انطلقت مساء أول أمس، الأشغال الحفرية الأثرية بموقع واد الجبّانة ببئر العاتر ولاية تبسة، والتي تنتمي كرنولوجيا إلى البلايستوسين الأعلى وبالضبط إلى العصر الحجري القديم الأوسط، الذي يبدأ من 300 ألف عام وانتهى من 30 ألف عام، وذلك تحت إشراف وتأطير البروفيسور كهينة رومان، باحثة بمعهد الآثار، جامعة الجزائر 2.
البعثة العلمية المتخصصة في علم الآثار ما قبل التاريخ، التي باشرت حفريات جديدة بالموقع الأثري «واد الجبانة”، مكونة من طلبة دكتوراه وماستر وآخرين في السنة أولى ليسانس، حيث يؤرخ هذا الموقع للحضارة العاترية، التي تعود للعصر الحجري الوسيط، وتعتبر من أقدم حضارات الإنسان العاقل، حيث امتدت بين 69 ألف و 20 ألف سنة قبل الميلاد، وأوضحت الدكتورة كهينة رومان للنصر، أن هذا الموقع يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة للباحثين الجزائريين، كما أن الوجه الثقافي العاتري ينسب إلى أدوات ذات عنق عثر عليها بموقع وادي الجبانة، وقد وجدت بذات الموقع سنة 1974 من طرف الباحث مورال، نماذج عن الصناعة ذات التقنية اللغوازية والموستيرية، حيث تم العثور على صدفات بحرية مثقوبة استعملت كمجوهرات للزينة. وأفادت المتحدثة، أن كل الدراسات التي تناولت موضوع الحضارة العاترية حتى الآن والتي تسنى لنا الإطلاع عليها، تشير إلى أن الإنسان الذي صنع الحضارة الموسترية بأوروبا و العاترية بشمال إفريقيا هو إنسان النياندرتال، الذي تعود أصوله الباكرة إلى فلسطين، وقد عثر على بقاياه العظمية في موقع هوافتيح بليبيا، تحيط به البقايا العاترية. وستبقى البعثة العلمية في هذا الموقع لعدة أيام، للقيام بحفريات لاكتشاف المزيد من المعطيات العلمية عن أسرار الحضارة العاترية.
ع.نصيب