استؤنفت أمس، الرحلات الجوّية الداخلية من مطار محمد بوضياف بقسنطينة، حيث انطلقت أول رحلة باتجاه العاصمة وسط تنظيم وإجراءات أمنية محكمة وتطبيق صارم للبروتوكول الصحي الوقائي بدءا من البوابة الرئيسة وصولا إلى مقاعد الطائرة.
و وقفت النصر، أمس، بمطار محمد بوضياف على تطبيق صارم للبروتوكول الصحي الوقائي من فيروس كورونا، حيث تميّزت الرحلة الأولى بحذر شديد بدا على وجوه العاملين في المطار سواء من أعوان وضباط الشرطة أو موظفي الخطوط الجوّية الجزائرية ومؤسسة تسيير مطارات قسنطينة.
و وضعت مؤسسة تسيير مطارات الولاية، كاميرات حرارية عند البوابة إذ يقوم كل شخص قبل دخوله بقياس درجة حرارته بها، في حين تظهر بعد الفحص السريع كتابة على اللوحة الإلكترونية تسمح له بالدخول في حال كانت وضعيته طبيعية كما تظهر علامات المنع كلما كانت درجة الحرارة مرتفعة عن المستوى الطبي المطلوب.
وحددت إدارة المطار مسار الراجلين من المدخل مرورا عبر أجهزة سكانير الشرطة، في حين يتم تعقيم اليدين قبل الولوج إلى البهو، كما تم وضع علامات للوقوف أمام كل الشبابيك منعا لأي تدافع أو احتكاك، إذ بدا المطار مغايرا تماما مقارنة بما كان عليه الوضع في شهر مارس المنصرم، كما مُنع جلوس المسافرين أمام بعضهم و تم ترك فراغ بين مقعد وآخر.
وفي قاعة الانتظار، خيم صمت رهيب على المكان، إذ كان المسافرون على قلتهم ملتزمين بإجراءات التباعد الاجتماعي، و عبّر غالبية من تحدثنا إليهم عن استحسانهم لعودة الرحلات الجوية، حيث قالت مسؤولة مكتب جهوي بجريدة وطنية إنها عانت الأمرين منذ تعليق الرحلات الجوية بسبب تنقلها لمرتين في الأسبوع عبر مركبات «الفرود إلى العاصمة في ظروف وصفتها بغير المريحة، ناهيك عن التكلفة المالية الباهظة للذهاب والإياب والتي تفوق ثمن تذكرة الطائرة.
وذكرت المتحدثة، أن البروتوكول الصحي المطبق صارم جدا وأكدت على ضرورة مواصلة العمل به إلى غاية تلاشي الوباء، لكنها اشتكت من عدم فتح الوكالة التجارية للخطوط الجوية بوسط المدينة إذ تم فتح تلك الخاصة بالمطار فقط بما قد يخلق تدافعا أمامها مستقبلا، فيما أكد طبيب مقيم في كلية الطب بالعاصمة، أن فتح المجال الجوي للرحلات الداخلية سينهي عناءه مع التنقل الذي استمر طيلة 10 أشهر خاصة وأنه لم يتوقف عن الدراسة والعمل منذ بداية الوباء، مبديا استحسانه للتطبيق الصارم للبروتوكول الصحي.
ويتم بشكل دوري تعقيم الحافلات التي تنقل المسافرين من قاعة الانتظار إلى الطائرة، التي كانت شبه شاغرة من الركاب، إذ تم تقليص عدد المسافرين وإجلاسهم بشكل متباعد مع إلزامية ارتداء الكمامة لجميع طاقم الطائرة، في حين وجدنا موظفين قاموا بتعقيمها قبل ركوب المسافرين.
وفي بهو المطار خصصت شركة سوناطراك مكانا لفائدة موظفيها الذين يتنقلون عبر خطوط شركة طيران الطاسيلي الداخلية التي لم تتوقف عن رحلاتها باتجاه الولايات الجنوبية، حيث كان طبيب من مديرية الخدمات الاجتماعية بولاية سكيكدة رفقة زميلته يشرفان على عملية الاختبار للكشف السريع عن فيروس كورونا وسط احترام لتدابير التباعد، إذ يتم عزل كل موظف ومنعه من ركوب الطائرة في حال أثبت التحليل إصابة المعني.
وعملت شركة «طاسيلي» طيلة رحلاتها على تخفيض عدد المسافرين في كل رحلة وذلك تطبيقا للبروتوكول الصحي، فيما أكدت الموظفة بالخطوط الجوية الجزائرية، مكرود نسرين، أن هذه الرحلة تعد الأولى وستتبعها أخرى مساء، مشيرة إلى برمجة 34 رحلة في الأسبوع إذ سيتم نقل المسافرين إلى 6 ولايات جنوبية ويتعلق الأمر ببشار، أدرار، غرداية، ورقلة، حاسي مسعود و تندوف، في حين تمت برمجة رحلتين أسبوعيتين نحو وهران.
وبالنسبة للبرتوكول الصحي، فقد أكدت المتحدثة على ضرورة احترام التدابير كما ذكرت أن الوكالة المحلية وضعت حواجز بلاستيكية بين الموظفين والمسافرين مع تحديد الوقوف أمام الشبابيك، فيما ذكر المدير الجهوي لمطارات قسنطينة، أن الهيئة تعمل على توفير المعقمات وأجهزة قياس الحرارة والكاميرات الحرارية مع التعقيم الدوري لكل التجهيزات والمنشآت والمصالح طيلة اليوم وذلك لضمان استئناف آمن لكل الرحلات، بعد توقف دام لقرابة 10 أشهر.
وتجدر الإشارة، إلى أن الحكومة رفعت التعليق عن الرحلات الجوية الداخلية إثر توقيفها في 20 مارس، إذ تم منح الأولوية للولايات الجنوبية في التنقل في حين تم تقليص عدد الرحلات بين الولايات الشمالية وذلك كمرحة أولى لاستئناف النقل الجوي.
لقمان/ق
