اختتمت مديرية الصناعة لولاية سطيف، أمس، بالتعاون مع مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني، حملتها لجمع جلود الأضاحي، حيث تمكنت خلال اليومين الأول والثاني للعيد، من جمع ما يقارب 6 آلاف قطعة من الجلود السليمة وإرسالها إلى المدبغة بولاية باتنة، في إطار المخطط الوطني لوزارة الصناعة الرامي إلى تثمين هذه الثروة الوطنية. وتأتي هذه الحملة، حسب ما أكدته مصالح المديرية الوصية، التي أطلقتها وزارة الصناعة تحت شعار «نضحي، نسلخ ونملح… ونساهم بهيدورة تصلح»، لتؤكد التزام القطاع بتعزيز الصناعة الوطنية وتحويل المخلفات إلى ثروة ذات قيمة مضافة، بعدما انطلقت عملية جمع الجلود صبيحة اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، حيث أشرفت مديرية الصناعة بسطيف بالتنسيق مع مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني للنفايات على جميع المراحل، بدءا من التجميع إلى التمليح، فالطي، وصولا إلى الترتيب، لضمان جودة الجلود وتهيئتها للنقل وتمت هذه العملية ضمن إطار المخطط الوطني المسطر من طرف وزارة الصناعة قصد دعم وتثمين الصناعات الوطنية.
وفي اليوم الثاني من العيد، استمرت العملية بوتيرة عالية، قبل أن تختتم في حدود الساعة الثانية والنصف زوالا، ليتم على إثرها إرسال 5 شاحنات مقطورة محملة بـ 5692 جلدا سليما إلى المدبغة المتخصصة بولاية باتنة، في عملية تعكس التنظيم المحكم والفعالية في التنفيذ على مستوى بلديات الولاية. وقالت ذات المديرة، إن الجدوى الاقتصادية لمثل هذه الحملات، لا تقتصر على الأرقام فقط، بل تتجاوزها لتدخل في سياق تثمين الثروات واستغلالها في الجهد التنموي والمخطط الوطني لتطوير الصناعة، خلافا لسنوات سابقة، التي كانت فيها جلود الأضاحي ترمى بطرق عشوائية وفي المفارغ العمومية، ما كان يشكل عبئا وتشويها للمحيط والبيئة وخسارة اقتصادية، حيث كانت مثل هذه الممارسات تؤدي إلى تلوث بيئي ناتج عن تحلل الجلود، فضلا عن إهدار مادة خام ثمينة يمكن أن تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني.
وبتنظيم مثل هذه الحملات المهيكلة ومع هذه الحملة المنظمة من قبل وزارة الصناعة ومديرياتها الولائية، أصبحت هذه الجلود مادة خام أساسية للصناعات الجلدية المحلية، كصناعة الأحذية، الحقائب، الألبسة وغيرها من المنتجات ذات القيمة المضافة العالية، ما يقلل من الاعتماد على الاستيراد ويدعم المصانع الوطنية ويخلق فرص عمل جديدة في قطاع دباغة الجلود وتصنيعها ويساهم في الناتج المحلي الإجمالي، ناهيك عما يحققه من تعزيز للاقتصاد الدائري من خلال استغلال الموارد المتاحة بشكل أمثل بدل هدرها.
وأوضحت مديرية الصناعة، أن حملة جمع جلود الأضاحي، والتي تتزامن مع مناسبة دينية واجتماعية هامة، أضافت لهذه المناسبة بعدا اقتصاديا، بكونها ليست مجرد مناسبة للعبادة والتكافل، بل يمكن أن تكون أيضا محركا اقتصاديا يساهم في بناء صناعة وطنية قوية ويحول هذه المناسبات الدينية إلى فرص تنموية واعدة.
عثمان.ب
