الشروع في البحث عن تركيبات نباتية لعلاج داء الليشمانيا الجلدية
كشف مدير معهد باستور بالجزائر العاصمة حراث زبير، نهاية الأسبوع المنصرم، على شروع المعهد في البحث عن علاج بالمركبات الطبيعية النباتية لبعض الأمراض، ومنها الليشمانيا الجلدية التي تصيب الانسان عن طريق بعض الطفيليات، بعدما أثبتت التجارب والتحاليل إمكانية تعرض المصابين بداء الليشمانيوز الذين يتلقون العلاج حاليا ببعض أنواع الأدوية المستوردة، إلى مضاعفات صحية، مؤكدا على أن الوضعية الوبائية تشير الى انتشار مخيف لهذا الداء خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لتصل إلى أكثر من 11 ألف حالة على المستوى الوطني سنة 2016 بعد تراجع عدد الحالات إلى أدنى مستوياتها سنة 2013، من خلال تسجيل حوالي 6400 حالة.
وأوضح مدير معهد باستور خلال اليوم الدراسي التحسيسي الجهوي الذي احتضنته، أول أمس الخميس، قاعة المحاضرات ابن الهيثم بالقطب الجامعي بجامعة مسيلة، بمشاركة 07 ولايات مجاورة المتضررة من هذا الداء تحت شعار « نحو صحة أفضل «، و أشرف على افتتاحه والي الولاية، بأن العلاج بالمركبات الطبيعية أثبتت فعاليتها ميدانيا في بعض الحالات، حيث يتم إجراء بعض التجارب على بعض أنواع النباتات مثل نبتة «الشيح « التي تتوفر على مواد فعالة في علاج بعض أنواع مرض الليشمانيا، إلى جانب بعض الطرق الوقائية ومنها ضرورة تحسيس المواطنين بخطورة هذا المرض وكيفية انتشاره والتعريف بالطرق البديلة لمواجهته، و من ذلك استعمال الناموسيات وعدم النوم خارج البيت في العراء، و ردم البرك والمستنقعات، و كذا إزالة عشبة القطف بمحيط السكنات في الوسط الريفي على مسافة حوالي 300 متر، على اعتبار أن جرذان الحقول تجد بيئة ملائمة للتكاثر بالقرب من هذا النوع من الأعشاب والتي تعتبر أكبر مصدر لذبابة الرمل التي تصيب الانسان. ذات المتحدث، قال أن تنظيم هذا اليوم التحسيسي بولاية المسيلة يرجع إلى الانتشار المخيف لهذا الداء خلال السنوات الأخيرة، حيث شهدت الجزائر تسجيل حوالي 11 ألف حالة السنة الماضية، بعدما لم تتجاوز 6400 حالة في سنة 2013، وهو أدنى مستوى له منذ ظهور هذا المرض في الجزائر، متراجعا بأكثر من 150 بالمائة عن سنة 2005 حينما تم تسجيل حوالي 30 ألف حالة على المستوى الوطني، مشيرا إلى أن  هذا الانتشار له أسباب عديدة ومنها حالة التراخي في اجراء حملات الرش في الفترات المناسبة من قبل البلديات ومصالح الفلاحة، و التي دعاها إلى الاهتمام أكثر بحملات الرش وتنظيف المحيط، كما يجب على المواطنين التفاعل إيجابيا مع طرق الوقاية ومنها دهن الأماكن المكشوفة من الجسم بمادة طاردة لذبابة الرمل واستعمال الشبابيك السلكية ذات الفتحات الصغيرة على النوافذ.
وأشار مدير الصحة لولاية المسيلة زهير قلفن في هذا الصدد، إلى أن منطقة شط الحضنة تعتبر خزانا رئيسيا لهذا الداء، مضيفا بأن ولاية المسيلة بلغت الخط الأحمر في عدد الحالات، بعدما أحصت أكثر من 4600 حالة السنة المنقضية، بزيادة نحو مئة بالمائة عن السنة التي سبقتها، ما استدعى، حسبه، إطلاق صافرة الإنذار من خلال تنظيم هذا اليوم الدراسي التحسيسي، و الذي يشارك فيه عدد من المصالح المعنية بالملف، مرجعا تفاقم الوضع إلى حالة التراخي في القيام بالحملات التي تتم في الفترة الممتدة من شهر أفريل إلى سبتمبر من كل سنة، وهو ما لم يجرى خلال السنوات القليلة الماضية.
وأضاف ذات المسئول، بأن المناطق القريبة من منطقة السبخة بشط الحضنة من بلدية الخبانة جنوبا إلى مقرة شرقا، كانت أكثر انتشارا لداء الليشمانيا الجلدية، بينما نأت بلديات الجهة الشمالية على غرار سيدي عيسى وبوطي السايح بنفسها عن هذا الوضع، مشيرا إلى أنه لم يسبق وأن بلغت الحالة الوبائية بالولاية هذا المستوى منذ سنة 2005، أين تم تسجيل ما يفوق سبعة ألاف حالة حينها، أي بما يعادل 150 حالة بكل بلدية و لم يتجاوز 26 حالة سنة 2013.
فارس قريشي

الرجوع إلى الأعلى