستطاعتها إصلاح عقود من الضرر البيئي وبناء مستقبل أفضل، من خلال تبني 5 مبادئ أساسية للتغيير والتزام كافة دول العالم بها.

وتوصل التقرير الأكثر شمولا للبيئة العالمية على الإطلاق في نسخته السابعة، إلى أن الاستثمار في صحة الكوكب يمكن أن يحقق تريليونات الدولارات سنويا كزيادة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويجنب ملايين الوفيات، وينتشل مئات الملايين من الناس من براثن الجوع والفقر في العقود القادمة.
هذا ما يحصده العالم بتبني 5 مبادئ للتغيير
وحذر التقرير الصادر مؤخرا، من عواقب الاستمرار في اتباع مسارات التنمية الحالية، معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى تغيير مناخي كارثي، ودمار للطبيعة والتنوع البيولوجي، إلى جانب تدهور مدمر للأراضي وتصحر وتلوث قاتل مستمر، في مقابل تكلفة باهظة على الناس والكوكب والاقتصاديات.
ونوه التقرير إلى أن العالم ما يزال بإمكانه سلك مسار آخر يعد الأفضل، ويتضمن نهجا شاملا للمجتمعات والحكومات لتحويل أنظمة الاقتصاد والتمويل، والمواد، والنفايات، والطاقة، والغذاء، والبيئة، على أن يدعم كل ذلك بتحولات سلوكية واجتماعية وثقافية، تشمل احترام المعارف الأصلية والمحلية.
وأوضح التقرير، أن العائد من التغيير سيكون طويل الأجل على الاستثمار في التحول وبشكل واضح. بحيث تبدأ فوائد الاقتصاد الكلي العالمي في الظهور بحلول العام 2050، وتنمو إلى 20 تريليون دولار أمريكي سنويا بحلول العام 2070، على أن ترتفع بعد ذلك وتصل إلى 100 تريليون دولار سنويا.
كما تمت دعوة جميع الجهات الفاعلة إلى الاعتراف بمدى إلحاح الأزمات البيئية العالمية، والبناء على التقدم المحرز في العقود الأخيرة والتعاون في التصميم المشترك، وتنفيذ السياسات والإستراتيجيات والإجراءات المتكاملة التحقيق مستقبل أفضل للجميع.
ما الذي يجب أن يتغير؟
وفي خضم كل هذه المعطيات، نوه التقرير الذي تم تطويره بالتعاون بين 287 عالما من 82 دولة، إلى أن إعطاء نفس جديد وإصلاح الكوكب مرهون بالاستثمار في 5 مبادئ للتغيير، يتصدرها الاقتصاد والتمويل لأجل تجاوز الناتج المحلي الإجمالي وقيم رأس المال الطبيعي والإنساني ومن ثم إعادة استخدام الدعم الضار والتأثيرات الخارجية على الأسعار وكذا المواد والنفايات التي تحتضن نماذج الأعمال الدائرية والقابلة للتتبع والتجديد. في حين يركز المبدأ الثالث على عنصر الطاقة والحاجة الملحة لإزالة الكربون من العرض، في مقابل زيادة الكفاءة وضمان سلاسل قيمة معدنية مسؤولة وسد فجوة الوصول إلى الطاقة.أما بالنسبة للمبدأ الرابع، فيتعلق بأنظمة الغذاء، وذلك من خلال التحول إلى أنظمة غذائية مستدامة وتقليل فقدان الطعام وهدره وتحسين كفاءة الإنتاج، بينما يركز العنصر الخامس والمتعلق بالبيئة، على العمل لاستعادة النظم البيئية وتوسيع الحلول المعتمدة على الطبيعة وتسريع التكيف مع المناخ.ويبرز التقرير في النهاية، أن نافذة المناورة ضيقة بناء على الأدلة المستقاة من الواقع، في حين تبرز الفوائد الهائلة لعملية الاستثمار والتعجيل في اتخاذ تدابير جادة لانقاذ الكوكب وكل ذلك يؤكد أنه قد حان الوقت لاختيار المستقبل.
إيمان زياري

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com