الكاتبة الشابة إلهام مزيود تناهض المجتمع الأبوي
تطرح الكاتبة الشابة إلهام مزيود خلال الأيام القادمة، أول مجموعة قصصية لها بعنوان “عرائس الماريونيت”، صادرة عن دار المثقف للنشر و التوزيع. يضم الكتاب 23 قصة قصيرة، طغى فيها الهم الاجتماعي، حيث تستعير الكاتبة شخوص قصصها من مجتمع أبوي يمارس شهوة التسلط  والقهر ضد المرأة، وتطرقت الكاتبة في أكثر من قصة للعنف الأسري من جوانب مختلفة، غاصت من خلالها في نفسية المعنفة وكيفية تعاطي عائلتها مع المشكلة بتجنب الطلاق و حث الزوجة على الصبر، على ما يعتبرونه «طبيعة الرجل»، كما وصفت الزواج المدبر، بعبارة «النخاسة الحديثة»، و نقلت في القصة المشاعر السيئة التي تدور في صدر البطلة، عندما يعاينها الأزواج «المحتملون» الباحثون عن شريكة حياة في المواعيد المبرمجة.
ويضم الكتاب قصصا أخرى تعري شيئا من واقع الفقر وتزيل الستار عن جوانب من تفاصيل حياة العائلات الفقيرة ومعاناة أطفالهم، حيث افتتحت الكاتبة قصة بعنوان «الجوع كافر» بكلمات من أغنية «أنا مش كافر بس الجوع كافر» لزياد الرحباني، ووصفت فيها حياة أب عاجز عن توفير لقمة مناسبة لابنيه الصغيرين، اللذين يشتهيان أكلات بسيطة، في حين ربطت في قصة «غربة» الفقر بواقع الهجرة إلى الخارج، بحثا عن حياة أفضل، وما ينجر عن ذلك من فتور في العلاقة الأسرية، التي تصبح مبنية على ما يرسل من مبالغ مالية من طرف والد تفصله آلاف الكيلومترات عن أطفاله الأربعة، الذين رزق بهم في سنوات فقره، واضطر بسببهم إلى الهجرة، حيث وصفت الكاتبة الوضع في مرحلة ما، قبل الهجرة من القصة بعبارة «الأطفال هم الثروة الوحيدة التي يجنيها الفقراء دون تعب أو تخطيط».
واختارت الكاتبة، حسب تأكيدها، عبارة «عرائس الماريونيت» كعنوان للكتاب في وصفها لشخصيات قصصها التي تعيش، وفقا لقالب صنعته لها آلة المجتمع، قبل خروجها للحياة، حيث يُقصى كل من يحاول الخروج عنها، ويتعرض لمختلف الأوصاف الجاهزة والمصنوعة داخل نفس الميكانيزمات الاجتماعية المنتجة للقوالب المقبولة، التي تضيع بينها حقوق طبيعية لكثير من الفئات، بينما توضع أخرى في المرتبة الثانية، بناء على معايير مختلفة كالجنس والقدرة الجسدية، حيث يتحول الأمر، حسبها، إلى ما يشبه مسرحية عرائس تحركها أياد أكبر و أقدم منها.
ونشرت إلهام مزيود، البالغة من العمر 28 سنة والقاطنة بولاية ميلة، كتابا إلكترونيا بعنوان «فراشات تبحث عن أجنحة»، و يضم مجموعة من القصائد التي ألفها تلاميذ المدرسة الابتدائية، عيسى محاط، الذين تدرسهم اللغة الفرنسية، في حين أكدت لنا الكاتبة أنها ألفت مجموعتها القصصية بشكل متفرق، حيث استثمرت خيالها في الملاحظات التي تسجلها عن يوميات أفراد بالمجتمع.                      سامي /ح

الرجوع إلى الأعلى