السينمــا الجزائـريـة ينقصـها التـرويـج و  يجـب الاستمـرار فـي سياسـة الفيلـم الملتـزم
أكد الممثل حسان كشاش على ضرورة تكوين مقتبسين سينمائيين من أجل الرقي بالسينما الجزائرية، خاصة حين يكون هناك مشروعا لتحويل نص أدبي جزائري إلى شاشات السينما.  حسان كشاش الذي زار مؤخرا مدينة قسنطينة، في إطار فعاليات أيام الفيلم المتوج، حث على ضرورة الاستمرار في سياسة الفيلم الملتزم التي انتهجتها الجزائر، لأنها ستترك للأجيال إرثا سينمائيا يجسد قضايا هامة، مضيفا بأن الوقت قد حان، لأن تكون هناك قناة تلفزيونية ثقافية هدفها الترويج للأعمال السينمائية الجزائرية و كل الإصدارات الإبداعية الأخرى.
 ونبه الممثل الجزائري حسان كشاش بأنه من الضروري إشراك القطاع الخاص  بشكل فعال  في الإنتاج السينمائي و عمليتي العرض و التوزيع السينمائي، لأن هذه الشراكة ستعود بالفائدة على القطاع الثقافي في الجزائري و تساهم في استمرارية فتح قاعات السينما.
النصر : السينمائيون متفائلون بالمهرجانات السينمائية التي رسمت مؤخرا في الجزائر، كيف ستكون حسب رأيكم انعكاساتها على المشهد الثقافي بشكل عام ؟
ـ نحن حاليا نتكلم عن الاستثمار في المجال الثقافي، خاصة مع دعوة وزارة الثقافة للقطاع الخاص بالدخول في هذا الميدان، فالمهرجانات السينمائية هي فرصة لتفعيل هذا الاستثمار من خلال تحسيس المنتمين إلى القطاع الخاص بأنهم يمكنهم الربح من وراء الاستثمار الثقافي وهذا ما يمكن أن تكون له انعكاسات على المستوى الثقافي بشكل عام .
. هناك قطيعة شبه كلية ما بين الجمهور الجزائري و السينما بشكل عام ؟
ـ طبعا هناك انقطاع، بعدما كانت لدينا تقاليد سينمائية و جمهورا شغوفا بالسينما فقد حدث هذا الشرخ لظروف سياسية و اجتماعية معينة، خاصة وأن جل القاعات السينمائية خرجت عن إطار العمل، لكن هناك مبادرة جميلة تبنتها وزارة الثقافة وهي ترميم هذه القاعات و إعادتها للعمل تحت وصايتها، بعد أن كانت تحت وصاية جهات أخرى، لذلك فمن خلال عودة بعض قاعات السينما للعمل، فإن السينمائيين أصبح لديهم أمل كبير في عودة العلاقة مع الجمهور.
. أنت كممثل مثلت في أفلام جزائرية مهمة، لكن للأسف لم يتمكن الجزائريون من مشاهدتها في قاعات السينما ما هي إحساساتك؟
ـ هذا هو المشكل ، فالكثير من الأفلام لم تتمكن من الوصول إلى الجمهور، وأنا كنت محظوظا  قليلا، حيث وصلت بعض الأفلام التي شاركت فيها إلى الجمهور من خلال عرضها في التلفزيون الجزائري، لكن العرض التلفزيوني من المفروض أن يكون الحلقة الأخيرة من السلسلة، بعد أن تعرض الأفلام في قاعات السينما ويحدث التفاعل معها من طرف الجمهور.
الأفلام الجزائرية ينقصها الترويج والتفاعل معها أثناء عرضها، لذلك نحن بأمس الحاجة إلى قناة تلفزيونية جزائرية مختصة في الثقافة، تهتم بها و تتحدث عنها وتكشف مدى الأعمال السينمائية والمسرحية التي تنتج كل عام و تسلط عليها الضوء، بشكل يمكن المواطن الجزائري من أن يتابعها باستمرار.
 .في الجزائر مهرجان سينمائي للفيلم الملتزم ،هل يمكننا ربط السينما بالالتزام؟
ـ هناك عدة تصنيفات لمفهوم الالتزام، حيث يلتزم بأفلام ثورية أو بقضايا إنسانية  وحماية أنواع معينة من الحيوانات، على غرار الفيلم الوثائقي وإعطاء لهذا النوع من الأفلام فرصة أكبر، خاصة مع المنافسة الكبيرة من قبل الأفلام التجارية، فالسينما الجزائرية طالما كانت سينما الموضوع أو سينما المؤلف و هي بالدرجة الأولى سينما التزام.
.ماذا تقصد بالضبط بسينما المؤلف؟
ـ هي سينما عندما يكون المخرج هو كاتب السيناريو، أي أنه لا يقتبس من نص ما، فهو لديه فكرة معينة يحاول أن ينقلها من خلال السينما، فالفيلم الملتزم موجود في سوق السينما العالمية، حيث يشغل مساحة 20 بالمائة، الباقي يشكل الأفلام التجارية.
. تغيب النصوص الأدبية الجزائرية عن السينما الجزائرية باستثناءات قليلة على غرار فيلم «ريح الجنوب»، لما يعود ذلك ؟
ـ يجب أن ننفتح على الأدب الجزائري و الكتابات الجزائرية، لكي تكون هناك جسور تواصل بين كل الفنون الأخرى. نعم هذا انشغال على مستوى السينمائيين في الجزائر، لذلك أثير كموضوع  للنقاش في مهرجان وهران السينمائي الأخير، كما أنني أقوم حاليا بالتمثيل في فيلم نصه لكاتب جزائري ومقتبس عن روايته وهو محمد معارفية.
. رغم وجود أدب جزائري ومخرجين كبار، لكن السينما الجزائرية لم تصل بعد لذلك النجاح الذي تستحقه، لماذا؟
ـ نحن ليس لدينا كتاب سيناريو، بالمفهوم الدراماتولوجي لذلك،و بالتالي علينا التكوين في هذا المجال. و على الطرف الآخر نحتاج إلى قاعات سينما و موزعين للأفلام  و التسويق للمنتج. نحن بحاجة إلى إكمال الحلقة السينمائية، مع ضرورة إشراك القطاع الخاص.  

 حاوره حمزة دايلي

الرجوع إلى الأعلى