رصد الملايين لاقتناء " كبش بوعلام" بمواصفات مثالية نقشت في عصر غابر
يردد الكثيرون بولايات غرب البلاد عبارة "كبش بوعلام "للإشارة إلى الكبش المثالي المنشود، دون أن يدركوا  معنى اللفظ و مدلوله المنحوت على صخرة عملاقة بقرية الوديان بالقرب من مجرى  واد بولاية البيض .
يرصد عديد المواطنين كافة إمكانياتهم وقدراتهم المالية هذه الأيام  لدرجة الاستدانة، لشراء "كبش بوعلام" الكبير و المثالي، بنفس المواصفات التي تحملها النقوش الأثرية على صخرة كبيرة تقع  بالقرب من مجرى جنوب شرق ولاية البيض بنحو 57 كلم ، إذ تشير الدراسات و الأبحاث التاريخية أن  كبش بوعلام جسد في نقش حجري قديم يعود إلى  العصر النيوليتي 6000 - 8000 سنة قبل الميلاد، ضمن نقوش حجرية عديدة توجد بمنطقة تعرف باسم بوعلام بالبيض، تماثل النقوش المتواجدة في مصر من حيث الهيئة و الشكل .
القليل فقط من الناس من يدركون  معنى لفظة "كبش بوعلام "ومدلولها بولايات غرب البلاد، لكنهم يرددونها و هم يقصدون  شراء أضحية العيد بكافة المواصفات المستحبة و المثالية ، و يتراوح سعرها هذا العام بالمنطقة بين 20 ألف و 50 ألف دج و يمكن التفاوض مع الباعة حول السعر للظفر بأضحية بسعر مناسب، عكس المواسم الماضية.
يقول " خالد م"، موال من ولاية غيلزان، إلتقته النصر بسوق العطاف بولاية عين الدفلى، بأن "كبش بوعلام " الذي يطمح الجميع للحصول عليه ، مميز عن بقية المواشي الأخرى، فهو بهي الشكل و مليء باللحوم ، و يمكن التأكد من ذلك، حسب زميله عمر، بالضغط بطرفي الأصابع على عكوة مؤخرته، فإن كان ممتلئا لا تغرز الأصابع، و معنى ذلك أنه كبش جيد والعكس صحيح ، كما يحرك فكاه لاجترار ما أكله، كعلامة للشبع و الأسنان العريضة تدل على أنه تجاوز 6 أشهر ، مع  وجود 4 أسنان في الفك السفلي تدل على أن عمره أقل من سنة.
أما الكبش الذي يصل عمره 3 سنوات، فلديه  6 أسنان ، و يجب أن تكون أذناه سليمتين غير مقطوعتين أو مصابتين بأمراض جلدية ،و تلمع عيناه و لا تنزل منهما أي إفرازات، و أنفه لا يفرز أي مخاط ،و يستقطب مظهر الخروف وجماله عامة المتسوقين،  كما يشكل لمعان صوفه وعدم تساقطه علامة على تمتعه بصحة جيدة،  فكبش بوعلام له خصائص كثيرة من بينها، يضيف موال من ولاية مستغانم، أن  تكون رأسه مرفوعة للأعلى، وتلمس الرقبة وباطن الفخذ و الكتفين، و مستقيم في مشيته، مع التأكد من سلامة قوائمه، تجنبا لوجود أي تجلطات دموية ناتجة عن نزيف داخلي.
جدير بالذكر أنه تم اكتشاف نقش كبش بوعلام سنة 1896 من طرف الجيولوجي الفرنسي  أفلاموند، بصخرة كبيرة في منطقة بوعلام بالبيض، و يغطي رقبته صوفا كثيفا و وضع فوق رأسه تاج يضيء في وقت غروب الشمس وعند اكتمال القمر، و يوجد قربه رسم لرجل يحمل زاده و يتجه نحو الشرق،تم تصنيف الموقع ضمن قائمة الممتلكات الثقافية، نظرا لتعرضه للتهديدات الطبيعية و البشرية،ولمعرفة شكله وطبيعته ينبغي الوقوف عند النقوش الأثرية التي تحمل مواصفات كبش بوعلام الأصلية.
‏هشام ج

الرجوع إلى الأعلى