سجلت المدينة الجديدة علي منجلي بولاية قسنطينة ظهور نقطة كبرى لتسرب مياه الصرف الصحي، حيث يغرق الطريق المزدوج المؤدي إلى الوحدتين الجواريتين 16 و6 بشكل يومي في مياه الصرف الصحي نتيجة ربط عشوائي لورشة بناء تابعة لمشروع سكني بشكل مخالف للقوانين بشبكة الصرف الصحي المخصصة لأحياء سكنية، ما تسبب في فيضانات متكررة للمياه القذرة وسط طريق حيوي تعبره المئات من المركبات يوميا ، فيما أكد سكان المكان انتشار الروائح الكريهة، وتضرر البنية التحتية.
وأكد لنا سكان حي 233 مسكنا الترقوي، بأن الوضع تفاقم بشكل كبير في الأيام الأخيرة، حيث تسببت هذه التسربات اليومية في انفجار البالوعات وغلق المدخل الرئيسي للحي الترقوي المجاور للمشروع، وهو ما تسبب في حالة من الاستياء وسط السكان الذين باتوا يعيشون وسط بيئة ملوثة وروائح خانقة وكذا صور متكررة من تكدس الأوحال والمياه القذرة على عتبات حيهم، في وقت تتحول فيه الطرقات يوميا إلى مستنقعات تصعب حتى على المركبات اجتيازها خاصة في ساعات الذروة.
ورغم التدخلات المتكررة لمصالح بلدية الخروب، وتنقل الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية علي منجلي للمنطقة عدة مرات رفقة فرق الصيانة التابعة لمؤسسة “سياكو”، إلا أن المشكلة بقيت تراوح مكانها، حيث يستمر تدفق مياه الصرف الصحي ويستمر معه المشهد الذي يحول الطريق المحوري إلى بؤرة دائمة للتلوث والاختناق المروري، وسط غياب أي حل نهائي ينهي هذا الكابوس البيئي.
وأكد لنا السكان بأن المحور سجل فيضانات قبل أسابيع ، إذ مع تساقط الأمطار توقفت حركة السير بالطريق مبدين تخوفات من تكرر سيناريو الاضطرابات الجوية الماضية، فيما أفادت مصادر مؤكدة، بأن سياكو قامت بتقديم شكوى رسمية ضد المؤسسة المتسببة في المشكلة عن طريق شرطة العمران، بينما رفع السكان شكوى جماعية للوالي المنتدب مطالبين بتدخله العاجل لإيقاف هذه التجاوزات وإلزام الورشة بتسوية وضعيتها القانونية وكذا وقف الأضرار الناجمة عن ربطها العشوائي غير المشروع بشبكة الصرف.
وأوضح المندوب البلدي للمندوبية 1 عزي بشيري بأن القانون الجزائري، يمنع صراحة أي ربط عشوائي أو تدخل غير مرخص في شبكات التهيئة الحضرية، ويعتبره تعديا يعرض صاحبه للمساءلة، ما يضع المؤسسة المعنية محل متابعة قانونية قد تأخذ بعدا أوسع في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، مشيرا إلى أنه قد تم إبلاغ مسؤولي المؤسسة الوطنية للترقية العقارية بالمشكلة قبل أيام سواء عن طريق الوالي المنتدب أو البلدية لكن دون جدوى، في حين تدخلت مؤسسة سياكو قبل يومين لامتصاص المياه لكنه يبقى حلا غير مجدي.
ولفت المتحدث، إلى أن المشكلة لم تعد متعلقة بسكان حي متضررين فقط بل أصبحت تتعلق بعرقلة حرية السير في طريق عام، حيث أكد أنه ومنذ تنصيب الوالي المنتدب تم القضاء على جل النقاط السوداء بالمدينة قبل أن تظهر هذه المشكلة ذات البعدين البيئي والمروري، فيما ناشد السكان الوالي بضرورة التدخل العاجل والحاسم، وفتح تحقيق إداري وتقني شامل لإنهاء هذه المشكلة التي باتت تهدد الصحة العامة، وتشوه صورة واحدة من أكبر الأقطاب الحضرية بالشرق الجزائري.وقد اتصلنا بمدير المشاريع للمؤسسة الوطنية للترقية العقارية بعلي منجلي، حيث أكد بأن مصالحه ستتدخل لإنهاء المشكلة حيث أن الشركة القائمة على الورشة لا يحق لها أن تربط شبكة الصرف الصحي الخاصة بالورشة بالشبكة الرئيسية.
ل/ق
