خاطرت بإنهاء مسيرتي الفنية بسبب غنائي لغزة
لمع نجمه بقوة في سماء موسيقى «البوب » و «آر أند بي» ، و استطاع بفضل ألبومه        « بي  إزي» الصادر سنة 2005، أن يتصدر الترتيب العالمي لقرابة السنة، يتحدث النجم العالمي ذو الأصول اللبنانية مساري أو ساري فوزي عبود، في هذا الحوار مع النصر، عن بداياته الفنية الصعبة، عن أصوله و موقفه من الواقع العربي و ما يجري في غزة الجريحة التي قال بأنه غنى لها رغم الضغوطات و محاولات منعه من ذلك.
 النصر: مساري من مواليد لبنان 1980، هاجرت إلى كندا في سن مبكرة و حققت الشهرة من هناك حدثنا عن هذه التجربة؟
مساري: فعلا أنا من مواليد 10 ديسمبر 1980 بلبنان و اعتز بأصولي العربية، عشت هناك حتى سن العشر سنوات تقريبا، ثم اضطرت عائلتي لمغادرة الوطن بسبب الحرب الأهلية، ذهبنا إلى كندا و كانت التجربة جد عصبية، فلم يكن أحدنا يجيد اللغة الفرنسية، و اضطررنا لانطلاق من الصفر، في البداية استقرينا في العامة أوتاوا ثم انتقلنا إلى تورينتو، بفضل هذا الترحال تعلمت الفرنسية و الانجليزية، لكنني لم أتنكر يوما لأصولي، في عائلتي لبنان كان نقطة ضعفنا، كانت الحياة صعبة و كذلك دخولي عالم الفن لم يكن سهلا.
كيف كانت البداية مع الموسيقى و الفن؟
 ـ يمكنك القول انه قدري، كان هنالك برنامج في المدرسة نشاط فني، شاركت فيه و أنا في سن جد مبكرة، فاكتشفت صوتي و موهبتي و حبي للغناء، ومن هنا قررت بأن الفن سيكون طريقي الذي سأتبعه حتى النهاية، لن أنكر أن الأمر كان أشبه بحلم أن يتمكن عربي من دخول مجال الموسيقى من بوابة العالم، تعرفون نضرة الغرب لنا نحن العرب هي مخيفة، ومن الصعب جدا أن ينجح عربي بسهولة في هذا المجال خارجا، لقد ناضلت و تعبت كثيرا حتى تمكنت من تسجيل أول أغنية لي، سنة 2005  « ريل لوف» أو حب حقيقي من البوم « بي إيزي» ، كنت بمثابة خطوة العمر الألبوم حقق نجاح باهرا حصل على جائزة أفضل ألبوم وفيديو كليب سنة خلال نفس السنة، حقق مبيعات خيالية و تصدر الترتيب العالمي في كندا و الولايات المتحدة لسنتين متتاليتين.
 بالنسبة لي نجاحي كان انتصارا على الظروف قبل كل شيء، كما أنني حققت جزءا بسيطا من رسالتي الفنية.
ذكرت بأن نظرة الغرب للعرب مخيفة ماذا تقصد بذلك، وما فحوى رسالتك الفنية؟
ـ حقيقة يعتبروننا نحن العرب و المسلمين إرهابيين، و متخلفين و يحاولون تسويق صورة جد سلبية عنا من خلال إعلامهم، يريدون إلغاء تاريخنا الذي بنوا حضارتهم على أنقاضه، و يمحون ذكرى الخوارزمي و بن سينا من التاريخ، من خلال تقديم صورة مغايرة تماما لا تحوي سوى مشاهد العفن و العصبية.
المشكل يكمن في أننا نحن من نقدم هذه الصورة عن أنفسنا، كعرب لا يمكننا روية الوضع على حقيقته إلا من الخارج، من كندا كنت استطيع تمييز التفرقة الموجودة و التعصب و الخلافات، فقط لو نغير دهنياتنا سنتمكن من بناء حضارة قوية من لبنان إلى غاية الجزائر سنكون قوة إقليمية يصعب مواجهتها إن اتحدنا.
أما عن رسالتي فهي، التسويق لصورة أفضل عن العرب، أريد استغلال اهتمام الإعلام العالمي بمساري و تواجده في لبنان أو دول عربية أخرى، لأرسل رسالة مفادها أننا أيضا شعوب مثقفة و متحضرة و تكره العنف و الظلم، فضلا عن اطلاع الرأي العام العالمي حول حقيقة بعض القضايا، وضعنا الحالي مؤسف للغاية، ويحز في نفسي ما يحدث في دول كسوريا و العراق أما فلسطين فهي جرحنا النازف.
تملك في رصيدك أغنية واحدة بالعربية هي «أنت حبيبي»، فهل العربية تعيق النجاح؟
ـ  بطبيعة الحال، لا تتوقعون بأن ينجح فنان يغني بالعربية بسهولة عالميا و يحقق الشهرة و الرواج، هذا أمر مستبعد و طبعا بحجم اللغة، عن نفسي أحاول قدر المستطاع تخصيص مساحة للغتي الأم ضمن أعمالي، لخدمتها طبعا، لكنني تربيت و كبرت في كندا و انطلاقتي كانت من هناك لذلك اعتمدت الانجليزية كلغة لفني.
ـ هل يمكن أن تغني للربيع العربي؟
ـ طبعا، سبق و أن غنيت لغزة، أيام العدوان الإسرائيلي، طرحت أغنية
« أي وان تو بي فري» أي أريد أن أكون حرا، وهي انتفاضة ضد الظلم، وقد تعرضت لضغوطات عديدة بسببها، شركة الإنتاج الذي أتعامل معها رفضت السماح لي بغنائها ثم رفضت تسويقها، و اقتصر عرضها على موقع « يوتيوب»، لكنني أصريت على أدائها، قلت لهم بأنني سأغنيها حتى ولو كانت تعني نهاية مسيرتي الفنية.
أنا إنسان حساس بطبعي حساس لعائلتي ووطني و هويتي و انتمائي أكره الظلم وقد تربيت على نبده و مواجهته منذ الصغر، كما أن ظروف الغربة صقلت قدرتي على التحمل لذلك صمدت و خاطرت بإنهاء مسيرتي لإصدار الأغنية.
ـ حزب الله اللبناني ماذا يعني لك؟
ـ ربما لو سألت هذا السؤال في 2002 أو 2006، لكان جوابي سيكون أوضح أو ربما أسهل، أما الآن فالوضع مشوش، هم أناس استحقوا كل الاحترام تماما كما فعلتم انتم في الجزائر حين ضحيتم بمليون و نصف مليون شهيد لتحرير وطنكم وتحولتم إلى قدوة للشعوب في معنى النضال و التحرر، كذلك هم حاربوا ليحرروا وطنهم، لكن في السياسية دائما الأمور لم تعد واضحة ، الإعلام بدوره يلعب دورا في توجيه الآراء حتى أن الفرد لم يعد قادرا على التفكير أو تحديد آراءه، لو عبرت عن رأي بصراحة قد أؤذيهم و ربما قد أؤذي نفسي ، لذا أفضل الاحتفاظ به.
فنان جزائري تستمع لموسيقاه و قد تجمعك به أعمال مشتركة؟
ـ طبعا هو الشاب خالد بلا منازع، فنان أصنفه في خانة قدوتي جورج وسوف سلطان الطرب، فكلهما استطاع إنجاح مسيرة فنية طويلة، و لا زال إلى غاية الآن قادرا على خطف الأضواء، بالنسبة لخالد هو زميل لي فنحن نعمل مع شركة إنتاج عالمية واحدة، و عملي  معه قضية وقت فقط .
ـ ما جديد أعمالك، وهل سيكون للعربية نصيب في ألبومك؟
ـ أنا متواجد في لبنان منذ حوالي سبعة أشهر، أحضر لألبومي الجديد مع المنتج و الموسيقار و الموزع هادي شرارة، سيكون عمل متنوع، لم أضبط بعد عنوانه النهائي، الألبوم يتضمن مجموعة من الأغاني فيها مزج بين العربية و الانجليزية، أهمها أغنية مشتركة « دويتو» مع الفنان راغب علامة، سنعيد أغنيته الأخيرة « أنا اسمي حبيبك».

حاورته طابي نور الهدى

الرجوع إلى الأعلى