عادت الأودية الكبرى، بولاية قالمة إلى الجريان، عقب الأمطار الغزيرة المتساقطة على المنطقة يومي الأحد و الاثنين، مبددة تلك المخاوف، التي سادت خلال الأشهر الماضية، بسبب الجفاف الطويل، الذي أطبق على المنطقة لمدة طويلة، و أدى إلى جفاف المجاري الطبيعية، و انكماش السدود و الاحتياطات المائية الجوفية.
و قد عاد واد الشارف، أحد أهم روافد سيبوس الكبير، إلى الجريان صباح الاثنين، حسب ما رصدته النصر من على جسر مجاز عمار، حيث تواصل المياه الارتفاع، بعد وصول الفيضانات القادمة من سهل الجنوب الكبير بقالمة، و من ولايتي أم البواقي و سوق أهراس.
و قال سكان بوحمدان للنصر صباح الاثنين أيضا، بان وادي بوحمدان، المغذي الرئيسي للسد الكبير، يعرف فيضانا معتبرا، و ربما قد يتجاوز الجسر الذي يربط بين شطري المدينة خلال الساعات القادمة. و يتوقع دخول كميات هامة من المياه إلى سد بوحمدان، الذي فقد 80 بالمائة تقريبا من حجمه الذي يستوعب أكثر من 180 مليون متر مكعب من المياه، المخصصة للشرب و سقي المحاصيل الزراعية. و قد تعافت حقول القمح و البقول، و الطماطم الصناعية من جفاف كان ينذر بموسم فلاحي صعب، قبل سقوط الأمطار الموسمية بين فترة و أخرى، منذ بداية شهر أفريل الجاري. و يتوقع المهتمون بقطاع الموارد المائية بقالمة، ارتفاع الاحتياطات الجوفية، و عودة المنابع السطحية إلى النشاط، بعد موجة قوية من الأمطار، تعرفها كل مناطق ولاية قالمة على مدى 24 ساعة متواصلة.
و قد بدأت بعض الآثار، غير المرغوب فيها، تظهر على حقول القمح، ببعض المناطق ذات الكثافة العالية، حيث تعرضت بعض المساحات إلى ما يعرف برقاد القمح، الناجم عن تراكم المياه و ثقل السنابل.
و ليست كل أصناف القمح معرضة لظاهرة الرقاد، الناجم عن التساقطات المطرية الموسمية، فهناك أصناف مقاومة للظاهرة، المرتبطة أيضا بالآثار التي يتركها التسميد المكثف، بينها النمو الطولي للقمح، و ضعف السيقان الحاملة للسنابل.
و يتوقع المزارعون بقالمة، موسما فلاحيا جيدا، حيث تجاوزت كل الأقاليم المنتجة للقمح و البقول، مرحلة الجفاف، بينها سهل الجنوب الكبير، موطن القمح الشهير، الذي يعد بإنتاج جيد هذا الموسم.
فريد.غ