كشفت المتوجة بالميكروفون الذهبي في الطبعة السابعة من برنامج "ألحان و شباب" سيليا ولد محند بأنها لم تكن تتوقع الوصول إلى البرايم النهائي من البرنامج أو التتويج باللقب، رغم أن  صوتها  كان شجيا و عذبا،  مؤكدة بأن كل الأصوات المتنافسة كانت جميلة، مشيرة في  حديثها مع  النصر إلى التحضير لمشروع ألبوم غنائي باللهجة القبائلية ، سيكون جاهزا خلال السنة الجارية.
• حاورتها: سامية إخليف
. النصر: هل كنت تتوقعين التتويج باللقب؟ و كيف كان شعورك و أنت تستلمين الميكروفون الذهبي ؟
ـ سيليا ولد محند:  في الحقيقة لم أكن أنتظر التتويج، و لا أحد من طلبة مدرسة "ألحان و شباب" و منهم أنا، كان يتوقع الوصول إلى النهائي و الفوز بالميكروفون الذهبي، لأن كل الأصوات المتنافسة كانت جميلة و تستحق الفوز باللقب، لا أحد منا يمكنه أن يعرف كيف ستجري الأمور في كل برايم من برايمات البرنامج..و أنا أتسلم الميكرفون الذهبي انتابني شعور جميل جدا لا يمكن وصفه ، أحسست بأن الفوز باللقب مسؤولية كبيرة و يجب علي أن أكون في مستوى هذا التتويج.
. هل الأغاني التي أديتها طيلة المسابقة كانت من اختيارك أم من اختيار الأساتذة؟
ـ كل الأغاني كانت من اختيار الأساتذة، حتى زملائي لم يختاروا الأغاني التي أدوها، وقد بذلت جهدا كبيرا مع الأساتذة حتى أكون عند حسن ظن الجمهور.
. أديت أغنية شريف خدام بنجاح رغم أنها صعبة كيف كان ذلك؟
ـ في الحقيقة أحب الأغاني الصعبة حتى أثبت قدراتي، أما الأغاني السهلة فهي لا تستهويني.
. هل تفكرين في إنتاج ألبوم بعد هذا النجاح؟
ـ نعم هناك ألبوم في الأفق، هذا وعد من طاقم "ألحان و شباب" الذي سيتكفل بذلك، و من المرتقب أن يكون جاهزا هذا العام، سيكون باللهجة القبائلية، لكنني لم أحدد بعد عدد الأغاني أو المواضيع التي سيتضمنها الألبوم.
. ما هو الطابع الذي تميلين إليه و بمن تأثرت في الغناء ؟
ـ أحب الاستماع لكل  الطبوع الموسيقية وأؤديها جميعها، مهما كانت، لكن الطابع القبائلي يستهويني أكثر.
تأثرت بأعمدة الفن القبائلي، خاصة القدماء منهم أمثال الفنان لونيس آيت منقلات، نوارة و الراحل معطوب لوناس و اعتبرهم مثلي الأعلى.
. تتكلمين اللهجة القبائلية بطلاقة وأنت ولدت و ترعرعت في مدينة وهران، كيف ذلك؟
ـ أنا ابنه منطقة القبائل، أصولي تنحدر من قرية آث داوود في بلدية إيعطافن، بولاية تيزي وزو ، و قد حرص أوليائي على تعليمي اللغة الأم (القبائلية)، و في البيت كل أفراد العائلة يتكلمون اللهجة القبائلية، كما أنني أتنقل كثيرا إلى تيزي وزو، أرض أجدادي و أتردد على دار الثقافة مولود معمري هناك.
. أنت صغيرة في السن، لكنك متعددة المواهب، كيف كانت بدايتك في عالم الفن؟
ـ منذ صغر سني و أنا أحب الفن و الموسيقى، ترعرعت في الجمعية الثقافية نوميديا لولاية وهران  التي تعلمت فيها المسرح و الغناء، عند بلوغي سبعة أعوام، واصلت هوايتي والتحقت بالكونسيرفاتوار "أحمد وهبي" بمدينة وهران، درست به لمدة ست سنوات، لأتخصص بعد ذلك في العزف على آلة الكمان.
. من شجعك على دخول عالم الفن؟
ـ تلقيت الدعم الكبير من طرف والدي و والدتي بالدرجة الأولى، و ما وصلت إليه اليوم، هو نتيجة تشجيعهما الدائم لي ووقوفهما إلى جانبي، لتوجيهي وصقل موهبتي، حتى أصدقائي و كل معارفي أجدهم دائما سندا لي للمضي قدما  في درب الفن، ضف إلى ذلك، أنا أنحدر من عائلة فنية فالجميع يعشق الموسيقى وهو ما شجعني أكثر على تكوين شخصيتي الفنية.
. كيف التحقت بمدرسة "ألحان وشباب"؟
ـ دخلت المدرسة لكي أتعلم قواعد الفن  و أطور موهبتي الغنائية،  التحقت بها لأول مرة عندما كان سني 12 عاما، اصطحبني والدي معه للكشف عن موهبتي و ليس للمشاركة في المسابقة لأنني كنت صغيرة ، إلا أن أعضاء لجنة التحكيم أعجبوا بأدائي و وثقوا بقدراتي، فاقترحوا على والدي أن أعود مرة أخرى إلى المدرسة، عندما يكون سني مناسبا لذلك. الحمد لله اجتزت مرحلة التصفيات ووفقني الله لأحقق حلمي.

. ماذا قدمت لك المدرسة؟
ـ مدرسة "ألحان و شباب"، مدرسة بأتم معنى الكلمة، قدمت لي أشياء كثيرة كنت أجهلها في السابق. علمتني الانضباط و كيف أغني و أقف فوق المنصة و أواجه الجمهور و كيف أتكلم، كما علمتني أسس و قواعد الموسيقى و غيرها. أكبر هدية قدمتها لي المدرسة أساتذة في القمة إلى جانب نجوم كبار في الغناء و الموسيقى بلجنة التحكيم، لقد دفعونا  للاجتهاد أكثر بنصائحهم و توجيهاتهم، لكي نتحسن في كل برايم.
. شاركت في عدة أعمال فنية
و مسابقات و تحصلت على المراكز الأولى هلا حدثتنا عن ذلك؟
ـ قبل أن أدخل المدرسة كانت لدي بعض المشاركات في المهرجانات الغنائية و الأفلام، ساعدتني على إخراج طاقاتي الإبداعية.على سبيل المثال عندما بلغت سن 12 ، شاركت في مهرجان الأغنية الوهرانية و تحصلت خلالها على المرتبة الثالثة. في سنة 2014، تحصلت على الجائزة الثانية في مهرجان الأغنية القبائلية الذي نظم في ولاية بجاية، أديت فيه أغنية "فاظمة ربي" للفنان الكبير علي مزيان،كما تحصلت في العام الماضي على اللقب الأول في مسابقة الأغنية الأمازيغية الذي نظمته الجمعية الثقافية "ثروى نقايا" بعزازقة في تيزي وزو، أديت أغنية "فرصاث ثمزينوان"، بمعنى "اغتنموا شبابكم"، من كلماتي و تلحيني و أغنية أخرى للفنان تاكفريناس.
. ماذا عن كليب "أنا سيليا" وأعمالك الأخرى؟.
ـ هو كليب كتبه و أنتجه و أخرجه المخرج محمد زيتوني، والد سميرة زيتوني، الفنانة و منشطة حصة الألعاب "برج الأبطال" سابقا. لقد اختارني و اقترح علي هذا العمل الفني، بعدما أعجب بأدائي و صوتي، خاصة و أن ابنته سميرة تزوجت، و لم تعد تقوم بمثل هذه الأعمال. لم أرفض الفكرة و قمنا بتصوير الكليب في وهران، وحاليا أنا بصدد تصوير فيديو كليب آخر بعنوان "ما عندي غير أنت" و يتضمن مقاطع بالفرنسية، مع نفس المخرج الذي كتب كلمات الأغنية و لحنها.
عن أعمالي الأخرى، شاركت في عدد من الأفلام الجزائرية، من بينها  فيلم "الرجل الأول" لجياني آميليو الذي أنتجته شركة "ليث ميديا"، و يروي قصة حياة الكاتب ألبير كامو، حيث تقمصت دور الصديقة الشابة لألبير كامو، كما شاركت أيضا في فيلم حول الشهيد "أحمد زبانا" للمخرج سعيد ولد خليفة، أين أديت دور ابنة حارس الغابة. آخر عمل شاركت فيه هو من نوع الدراما و يتعلق الأمر بالفيلم الطويل "ذاكرة الأحداث" للمخرج عبد الرحيم العلوي، من إنتاج الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي. عرضه الشرفي كان في جانفي 2016  بقاعة الموقار بالجزائر العاصمة، و مدته ساعة ونصف من الزمن، حيث يروي مأساة العشرية السوداء التي راح ضحيتها فنانون و مثقفون على وجه الخصوص. شاركني في تقمص أدوار"ذاكرة الأحداث"، كوكبة من الفنانين الكبار، على غرار فريدة صابونجي، فوزي صايشي، شافية بوذراع، جمال حمودة، مصطفى برور، حفيظة بن ضياف، زهرة حركات، المغنية أمل وهبي و نسيمة شمس و آخرين.
. أنت تدرسين وفي نفس الوقت تمارسين الفن، كيف توفقين بين الدراسة و الفن؟
. المسألة تتعلق بالتنظيم فقط، على الإنسان أن يعرف كيف ينظم نفسه و يقسم وقته ، فالفن له وقته لأنه جزء لا يتجزأ من حياتي، وكذلك الدراسة مهمة جدا بالنسبة إلي. الحمد لله استطعت أن أنظم وقتي و أوفق بين دراستي و ممارسة هوايتي.
. ماذا تقولين للشباب الراغب في الالتحاق بمدرسة "ألحان و شباب"
و ما هي النصيحة التي تقدمينها لهم؟
ـ أقول لهم عليكم أن تحضروا أنفسكم جيدا وتتعلموا قواعد الفن، لتفرضوا أنفسكم و تثبتوا قدراتكم وتحققوا أحلامكم، لأن الفنان عليه أن يكون قوي الإرادة و العزيمة.
. ماذا تتمنى سيليا ولد محند؟
ـ إن شاء الله سأكون في مستوى التتويج، و أقدم ما يعجب الجمهور،بالمناسبة أوجه شكري الخالص لكل من دعمني و كل من صوت لأجلي و شجعني من قريب أو بعيد.

الرجوع إلى الأعلى