شهدت ولاية عنابة، ليلة الأحد إلى الاثنين، تساقط أمطار غزيرة، مست جميع المناطق، ما تسبب في ركود المياه وانسداد المجاري المائية بأحياء وبلديات متفرقة وكانت المناطق المنخفضة أكثر تضررا، ما استدعى تدخل مصالح البلديات ومؤسسة التطهير لامتصاص المياه وجهر البالوعات، بسبب السيول الجارفة المحملة بالأتربة القادمة من المرتفعات منها جبال الايذوغ .
كما سجل انخفاض محسوس في درجة الحرارة إلى ما دون 14 درجة، مع شدة الرياح وقد أدت الأمطار الغزيرة المتساقطة، إلى القطع المؤقت للعديد من الطرقات والأنفاق الأرضية بأحياء متفرقة، نتيجة لانسداد مجاري وقنوات المياه، بفعل السيول الجارفة القادمة من مرتفعات جبال الإيذوغ، ما تسبب في عرقلة حركة المرور.
وحسب ديوان التطهير، فقد تم تشغيل محطات الضخ بوسط المدينة، للتقليل من حدة الفيضانات، مع التواصل الغزيرة للأمطار لثلاثة أيام متتالية، كما تم تجنيد جميع الأعوان للعمل، بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية والأشغال العمومية، للتدخل وتصريف المياه في جميع النقاط السوداء، منها الأنفاق الأرضية على مستوى حقل مارس و سيدي عمار، كما جندت فرق لامتصاص المياه بحي سيبوس، حتى يتمكن السكان من الولوج إلى منازلهم.
وحسب ما عاينته النصر، فقد تركزت التدخلات بوسط المدينة كورنيش «شابي» وأحياء السهل الغربي، لوقوعها في مستوى سطح البحر وقبالة الشواطئ، حيث غمرت المياه الطرقات الرئيسية، مع غزارة الأمطار وامتلاء القنوات القديمة المبرمج إعادة تهيئتها وتسببت السيول الجارفة المحملة بالأتربة في انسداد جميع مجاري المياه وتحولها إلى كتل من الطمي، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه وغمر الطرقات وتسرب المياه إلى البيوت في هذه الأحياء، حيث عانى السكان ليلة كاملة في صرف المياه ومحاولة إزالة انسداد قنوات الصرف القريبة من سكناتهم، على أمل انخفاض منسوب المياه الذي واصل ارتفاعه مع تواصل تساقط الأمطار دون توقف.
نفس الوضعية شهدتها أحياء منخفضة بسيدي سالم، حيث فاجأت الأمطار الغزيرة المتساقطة، السكان القاطنين في المسطحات المائية، ما استدعى تدخل الفرق التقنية لصرف المياه إلى المجاري والوديان. بدورها تحولت طرقات رئيسية إلى مجاري للسيول، منها طريق الكورنيش بشاطئ سانكلو وشابي وكذا السهل الغربي ومخرج البوني. وفي ذات السياق، يجري إنجاز مشروع ضخم لصرف المياه على مستوى محيط حي سيبوس، يتضمن إنجاز محطة للرفع وتعلية الوادي وخرسنته، في إطار مخطط حماية ميناء عنابة وتصريف المياه بالمناطق المجاورة له، منها المياه القذرة.
وعلى إثر الاضطراب الجوي، شكلت مصالح ولاية عنابة خلية يقظة لمتابعة الأوضاع ورصد تطورات التساقط الغزير للأمطار بالأحياء والقطاعات الحضرية الموجودة تحت سطح البحر، في حين سطرت مصالح أمن ولاية عنابة، على إثر التقلبات الجوية، مخططا أمنيا خاصا على مستوى الطرقات والأحياء والنقاط السوداء التي تشهد انسدادا وعرقلة في حركة المرور، إلى جانب التحسيس لفائدة سائقي مختلف المركبات، بإسداء جملة من النصائح والإرشادات المتعلقة بضرورة احترام قانون المرور وقواعد السياقة السليمة أثناء التقلبات الجوية، والتبليغ عن النقاط السوداء.
وفي سياق متصل، يرتقب استلام سد بوحديد شهر جويلية المقبل، ما من شأنه القيام بدوره في حماية المدينة من الفيضانات والتقليل من تدفق سيول الأمطار القادمة من جبال الايذوغ نحو السهل الغربي وكذا وسط المدينة.
حسين دريدح
