استأنفت المؤسسة الجزائرية للنقل بالمصاعد الهوائية، التجارب التقنية بتلفيريك قسنطينة، حيث أكد مدير النقل بأنه قد تم رفع جل التحفظات المسجلة، في حين أن أشغال الهندسة المدنية وتهيئة المحطات قد انتهت تماما عبر المحطات الثلاث.
وأفاد مدير النقل تيجاني صالح، للنصر بأن تقنيين أجانب قد شرعوا مؤخرا في استكمال التجارب التقنية، حيث يتم حاليا ضبط ومعالجة كل ما يتعلق بالمراقبة الإلكترونية، باعتبار أن كل الأشغال الميكانيكية قد انتهت، كما يتم العمل، كما صرح، على الضبط الإلكتروني للعلاقة بين المحطات الثلاث، مشيرا إلى أن هذه المرحلة ستستمر إلى غاية شهر أفريل كأقصى تقدير.
ولفت المتحدث، إلى أنه قد تم رفع غالبية التحفظات المسجلة، حيث تمت على سبيل المثال معالجة الاختلال الذي تم من خلاله رصد ملامسة العربات لأرضية محطة المستشفى الجامعي، كما أكد بأن الأشغال الخاصة بالهندسة المدنية قد انتهت على مستوى كل المحطات بشكل نهائي.
ولفت المتحدث إلى أنه بعد انتهاء التجارب الإلكتروميكانكية، سيتم الشروع في التجارب الخاصة بالعربات وهي شاغرة، حيث ستتسمر هذه المرحلة لمدة 45 يوما ثم تتبعها المرحلة الأخيرة وهي تنقل العربات وهي ملأى بالركاب.
وقد شرع في التجارب التقنية قبل قرابة العام، وكان من المفترض أن يعود التليفيريك إلى الخدمة نهاية مارس من سنة 2024، غير أن المشروع اصطدم بمشكلة عطب المحرك الرئيسي، إذ تبين بأنه غير صالح للاستخدام واضطرت المؤسسة الجزائرية للنقل بالمصاعد الهوائية إلى اقتناء آخر واستغرق الإجراء فترة زمنية معتبرة، كما واجه المشروع عراقيل مالية خلال نفس الفترة قبل أن تتم تسويتها مؤخرا.
و يعد المصعد الهوائي، وسيلة نقل حضرية على مستوى مدينة قسنطينة كما لها دور سياحي أيضا، حيث أن تقديرات المؤسسة المنجزة أبرزت بأن عدد المستخدمين قد يصل إلى أزيد من ألف شخص يوميا بعد إعادة تشغيله، في حين أن تكلفة المشروع قد وصلت إلى حدود 300 مليار سنتيم، كما أن سعر التذكرة حدد بـ 30 دينارا.
وقد أكدت المؤسسة المسيرة في عرض لها قدمته العام الماضي، خلال زيارة الوالي للمشروع، بأن مدة الانتظار ستكون قصيرة جدا، إذ أن المدة الزمنية بين العربة والتي تليها لا تتجاوز 20 ثانية، في حين أن مستوى الحماية سيكون جد عال.
ودخلت المصاعد الهوائية بمدينة قسنطينة، التي أنجزت بتكنولوجيا سويسرية حيز الخدمة في شهر أفريل من عام 2008، كما كانت تسيّر من طرف المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري لمدة تزيد عن 10 سنوات، قبل أن يتم استحداث المؤسسة الجزائرية للنقل بالمصاعد الهوائية وتتولى تسييرها لمدة عام فقط لتتوقف عن الخدمة شهر أفريل من عام 2018 بعد أن تجاوز الاستغلال الساعي الحدود التقنية الموصى بها، حيث تخطى 36 ألف ساعة، علما أن هذه الوسيلة لم تكن تستغل سياحيا فقط بل كان يعتمد عليها سكان المدينة كوسيلة نقل حضري أساسية من أحياء باب القنطرة والفوبور إلى وسط المدينة، كما كانت ناجعة جدا في نقل المتوجهين إلى المستشفى الجامعي. وعرف مشروع إعادة تأهيل التيليفيريك، تأخرا كبيرا حيث توقف لفترة طويلة لاسيما خلال جائحة كورونا، فيما تطلب تغييرا لهيكلة الكلفة، وتمت إضافة مبلغ يزيد عن 180 مليار سنتيم، إثر مراسلات حثيثة من كل الولاة المتعاقبين على الولاية في 5 سنوات الأخيرة، فضلا عن نواب البرلمان، لتخصص وزارة النقل ميزانية للمشروع شهر جانفي من سنة 2023.
لقمان/ق