غاب 13 يوما  لحضور مجالس الذكر في زاوية الجلفة
انتهت محنة عائلة سعودي أول أمس الخميس بعد عودة ابنها ياسين الى البيت بعد 13 يوما من الحزن والخوف ليتحول بيت العائلة بحي الرصفة ببوسعادة خلال فترة وجيزة الى مزار للأهل والأقارب والجيران وأصدقاء الوالد مهنئين بالنهاية السعيدة التي عرفتها حادثة اختفاء الابن طيلة الأسبوع المنصرم.
الساعة كانت تشير الى منتصف النهار و40 دقيقة عندما وردت مكالمة هاتفية حملت معها البشرى السعيدة إلى بوذينة سعودي و كان المتصل قسم شرطة الأمن الحضري الرابع بأمن دائرة بوسعادة يخبره بأن ابنه المختفي ياسين متواجد على مستوى المقر بعد أن عثر عليه بمحطة نقل المسافرين الجديدة.
الوالد يذهب مسرعا إلى مقر الأمن فوجد ابنه سالما معافى فزال القلق والحزن وارتسمت لوحة  رضا مشرقة على وجه الوالد بعد أيام من العبوس والتوتر قضاها في رحلة شاقة بحثا عن فلذة كبده الذي غادر البيت في ظروف مجهولة مساء يوم السبت 18 جوان الماضي، حيث حمل الابن محفظة يدوية بها بعض الملابس وغادر الى وجهة مجهولة دون أن يخبر أحدا عن وجهته أو نواياه.
الأم تلاحظ تأخر ابنها في العودة الى البيت ويزداد القلق والخوف بعد مرور يوم ويومين وثلاثة وينشغل جميع أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء والجيران وينتشر خبر اختفاء الطفل ياسين البالغ من العمر 14 سنة من البيت وبدأت المخاوف والوساوس تكبر يوما بعد يوم وأخذ اليأس طريقه الى نفوس الجميع بعد 13 يوما من اختفاء الطفل، حيث نشرت صور ياسين في كل مكان وعبر جميع الوسائط الإعلامية ومنها النصر التي كانت نشرت في عدد سابق صورة الطفل ياسين معلنة عن اختفائه الغامض الا ان ياسين كان له رأيا أخر بعدما قرر العودة من مكان اقامته بزاوية الجلفة أين قضى أياما يقرأ كتاب الله ويبيت في الزاوية التي قصدها لقضاء فترة في أجواء روحانية خلال شهر رمضان المعظم.
والد الطفل بوذينة سعودي أكد في تصريح للنصر أن ابنه عاد الى أحضان العائلة سالما معافى والمفرح في الحكاية أن سبب غيابه طيلة هذه الفترة هو رحلته الى الله حيث سافر الى زاوية الجلفة لحضور مجالس الذكر خصوصا وان ياسين حافظ لكتاب الله وهو الذي لم يتعد 14 سنة من عمره، حيث قال أنه بعد اتصال هاتفي من مصالح الامن تنقل على الفور الى مقر الأمن الحضري الرابع أين وجد ابنه في صحة جيدة ولا يبدو عليه أي اثار اعتداء أو شيء من هذا القبيل حيث قامت قوات الشرطة ببعض الإجراءات القانونية قبل ان تسمح له بمغادرة المقر رفقة ياسين الى بيت العائلة بحي الرصفة أين كان العشرات من أفراد العائلة والجيران تجمعوا مساء الخميس بالقرب من المنزل في انتظار عودة ابنهم بعد أن مروا بامتحان عصيب طيلة 13 يوما بالتمام والكمال وتكتب نهاية سعيدة لوجع أم وزوجها وابنائهم الثلاثة اخوة المختفي الذي غادر في سفر في سبيل الله.
أما ياسين فقد كان له رأي اخر حيث أقر للنصر أنه لم يكن يعلم أن قراره بالذهاب الى زاوية الجلفة لحضور مجالس الذكر دون ان يخبر أحدا من أفراد عائلته سيسبب كل هذا الألم للوالدين وأشقائه وجميع معارف العائلة مؤكدا ان شعوره براحة الجلوس في هذا المكان المقدس والعيش في أجواء روحانية في شهر رمضان أنساه ما قد يلحق أهله من توتر وحزن فكل ما كان يشغل تفكيري يضيف ياسين هو قراءة كتاب الله في الزاوية حيث أذهب ذلك عقلي وجعلني لا أذكر شيئا مما يدور من حولي الى ان دخلت احدى قاعات الانترنت وفتحت حسابي على الفايسبوك وهنا تفاجأت لوجود صوري على صفحات الكثير من أصدقائي وبعض المنتديات البوسعادية حيث عرفت حينها أنني تسببت في مأساة لوالدي وأحزنتهم طيلة فترة غيابي المفاجئ ولكنني كنت في أمر جلل ولم يكن في الحسبان أن يحدث كل هذا الخطب إثر رحيلي.
 فارس قريشي

الرجوع إلى الأعلى