
بدأ الدرك الوطني بقالمة، حملة واسعة للحد من حوادث السير على الطرقات الرئيسية، ذات الكثافة المرورية العالية، معتمدا على العمل التحسيسي المكثف، لترسيخ ثقافة القيادة السليمة، و إقناع السائقين بأن العامل البشري، صار اليوم المتسبب الرئيسي، في الحوادث التي تعرفها الطرقات بالجزائر.
الانطلاقة كانت من الطريق الوطني 20 تحت إشراف الرائد عبد القادر لوزاني، قائد كتيبة الدرك الوطني بحمام دباغ، تحت شعار «التقيد بقانون المرور هدفه حماية الجميع» و ذلك بمشاركة عدة هيئات، بينها الشرطة و الحماية المدنية، و الهلال الأحمر، و الجمعيات العاملة على برامج الوقاية من حوادث السير.
و قد تزامنت بداية الحملة، مع أجواء شتوية ماطرة، زادت من صعوبة السير، على الطريق الوطني 20 أحد أهم الطرقات العابرة لإقليم ولاية قالمة، حيث تتجاوز الكثافة المروية على هذا المحور الهام 12 ألف مركبة يوميا، بينها الوزن الثقيل، الذي يستعمل هذا الطريق محملا بالسلع و البضائع و المواد المنجمية، مشكلا خطرا كبيرا، على حركة السير عبر المرتفعات و المنحدرات، التي تميز الوطني 20 الرابط بين قالمة و قسنطينة، و المتصل بخمس طرقات وطنية أخرى عابرة لولاية قالمة، و يعد بمثابة شريان الحياة الاقتصادية و الاجتماعية بالمنطقة.
و تحدث رجال الدرك الوطني و رجال الشرطة و الحماية المدنية، مطولا مع سائقي الشاحنات و الحافلات و السيارات السياحية، حول ضرورة التقيد بقانون المرور، و المحافظة على الأرواح و الممتلكات، خاصة أيام العطلة الشتوية، التي تعرف تدفقا كبيرا للسياح نحو المنتجعات الحموية بولاية قالمة، و ذلك عبر الطرقات الوطنية الرئيسية.
و بدا السائقون متفهمون للتحذيرات و النصائح المقدمة لهم، من طرف الدرك الوطني و الشرطة و الحماية المدنية، و الجمعيات الوطنية و المحلية ،التي تقاتل للحد من الحوادث المأساوية على الطرقات الوطنية، عبر مختلف الولايات.
و مقارنة بالسنوات الماضية، تعرف حوادث السير على الطريق الوطني 20 بقالمة انخفاضا مشجعا، نظرا للرقابة المشددة التي تفرضها فرق الدرك الوطني، و تزايد الوعي لدى سائقي الوزن الثقيل، و سائقي حافلات نقل المسافرين، و كذلك بفضل مشاريع التطوير و التوسيع التي يعرفها احد أهم المحاور الوطنية العابرة لإقليم ولاية قالمة.
فريد.غ