أشرف أول أمس، وزير النقل، سعيد سعيود، على وضع «تيلفيريك» قسنطينة حيّز الخدمة، كما أكد التنسيق مع وزارة المالية للتكفل بالانزلاق الأرضي لمسار «ترامواي» قرب جامعة منتوي، وأعلن عن محادثات لإعادة بعث مشروع القاعدة اللوجيستية ببلدية أولاد رحمون.
وقام وزير النقل، سعيد سعيود، بزيارة عمل لقسنطينة قادته لعدد من الهياكل والمؤسسات على غرار محطة «تيليفيريك» بحي الأمير عبد القادر أين منح الوزير السلطات المحلية بالولاية رخصة الاستغلال التجاري للخط مؤكدا في حديثه دخول هذا الخط حيز الخدمة، فيما ذكر مدير النقل، صالح تيجاني، في حديث مقتضب مع النصر، أن هذه الوسيلة تضم 48 عربة وتستوعب كل منها ما بين 6 و8 ركاب فيما يمكن لها نقل ما معدله 15 ألف شخص يوميا، بينما يمتد طول الخط على مسافة حوالي 1.6 كلم عبر 3 محطات تشمل حي «الفوبور»، المستشفى الجامعي وطاطاش بلقاسم، كما أضاف المتحدث أنّه سيشرع في استغلال هذه الوسيلة بصفة رسمية بداية من الغد، عقب الاتفاق على سعر التذكرة التي ستتراوح ما بين 30 و40 دينارا.
وأشاد الوزير في ذات السياق بمشروع توسعة خط «تيليفيريك»معتبرا أن هذه الوسيلة مناسبة لتضاريس قسنطينة، إذ ستشمل عملية التوسعة خطين يمتدان من وسط مدينة قسنطينة باتجاه منطقة بكيرة وحي دقسي عبد السلام، حيث تم الإعلان عن مناقصة الدراسة الخاصة بالمشروعين.
معالجة سكة ترامواي
وفي سياق آخر، أكد الوزير أن «ترامواي» قسنطينة يعتبر من أنجح المشاريع لهذه الوسيلة عبر الوطن، لافتا إلى أنه على إطلاع بمشكلة انزلاق الأرضية على مستوى مقطع من مساره قرب جامعة منتوري، حيث قال إن هناك اقتراحان لحل هذه المشكلة أحدهما ظرفي والآخر نهائي والأحسن يتمثل في التوجه مباشرة لهذا الأخير وفق المتحدّث، كما أكّد تقديم طلب لتسجيل عملية استعجالية لدى وزارة المالية للحصول على الأموال اللازمة للبدء بالعملية، مضيفا أن كل الدراسات قد أنجزت بغية إعادة الاعتبار وتقوية الأرضية المعنية، كما أوضح أنه في الأيام القليلة القادمة سيتم الحصول على الأموال سواء بضخها مباشرة من طرف الدولة بأخذ العملية على عاتقها أو الحصول على قرض يسمح بإنجازها، إذ لفت إلى ضرورة تسوية الوضعية في أقرب الآجال، في المقابل أشاد الوزير بمشروع توسعة «ترامواي» على مسافة تقارب 5 كلم، إذ أكد أن العملية ستضيف الكثير للولاية في مجال النقل كما دعا إلى استكمال الدراسة في القريب العاجل لتسجل العملية ضمن ميزانية 2026. و أوضح مسؤولو شركة «سيترام» خلال عرض حول قطاع النقل عن طريق»ترامواي» قسنطينة أنه في سنة 2004 تم تصنيف المنطقة من قبل مكتب دراسات بمنطقة برتقالية غير مستقرة، كما تم التعاقد مع مكتب دراسات ومخبر سنة 2023 لمتابعة انزلاق الأرضية حيث تم تأكيد وجوده في مسافة 150 مترا خلال أكتوبر من السنة المنقضية، كما تطرّق المسؤولون للحلول من بينها الخيار النهائي الذي يتضمن تثبيت قضبان تقوية على المنحدر وكذلك أوتاد الحظر تحت المنحدر، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المنصة ومسارات السكة والأساسات.
وأمر الوزير بتحديد النقاط التي تعرف وقوع حوادث لوضع أعوان يقومون بتسيير عملية السير بها، كما وجّه بضرورة التحكم وتقليل نسبة تنقل المواطنين بطريقة غير قانونية معتبرا النسبة التي ذكرها مسؤولو »سيترام» كبيرة إذ تتراوح ما بين 10 و 14 بالمائة.
10 حافلات جامعية ستتدعم بها قسنطينة
وعلى مستوى مقر المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري، استمع الوزير والوفد المرافق لشروحات حول نشاط المؤسسة وقطاع النقل بها، إذ ذكر الوالي، عبد الخالق صيودة، وجود بعض الخطوط و توسعات المدن التي يحتاج قاطنوها للنقل الحضري، على غرار عين النحاس، ماسينيسا والرتبة، موضحا أن بعض الخطوط ليست ذات جدوى كبيرة وأضاف أنهم توجهوا للخواص للاستثمار بها حتى دون شروط على حد قوله إذ يكفي أن يتوفر المعني على حافلة قابلة للاستغلال لكن لم تكن هناك استجابة وبالتالي تحتاج هذه الخطوط لتغطيتها بحافلات النقل الحضري. وقال الوزير، سعيود، إنه سيتم ابتداء من الغد تدعيم المؤسسة ب 10 حافلات خاصة بالنقل الجامعي نظرا لوجود فائض عن الحاجة في هذه الوسائل، يمكن استغلالها في تدعيم حاجيات الولاية ضمن الخطوط التي تحدث عنها الوالي، موضحا أن هذه الحافلات ليست جديدة لكنها في وضعية تسمح لها بتقديم خدمة عمومية في المستوى وستستغل إلى غاية استلام حافلات جديدة، إذ أعلن عن عملية أولى تشمل 104 حافلات جديدة ستوجه لولايات قسنطينة، وهران وعنابة، وشدّد على أنه من الضروري على الشركة تنويع خدماتها بغية تغطية الحاجيات بنسبة كبيرة.
وثمن المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، عاج بوعوني، بمناسبة زيارة الوزير لمقر ناحية قسنطينة، رقم الأعمال الذي تحققه ناحية قسنطينة، فيما طلب بكهربة خط السكة الحديدية من منطقة القرزي بأولاد رحمون حتى بلدية زيغود يوسف، بغية خلق قطار ضواحي يستعمل فيه القطار الكهربائي مثلما معمول به في ضاحية الجزائر العاصمة، حيث تسمح كهربة الخط بتوفير قطار كل 15 دقيقة.
محادثات لبعث مشروع القاعدة اللوجيستية
واقترح مدير النقل، صالح تيجاني، في عرضه لواقع القطاع، تجسيد مشروع الميناء الجاف ببلدية أولاد رحمون، حيث ذكر بخصوصه الوالي، صيودة، أن المشروع عبارة عن قاعدة لوجيستية ستقدم خدمات كبيرة للمتعاملين الاقتصاديين، المستثمرين والمصدرين، حيث أعدت دراسته في وقت سابق وكان هناك اتفاق تعاون مع دولة أجنبية بخصوص المشروع لكنه توقف رغم قطعه لخطوات عديدة في سبيل تجسيده. ورد وزير النقل أنه متمسك كذلك بهذا المشروع حيث تم استقبال المستثمر مؤخرا من أجل بعثه، وفي القريب العاجل سيتم الانتهاء من الحوار مع هذا الشريك، وفي حالة الوصول إلى حلول مع المعني سيتم إعادة إطلاق المشروع وإلا سيتم الاستثمار فيه بشكل منفرد حيث أن مجمع النقل البري يملك خبرة وإمكانيات تؤهله لتجسيد هذه المشاريع.
إسلام قيدوم