نظمت أمس، مدرسة أشبال الأمة «الشهيد وعواع المدني» بالمطارفة بولاية المسيلة، أبوابا مفتوحة للجمهور المسيلي الذي توافد بكثرة على المدرسة، تلبية لدعوة القيادة للتعرف عن قرب على يوميات الأشبال بين أسوار هذه المشتلة العلمية الرائدة، في إطار حرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على تعزيز جسور التواصل والتقارب مع مختلف فئات المجتمع وترسيخ مبدأ الشفافية والانفتاح بهدف توطيد العلاقة الوثيقة بين الجيش وعمقه الشعبي.
الأبواب المفتوحة على مدرسة الشهيد وعواع المدني التابعة للناحية العسكرية الأولى بالبليدة، أشرف على افتتاح فعالياتها بقاعة المحاضرات قائد القطاع العسكري بالولاية وعدد من السلطات المدنية والعسكرية والمواطنين من مختلف الفئات، حيث تم استقبال الضيوف وتقديم نبذة عن نشأة المدرسة للجمهور، من خلال عرض فيديو تناول في تقرير شامل الحياة اليومية لرجال الغد، وأهم أسباب نهضة البلاد والحفاظ على أمن واستقرار وسلامة ترابها ووحدتها الوطنية.
وفي هذا الشأن، أكد قائد المدرسة العقيد رحموني كمال في الكلمة الترحيبية أمام الجمهور، على الإستراتجية الحكيمة التي انتهجتها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، بإعادة بعث مدارس أشبال الأمة التي تعتبر خزانا بشريا لا ينضب ورابطة متينة تربط الجيش بشعبه، وهو ما يمثل حسبه أرقى معاني الوحدة والتلاحم، موضحا المساعي الدالة على تربية هذا النشء تربية صحيحة وتأهيله وترقيته لتولي مسؤوليات مستقبلية وبذلك يكون أهدى السبل لحماية الجزائر وبقائها شامخة والحفاظ على رسالة الشهداء خالدة للأجيال المتعاقبة، جيلا بعد جيل على مر العصور.
وأضاف بالقول إن مدرسة أشبال الأمة بالمسيلة تعتبر إحدى القلاع العلمية التربوية التي استفاد منها سكان منطقة المسيلة والمناطق المجاورة عامة، وهي أحد المكاسب التي تعززت بها الناحية العسكرية الأولى على اعتبار أنها تمثل قاعدة مادية معتبرة للتربية والتكوين والتعليم، وهذا ما تبرهن عليه النتائج الجيدة المتحصل عليها عاما بعد الأخر على المستوى الوطني منذ تأسيسها، كما أنها تبرهن على المستوى التعليمي العالي المنتج بالمدرسة بفضل الحرص الذي توليه القيادة العليا لتوفير أحسن الظروف للأشبال وخلق الجو الملائم والمساعد على التمدرس لتكوين وإعداد نخب وإطارات الغد التي يستفيد منها الجيش الوطني والجزائر.
كما قال العقيد رحموني كمال إن الهدف من فتح أبواب المدرسة تعريف العائلات الحريصة على مستقبل أبنائها بكافة الإجراءات المتعلقة بالالتحاق بهذه المؤسسة التكوينية التي تمارس مهامها تحت الوصاية المشتركة بين وزارة الدفاع الوطني ووزارة التربية، واطلاعهم على الأساليب المنتهجة للتكفل بالأشبال وبمستقبلهم ضمن صفوف الجيش الوطني الشعبي وفرصة حقيقية لهم والتلاميذ للاطلاع عن قرب على الحياة داخل المدرسة ومعرفة المناهج الدراسية المعتمدة والبرامج التعليمية، المقررة وكيفية التكفل بالأشبال ضمن نظام داخلي للمدرسة.
ويمثل الانضباط والتحصيل العلمي الجيد أهم ركائز مدرسة الشهيد وعواع المدني، حيث أخذ الجمهور نظرة عن الوسائل والدعائم البيداغوجية الحديثة والعصرية المساعدة على التحصيل العلمي الجيد التي تحوزها المدرسة، التي تعتبر امتدادا لمدارس أشبال الثورة في حلة عصرية جديدة، تم إعادة بعثها في أكتوبر 2008 تحت شعار « معرفة – وفاء – انضباط «.
مدرسة أشبال الأمة بالمسيلة بالناحية العسكرية الأولى التي تقع ببلدية المطارفة، وتتربع على مساحة قدرها 10.5 هكتار أنشئت في 01 يناير 2016 وتم تسميتها بتاريخ 12 ديسمبر 2018 باسم الشهيد وعواع المدني، الذي التحق بالثورة التحريرية سنة 1955 وقاد الهجوم على مركز الشرطة بالمدينة والاستيلاء على الأسلحة ثم قاد معركة نقاوس إلى أن استدعي إلى الحدود التونسية، حيث كان مكلفا بالاتصال إلى أن أصبح رائدا مسؤولا عن الأمن العسكري بالحدود الشرقية استشهد يوم 12 مارس 1960 مع رفاقه عند محاولة دخوله التراب الجزائري عبر الحدود التونسية.
أشبال مزودون بالعلم والمعرفة يحملون ابتكارات عسكرية
لفت أشبال مبتكرون انتباه الجمهور المسيلي خلال زيارة المعرض البيداغوجي، الذي كان ضمن برنامج الزيارة حيث وقف الحضور على اهتمام المدرسة إلى جانب النشاطات الفنية، الثقافية والرياضية بالإبداع والابتكار ومسايرة التكنولوجيات الحديثة من خلال تشجيع وتحفيز العديد من المنتسبين للمدرسة الذين يحملون أفكارا ابتكارية، والتي تحتاج إلى المزيد من الأبحاث العلمية لتطويرها مستقبلا، ويثبت هؤلاء قدرتهم على تحقيق الأهداف السامية للأمة الجزائرية، التي رفعت سقف طموحاتها بالحرص على بلوغ أعلى مستويات المعرفة، قصد النهوض بالبلاد.
وقدم عدد من أشبال المدرسة عروضا عن ابتكاراتهم التي يسعون دوما لتحديثها وتطويرها من أجل تجسيدها فعلا في مشروعات تخدم المجتمع وتضاعف من فرص البقاء، في عالم لن يكون فيه مكان إلا لمن أخذ بأسباب العلم والمعرفة والتعلم، وهو ما بات يتجسد من سنة لأخرى من حيث تحقيق نتائج باهرة في مختلف شهادات التعليم المتوسط، حيث حقق أشبال المسيلة نسبة نجاح في موسم 2022/2023 قدرت بمائة بالمائة وحصد 20 شبلا على امتياز و 05 منهم على معدل أكبر من 19 وتضاعف العدد في الموسم الدراسي 2023/2024، ليصل إلى 10 أشبال حصلوا على معدل أكبر من 19. فارس قريشي