لا تزال «قصعة» الكسكسي التي ترسل إلى المساجد، ليأكل منها المصلون، من أهم العادات والصدقات التي تحافظ عليها العائلات البليدة، وتوارثتها عن الأجداد وهي إحدى صور التضامن والتكافل بين المواطنين،حيث  ترسل العائلات «قصعات» كسكسي، مكسوة باللحوم الحمراء أو البيضاء ،توضع عند مداخل المساجد ،خاصة أيام الجمعة ،ليأكل منها المصلون عند خروجهم. يتم اللجوء إلى هذه العادة ،قصد الصدقة على الأموات، أو لتفريج الكرب والدعاء لشفاء المرضى،كما تقدم هذه الصدقة أيضا بعد نجاة فرد من أفراد العائلة من مكروه أصابه كحوادث المرور أو حوادث العمل وغيرها ،وتنتشر هذه العادة أكثر في أيام الجمعة، فبعد خروج المصلين توضع أمامهم قصعة الكسكسي ويأكلون حتى تصل الصدقة لصاحبها، وترتبط هذه العادة بشكل كبير بوفاة أحد الأقارب ،حيث تقوم عائلة الميت في الجمعة التي تلي  وفاته ،بتحضير قصعة كسكسي باللحم، وترسل إلى المسجد تصدقا عليه.
تنتشر هذه العادة بشكل كبير، في المساجد الكبرى للمدن، مثل مسجد الكوثر ومسجد البدر ،بوسط مدينة البليدة ،إلى جانب مسجد البشير الإبراهيمي ببوفاريك، حيث أن قصعة الكسكسي تحضر يوميا إلى هذه المساجد، للصدقات على الأموات أو الأحياء ،كما يجد العديد من المتشردين في شوارع مدينة البليدة وبوفاريك الفرصة في هذه الصدقة من طرف المحسنين لتوفير طعامهم.
 مع اقتراب مواعيد الصلاة خاصة الظهر والعصر يتوافد هؤلاء نحو المساجد و يجلسون أمام أبوابها، في انتظار وصول قصعة الكسكسي التي يجتمعون حولها ويدخرون منها في الأواني التي يحضرونها لعشائهم.
كما أن الكثير من القصعات التي توضع في مساجد أخرى، يلتف حولها الأطفال وفي القليل من الحالات يزاحمهم فيها الكبار،ويستحسن الكثير من المواطنين هذه العادات الحسنة التي تغرس قيم التكافل والتضامن بين المواطنين والتصدق على الأموات، لكن في بعض الحالات تحدث نوع من  الفوضى في المساجد ويضطر المشرفون عليها إلى إلزام المتصدقين بها على تركها في باب المسجد للحفاظ على نظافة بيوت الله.
نور الدين -ع

الرجوع إلى الأعلى