تتوجه محافظة الغابات بقالمة، نحو توسيع تقنية الشرنقة الهولندية، في مشاريع التشجير بالمناطق الجافة الواقعة ببلدية تاملوكة على الحدود مع ولاية أم البواقي، للحد من آثار الإجهاد المائي والحرارة القوية التي تعرفها المنطقة المعرضة لمخاطر التصحر.
وقال محافظ الغابات بقالمة بوبكر بادي للنصر يوم الاثنين، بأن التجربة الأولى كانت بمزرعة خاصة بالمنطقة الجنوبية لبلدية تاملوكة أين تجري عمليات تقييم هذه التجربة، و كذلك صيانة المساحات المشجرة، و تجديد الأشجار الميتة.
و تقنية الشرنقة الهولندية تعد من بين الطرق المبتكرة في عمليات زراعة الأشجار الغابية و الأشجار المثمرة بالمناطق الصحراوية و الشبه صحراوية.
و تعتمد هذه التقنية على نظام لتجميع المياه و منع التبخر، و المحافظة على الرطوبة لأطول مدة ممكنة لتغذية الجذوع و مساعدة النبتة الفتية على النمو دون أن تتأثر بالحرارة و الجفاف الطويل.
و إلى جانب الأمطار التي تتساقط من حين لآخر بالمنطقة الجنوبية لولاية قالمة، فإن نظام الشرنقة الهولندية يتغذى أيضا من الندى الذي يتشكل ليلا، يخزنه داخل صندوق خاص و يوصله إلى الجذوع، و يحول دون تبخره بسبب الحرارة و الرياح التي تجتاح المنطقة، متسببة في جفاف التربة و تعريتها.
و يتوقع توسيع التجربة في المستقبل للحد من آثار الجفاف الذي يجتاح مناطق الشبكة و عين آركو ببلدية تاملوكة، التي أصبحت أكثر عرضة لمخاطر التصحر، حيث فقدت الحقول الزراعية خصوبتها، و تعرت المرتفعات الجبلية الواسعة بسبب التغيرات المناخية المتسارعة.
و تنصب الجهود في الوقت الحالي، على إيجاد الحلول لمشكلة التصحر التي تهدد منطقة تاملوكة و بلديات أخرى مجاورة، حيث بدأ السكان يتوجهون نحو الزراعات المقاومة للجفاف و الحرارة، و تعد مشاريع التشجير التي تقودها محافظة الغابات المحرك الرئيسي لجهود مكافحة التصحر بالمنطقة، إلى جانب المشاريع الزراعية الأخرى التي ينجزها السكان بمساعدة المحافظة و مديرية الفلاحة.
و تعد الأشجار الغابية و الأشجار المثمرة المقاومة للجفاف، من أكثر الحلول المجدية للحد من ظاهرة التصحر و التعرية بالمنطقة، حيث تبقى الآمال قائمة على تجدد الغطاء النباتي في المستقبل. فريد.غ
