الاثنين 5 ماي 2025 الموافق لـ 7 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

مشاركون في ملتقى وطني بقالمة: التراث الجزائري العريق مرجع للهوية والذاكرة


دعا أمس مشاركون في ملتقى وطني، تنظمه جمعية التاريخ والمعالم الأثرية بقالمة، على مدى يومين، إلى تثمين التراث الوطني والمحلي، والتمسك به في مواجهة التحولات المتسارعة على الصعيدين الوطني والدولي، مؤكدين بأن الموروث الشعبي الجزائري بمثابة مرجع للهوية والذاكرة الوطنية.

فريد.غ

وقال الأستاذ عبد الحق حريدي، في افتتاح الملتقى، بأنه ومنذ القدم ظل التراث بمثابة جسر يربط الحاضر بالماضي، وهو أكثر من مجموعة من الآثار، والقصص والمظاهر المادية، معتبرا التراث حاضرة الذات وهوية الشعوب، لأنه يشكل ذاكرة جماعية، تنسجها التجارب والقصص عبر الزمن، وهو موروث مادي ومعنوي، يتنقل عبر الأجيال.
وحسب المحاضر، فإن التراث المادي يتكون من آثار ومباني ومخطوطات، وأزياء وحلي، كما في الحضارة الأمازيغية، حيث تمثل الحلي بنقوشها وهندستها، رمزا من رموز الروحانية والتميز والارتباط بالأرض، بينما التراث المادي الذي يزخر به المجتمع الجزائري، هو اللغة والعادات والتقاليد، والفلكلور والقصص والأساطير الشفوية.
وأوضح عبد الحق حريدي، بأن التراث هو النسيج الذي يشكل شخصية الأمة، ويميز حياتها وسلوكها، و بالتالي هويتها عبر الحقب الزمنية.
و خلص المتحدث إلى القول، بأنه ومع تصاعد ظاهرة العولمة، أصبح التراث على مفترق الطرق، فهو أمام فرصة التوثيق الرقمي، ليكون جزء من هوية الشعب الجزائري، وعندما يتعرض هذا التراث إلى الانصهار والذوبان، فإنه سيفقد مقوماته، وهو ما دفع ببعض الشعوب إلى إبراز ثقافاتها والمحافظة عليها، في خضم التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتسارعة، متسائلا عن مصير الشعوب الضعيفة، أمام الغطرسة العالمية، في ظل النظام الدولي الجديد، وهل سيتمكن المجتمع الجزائري من تحويل التراث، إلى جسور بين التقاليد العريقة، واحتياجات الحاضر والمستقبل.
من جهتها، تطرقت الصحفية والباحثة في شؤون التراث بمنطقة قالمة، وردة زرقين، إلى عادات وتقاليد المجتمع المحلي، على مر الزمن، مؤكدة بأن التراث الشفوي الشعبي ثقافة شعب على مر الأزمنة، وأصلا لكل الشعوب، وهو خزان ثقافي يعبر عن المجتمع، ونظرته للحياة بكل تفاصيلها، وكنز لا يفنى، مهما تعاقبت عليه الأحداث و الأزمنة.
واعتبرت المحاضرة، التراث اللامادي كجزء من الكنوز الثمينة للمجتمع الجزائري، بصفة عامة، والمجتمع المحلي بمنطقة قالمة، على وجه الخصوص، فهو كنز دائم وارث يحفظ الروابط بين الأجيال.
وحسب المتحدثة، فإن منطقة قالمة تعد خزانا من التراث، والثقافة، والأصالة، التي لم يتمكن الاستعمار الفرنسي من محوها، والنيل من الذاكرة الوطنية، فالتقاليد والعادات، ظلت راسخة لدى الفرد الجزائري، في الأعياد، و الأعراس، و الحفلات الشعبية، التي بقيت كلها وإلى اليوم، بعد أن توارثتها الأجيال المتعاقبة، منذ مئات السنين.
وسيتناول الملتقى في طبعته الثامنة والعشرون، عدة مواضيع، تتعلق بالذاكرة الشعبية من خلال العادات والتقاليد المتوارثة، كالموروث الثقافي والشفوي الرائج في الذاكرة الشعبية بمنطقة تاملوكة، الواقعة جنوبي قالمة، للدكتورة سناء عطابي من جامعة 8 ماي 1945 بقالمة، ودور الزوايا والكتاتيب القرآنية، في الحفاظ على الهوية، ومحاربة المسخ والفرنسة، للأستاذ محمد بن رقطان، والموروث الديني والثقافي في الجزائر للدكتورة أحلام يوسف من جامعة قالمة، ولاعبون في الذاكرة الكروية القالمية، للباحث عبد الغني بوصنوبرة، وحماية الموروث الثقافي في الفقه الإسلامي، للدكتور عبد الرحمان خلفة من جامعة قسنطينة للعلوم الإسلامية.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com