خرج أساتذة جامعة محمد البشير الإبراهيمي بولاية برج بوعريريج، عن صمتهم، بعد تعرض زملاء لهم لاعتداءات لفظية و تصرفات وصفوها بالعنيفة، من قبل بعض الطلبة المنضوين تحت لواء تنظيمات طلابية على مستوى كلية علوم الطبيعة و الحياة و علوم الأرض، داعين الوصاية إلى الحماية و الأمن داخل الحرم الجامعي و التعامل بصرامة مع مثل هذه التصرفات للحفاظ على كرامة الأستاذ و قدسية الجامعة .
و تطرق عشرات الأساتذة في بيان تنديدي، عقب الوقفة الاحتجاجية التي نظموها بمقر الجامعة، إلى ما وصفوه بحالة الفوضى و العبث الذي أصبح يطال الأستاذ و يهدد الاستقرار على مستوى الجامعة، مضيفين بأنه قد أصبح من الضروري رد الاعتبار المهني و الاجتماعي للأستاذ و اعتباره شريكا حقيقيا في القرارات المتخذة داخل الجامعة، منددين بظواهر دخيلة على الحرم الجامعي بدأت رقعتها في الاتساع، ما يمثل تهديدا لمستقبل الجامعة الجزائرية و لعل من أبرزها ما دونوه في بيانهم بخصوص الإهانة التي يتعرض لها الأستاذ أثناء أداء مهامه و اعتماد سياسة الكم على حساب الكيف ما أثر بحسبهم بشكل كبير على منتوج الجامعة، و قلل من جودتها وقيمتها العلمية والمعرفية .و في ظل ما عبروا عنه بتراكم مشاكلهم من جميع الجوانب العلمية و المهنية و البيداغوجية و الاجتماعية، رفعوا عدة مطالب لوضع التعليم على السكة الحقيقية و التي يأتي في مقدمتها صون كرامة الأستاذ والحفاظ على مكانته و ضمان سيادته و الظروف التي تسمح له بترقية الأداء العلمي و البيداغوجي، لتجنب ما يحدث من إهانات و تدافع و اعتداءات على الأساتذة، خصوصا خلال فترة الإضرابات و الاحتجاجات التي يمنعون فيها من الدخول إلى الكليات والمدرجات، أين طالبوا بتوفير الحماية والأمن، لتفادي تعرضهم للإهانة مجددا،مشيرين إلى تضامنهم مع زملائهم و اطلاعهم بأسف على ما واجهوه من تهديدات واعتداءات واستعمال للعنف والقوة في غلق أبواب الجامعة و المدرجات و قاعات التدريس، فضلا عن منع الأساتذة والطلبة حسب ما ورد في ذات البيان، من دخول الجامعة و الالتحاق بأماكن عملهم وقاعات التدريس والمحاضرات، في احتجاجات منظمة من قبل « بعض التنظيمات الطلابية» التي استعملت حسب الأساتذة المشتكين «أساليب لا تشرف الجامعة الجزائرية و تمس بسمعة الطالب الجزائري»، معتبرين ما تقوم به « تعديا على حريتهم في القيام بمهامهم « و تعديا على حرية الطالب في تأييد الاحتجاج من
عدمه .من جانب آخر، طالبوا بالتعجيل في إيجاد حلول حقيقية و ملموسة لمشكل السكن الذي يعاني منه عشرات الأساتذة، مشيرين إلى وجود حوالي 100 أستاذ مازالوا ينتظرون نصيبهم من الحصص السكنية، ما زاد من متاعبهم و أثر على مردودهم بالنظر إلى عدم الاستقرار وكثرة التنقلات.
مدير الجامعة و بعد استقباله لممثلين عن الأساتذة في لقاء جمعهم، أكد على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الظروف التي يمر بها الطلبة، بما فيها الظروف النفسية في ظل كثافة الدروس والتغييرات الطارئة بسبب الأزمة الصحية و ما تبعها من إجراءات وتدابير ضاعفت من الضغوط عليهم، مطمئنا الأساتذة بتجاوز هذه المرحلة و تصويب الأخطاء بما يحفظ كرامة الأستاذ والطالب، أما عن مشكل السكن، فأكد على تبليغ الوصاية بالانشغال و إجراء عملية إحصاء شامل للاحتياجات وعدد الأساتذة الذين مازالوا بحاجة للسكن .
ع/ بوعبدالله