"نستناو..ف.. حيط" تمثل الجزائر في المهرجان الدولي للمسرح بتونس

اختير العرض المسرحي “نستناو..ف.. حيط” لجمعية نوميديا للثقافة، للمشاركة في المهرجان الدولي لمسرح التجريب بمدينة مدنين بتونس، في طبعته 22، خلال الفترة الممتدة من 21 إلى 25 أفريل القادم، بعد أسابيع فقط من تقديم العرض الشرفي لهذه المسرحية، وظفرها بجائزة أحسن إخراج في مسابقة اللبؤة الفضية المقامة مؤخرا بتيارت.
في لقائه بجريدة النصر، أكد الممثل والمخرج المسرحي حليم زدام، المتحصل على جائزة أحسن إخراج، أن العرض حقق لحد الآن القبول و بعض الأهداف المرجوة منه، لعل من أبرزها قطف ثمار عملية ورشات تكوين الشباب في عروض المسرح، خاصة و أن العرض المقدم يعد نتاجا لعمل متواصل و ورشات مفتوحة للتكوين على مدار الأشهر الفارطة، بولاية برج بوعريريج، وهو ما أعطى نتائج طيبة لهذه الجهود، بحصول العرض المسرحي “نستناو ..ف ..حيط” على الجائزة.
و تلقت جمعية نوميديا للثقافة بولاية برج بوعريريج، دعوة للمشاركة في مهرجانات دولية ووطنية، منها اهتمام اللجنة المنظمة للمهرجان الدولي لمسرح التجريب بتونس، بهذا العرض، وحرصها على حضور الفرقة لتمثيل الجزائر في مهرجانها الدولي القادم.
وأشار الممثل والمخرج المسرحي حليم زدام، إلى أن حصول العرض على الجائزة الأولى في منافسة اللبؤة الفضية للمسرح الواقعي بتيارت في طبعتها الأولى، دليل على جديته وعمقه من حيث النص، لا سيما وأنه عرف تقديم عرضه الشرفي خلال شهر فيفري من هذه السنة، كما أن المنافسة شهدت حضور 06 فرق مسرحية من وهران والنعامة و الجزائر العاصمة و تيارت.
ويستمد العرض المقدم تحت عنوان “نستناو..ف.. الحيط” المقتبس من النص الأصلي “في انتظار غودو” لكاتبه صامويل بيكيت، روحه من نص الكاتب، لكنه يحاكي في مضمونه الواقع الجزائري الذي تجسده مجموعة من الشخوص في العرض المسرحي، حيث يجتمع تفكيرها في انتظار اللاشيء، أي الارتماء في المجهول و تمني أشياء وتعليق آمال لا سقف لها، في حالة جزائرية خالصة تعبر عن نوع من الضبابية حول ما هو قادم، و انتظار ما لا ينتظر بدل السعي لتحقيق ما هو ممكن، كما أنها توحي للملتقي الجزائري من عنوانها، و كأنها دعوة إلى الحيطة والتنبيه إلى قرب الوصول إلى الحاجز “الحيط” أو الجدار، الذي يقضي على روح الطموح، خصوصا وأن المخيال الجماعي يحتفظ بالكثير من الأمثال و الأقوال المأثورة والعبر الشعبية في الموروث الشفهي التي تقترب في مضمونها من القول الشائع “اضرب راسك في حيط” أو “ دخل في حيط (جدار)”، وهو ما يقترب أكثر من القول الثاني الذي يعبر عن فشل أي تجربة لم تبن على قاعدة صحيحة، أو أن صاحبها تخلى عن العمل الجاد و بقي يركز على الآمال البعيدة لتحقيق النجاح.
و يتداول على تقديم مشاهد هذا العرض المسرحي، مجموعة من الشباب تلقوا  تكوينا متواصلا طيلة الأشهر الفارطة، حسبما أكده حليم زدام ، المشرف على عملية التكوين بحضور ممثلين مسرحيين ومخرجين وكتاب سيناريو، ما أعطى ثمار التكوين المتواصل بتقديم عرض جاد وممتع من قبل ممثلين شباب، على غرار عيسى فراطسة، عقبة بوعافية، فارس بن عبد الرحمن، صالح بن مهدي، خالدي صلاح الدين و شلاغة أسامة.
وسيكون جمهور المسرح على موعد مع الفرقة في عديد العروض، من أهمها المشاركة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف بقالمة في أفريل القادم، والمشاركة في تصفيات المهرجان الوطني للمسرح بمستغانم خلال شهر أفريل أيضا، فضلا عن تحضير الجمعية لتنظيم تظاهرة أيام نوميدية لمسرح الطفل في طبعتها الأولى على مدار خمسة أيام كاملة، ابتداء من يوم 27 مارس القادم، وتقدم خلالها عروض مسرحية بدار الثقافة محمد بوضياف و قاعة الحفلات البشير الإبراهيمي و برج المقراني ببرج بوعريريج.

  ع/بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى