أكد أمس، مشاركون في افتتاح برنامج سينما الجامعة في موسمه الثاني بكلية الفنون والثقافة بجامعة قسنطينة 3 ، أن الفعاليات الإبداعية مهمة جدا لدفع الحركية الثقافية والفنية في الوسط الجامعي، وتشجيع الطالب على المبادرة، وحثه على المشاركة في إنتاج المحتوى الفني عن طريق توظيف ما هو متوفر من إمكانيات و استغلال طاقته الفكرية.

وأشرف  مدير تطوير الفنون وترقيتها شداد بزيع، على افتتاح الموسم الثاني من التظاهرة التي شارك فيها فنانون تشكيليون و ممثلون عن المركز الوطني للسينما والسمعي البصري، وأصحاب نواد سينمائية من مختلف جامعات  الوطن ، عرضوا أعمالهم في المجال الفني والثقافي.
وخلال زيارته للأجنحة استمع  المدير إلى شروحات  العارضين، وأكد على أهمية الترويج للسينما  في الجامعات الجزائرية، وتكوين طلبة  عن طريق ورشات الإخراج و التصوير السينمائي و التمثيل السينمائي والسيناريو و المونتاج.
وعرفت الفعالية، إبرام اتفاقيات بين الجامعة والقطاع الثقافي ممثلا في السينما تاك و المدرسة العليا للفنون التشكيلية و المسرح الجهوي، وذلك من أجل تحقيق التكامل بين الجامعة و الفضاءات الفنية والثقافية الأخرى، وأكد مدير جامعة قسنطينة 3 صالح بوبنيدير، شعبان يعطيش أن المناسبة تندرج ضمن الاستراتيجية الجديدة لوزير التعليم العالي  البروفيسور كمال بداري، التي أكد فيها بأن إدماج الجامعة في الحياة الثقافية يعد من البرامج الاستراتيجية التي يسعى القطاع إلى تحقيقها، والتي تتمحور أساسا   حول انفتاح الجامعة على محيطها الاقتصادي و الاجتماعي والثقافي.
 و يهدف برنامج  سينما الجامعة  في موسمه الثاني،  يضيف المدير إلى تعزيز السينما ومكانتها في الوسط الجامعي، وتشجيع  روح الإبداع والمبادرات الإبداعية  للطلبة في جميع فضاءات الوسط الجامعي، وحث الطلبة على المشاركة في الأعمال الفنية  بكل إمكانياتهم الطاقية والفكرية سواء على مستوى  الجامعة أو المدينة.
وأوضح المتحدث، أن الجامعة الجزائرية اليوم، هي مؤسسة اجتماعية    هدفها خدمة المجتمع،  تسعى إلى تكوين طالب متمكن في مجاله وفي نفس الوقت خلق ثروات ومناصب شغل في جميع المجالات.
 وأكد يعطيش، أن وزارة التعليم  العالي تولي أهمية كبيرة لريادة  الأعمال، مشيرا إلى أن هذا  التوجه ليس حكرا على التخصصات التكنولوجية  بل يشمل كل القطاعات، لأن مصدره الفرد المبدع في جميع التخصصات الرياضية و التكنولوجية و الفنية و المخبرية،  وهو مسعى يشمل حسبه كل الأسرة الجامعية، لذلك  يتوجب عليها تسخير جميع إمكانياتها لمرافقة  الأفراد المهتمين بهذا التوجه.
من جهته، أوضح مدير المركز الوطني للسينما والسمعي البصري مراد شويحي، أن الموسم الثاني لبرنامج سينما الجامعة، يعد المشاركة الثانية لمؤسسته، بعد الدورة الأولى التي  كانت انطلاقتها من جامعة  بومرداس والتي غطى  خلالها المركز عدة ولايات بما فيها من المؤسسات والإقامات الجامعية، من خلال تنظيم عروض سينمائية ومعارض  للأفلام.
 وقال المتحدث،  بأنه يأمل أن تكون هذه الدورة أحسن من سابقتها في عدد العروض، والمؤسسات الجامعية المشاركة، مشددا على ضرورة ربط السينما بالمسار التكويني الأكاديمي، لأن  كل الفنون بحسبه لها علاقة بالمسار التكويني للطلبة الجامعيين سواء في الميدان  السينمائي، أو المسرح أو الفنون التشكيلية، و هي مترابطة ومتناسقة فيما بينها.
وأشار المدير، إلى أن السينما مرتبطة ارتباطا وثيقا بالجامعات الجزائرية منذ  القدم،  تظهر من خلال مساراتها التي أبدت فيها شريحة كبيرة من الطلبة  اهتماما بدراسة السينما.
أما عميد كلية الفنون والثقافة بجامعة قسنطينة 3، قاسم بوزيد، فقال إن الجزائر أصبحت  بحاجة إلى تنويع  ثرواتها، بعيدا عن الاقتصاد الريعي  من خلال الاهتمام  بالأمن  الثقافي، و تدعيم هذا القطاع  في الجامعات .
ولتحقيق  سياسة الدولة الرامية إلى الانفتاح على الواقع  وعلى المجتمع ذكر العميد، أن الجامعة الجزائرية أصبحت في السنوات الأخيرة تحاول توظيف مواهب  طلبتها  بما ينفع الوطن، من خلال تأطيرهم أكاديميا وتطبيقيا في المجال السينيمائي،  وذلك لأن  السينما أصبحت ظاهرة عالمية تدخل فيما يسمى  بصناعة اقتصاد المعرفة.
وأضاف، بأنه تم  خلال  هذه الدورة برمجة ورشات  حول فن التمثيل والتصوير و الإخراج، ونوه إلى أن الجزائر بحاجة إلى دبلوماسية  ثقافية وسينمائية لما لها من أفاق اقتصادية وجب تسليط الضوء عليها وربطها بالمجتمع، حفاظا على القيم وصناعة اقتصاد المعرفة، وذلك  لأن العديد من دول العالم بحسبه، أصبحت تحقق عن طريقها  إيرادات كبرى.
لينة دلول

الرجوع إلى الأعلى