ينتظر المخرج إسماعيل يزيد موافقة لجنة القراءة بالتلفزيون الجزائري على مسلسل جديد موسوم "فطوم" وهي قصة اجتماعية تروي العلاقات الأسرية بحي القصبة العتيق بالعاصمة .
المسلسل المقتبس وفق مصادر مطلعة من رواية الكاتبة الجزائرية رزيقة بغداد يضم حوالي 30 حلقة تروي الحياة المعيشية و الاجتماعية و الأسرية لسكان القصبة ونقل أبرز عاداتها وتقاليدها من الفترة الممتدة من سنة 1945 إلى غاية 1980، تدور الأحداث  الواقعية حول شخصية « فطومة « المرأة الحديدية التي واجهت متاعب الحياة في تربية وتنشئة أبنائها بعد استشهاد زوجها في سبيل تحرير الوطن ولم تترك بيت الزوجية لحظة.
البطولة أسندت للممثلة سعاد فلاح التي برزت في فيلم «مريم « للمخرج عبد الرزاق هلال واختيرت كبطلة في هذا المسلسل الذي ينتظر موافقة لجنة القراءة للتلفزيون الجزائري لتمويله وعرضه خلال شهر رمضان القادم.  و يسعى المخرج على انتقاء وجوه شابة تتقن اللهجة العاصمية لإبلاغ الرسالة كاملة وتفادي الانتقادات المحتملة ، واستنادا إلى مصادرنا فإن كافة الحلقات ستصوّر بحي القصبة العتيق بقلب الجزائر العاصمة الذي يعد رمز النضال و الكفاح وسر قوة المجتمع الجزائري المتمثلة في تماسكه وتآزره ومنبع التضامن القائم بين أفراد المجتمع إبان ثورة التحرير، و يحاول المخرج من خلال هذا المسلسل نقل أهم المراحل التاريخية التي شهدها حي القصبة العتيق الذي يرتفع عن سطح البحر بنحو 118 متر على هضبة تتراص فيها البنايات من الطراز العثماني تشبه المتاهة في تداخل أزقتها المعروفة  بالزنيقات كل «زنيقة « حسب الوصف العاصمي تتميّز بصناعة تقليدية معيّنة وبأسطحها ونوافذها المطلة على البحر، وتشتهر بقصورها أهمها قصر الداي أو كما يعرف بدار السلطان وقصر الرياس و قصر خداوج العمية ودار عزيزة و مساجد عديدة، من بينها  الجامع الكبير والجامع الجديد وجامع كتشاوة  وجامع السلطان وجامع سيدي رمضان بالإضافة إلى مساجد صغيرة كمسجد سيدي محمد الشريف وسيدي عبد الله وسيدي بن علي بالإضافة إلى ضريحها الشهير سيدي عبد الرحمن الثعالبي وتشير الروايات التاريخية أن  القصبة عبارة عن حصن كان يغلق ليلا وله عدة أبواب في جهاتها الأربع، أهمها باب الوادي من الغرب وباب الجديد في الجهة العليا وباب الجزيرة من جهة البحر وباب عزون من جهة الشرق. و من المنتظر أن يكون المسلسل الذي يروي أحداث اجتماعية في الفترة المذكورة سيكون بطاقة سياحية لأهم معلم في الجزائر و الذي يعود تاريخ بنائه إلى ألفي سنة من طرف الأمير بولوغين بن زيري بن مناد الصنهاجي والتي بنيت على أطلال رومانية «إيكزيوم».
و للتذكير جسد المخرج عديد المسلسلات الاجتماعية التي لاقت نجاحا على غرار « ثمن الدم»، و» فافا موح»و « حقوق البكر «و «المقاول و ‹›أرض وامرأة’’إلى جانب عديد الأعمال التلفزيونية والأشرطة الوثائقية، ويعد فيلم أرض وامرأة’’ من بين الأعمال التاريخية الناجحة الذي يروي بعض الأحداث الممتدة مابين 1940 تمتد إلى غاية الاستقلال  1962.                          

هشام ج

الرجوع إلى الأعلى