سكـان يفكـون العزلـة و يشقـون طريقـا بأعـالي جبـال البيبـان بالبـرج
وضع عشرات السكان من قرية عين النوق ببلدية بن داود غرب ولاية برج بوعريريج، حدا لحالة العزلة التي كان يعاني منها سكان المنطقة، بعد إنهائهم لأشغال بناء الجسر الذي أنجزوه بالتطوع، و تهيئة جزء من الطريق الرابط بين قريتهم و منطقة بوطويل التابعة لبلدية المهير، بعد تضافر جهود السكان و مدهم بالعون من قبل محسنين تطوعوا بمواد البناء و آليات الحفر و الشحن.
و قد عمت أجواء من الفرحة بين سكان و شباب حي لخضر بطيخ الواقع بقرية عين النوق ببلدية بن داود بأعالي جبال البيبان في أقصى الجهة الغربية لولاية برج بوعريريج و هم يرون جهودهم و مساعيهم لفك العزلة عن تجمعاتهم السكانية الواقعة بمنطقة جبلية صعبة التضاريس، تتحقق بفتح الجسر المنجز بالتطوع بعد عناء كبير، ما سيساهم في فك العزلة عن المنطقة وتنميتها اقتصاديا وتجاريا، بفتح هذا الطريق الفرعي الجديد بين بلديتي بن داود و المهير عبر محور عين النوق بوطويل، لربح الوقت و اختصار المسافة.
فضلا عن فتح معبر يمر بوادي السمان و يفك العزلة المفروضة شتاء على سكان المنطقة للوصول إلى المقبرة المتواجدة بالضفة المقابلة للتجمعات السكانية، بعدما كان أهل القرى المجاورة يجدون صعوبة بالغة في عبور مجرى الوادي في مواكب الجنائز و لزيارة الموتى، خلال فترات التساقط و في فصل الشتاء.
و أكد أحد الشباب المتطوعين في حديثه للنصر، على أنهم طرقوا أبواب سلطات البلدية في الكثير من المناسبات، أملا في انجاز الجسر و تعبيد الطريق الفرعي الذي أنجز في إطار برنامج محافظة الغابات لشق الطرق الغابية و الجبلية، لتضاف إلى محاور الطرق الكبرى بالمنطقة، بهدف فك العزلة عن المنطقة و تسهيل حركة تنقل الأشخاص و المركبات على محور بن داود المهير و منها إلى محاور الطرق الكبرى التي تربط المنطقة بولايتي المسيلة عبر بلديتي ونوغة و حمام الضلعة و البويرة عبر بلدية سور الغزلان، لكن هذا المطلب لم يجد الأذان الصاغية، على مدار السنوات الفارطة ما دفعهم إلى التفكير في حل بديل، قبل أن يتفق سكان الحي على القيام بحملة تطوعية لإنجاز الجسر و إعادة تهيئة جزء من الطريق الذي يمتد على مسافة تزيد عن الكيلومترين و نصف.
و بعدما استقر رأي سكان المنطقة، على خيار انجاز الجسر بالتطوع، شرعوا في البحث عن مصادر لتمويل مشروعهم، من خلال الاتصال ببعض الخيرين و هو ما لقي تجاوبا بمنحهم قنوات ضخمة لتصريف مياه الوادي، سهلت من عملية إنجاز المنشأة الفنية للجسر، فضلا عن مساهمة مصالح البلدية بآلية الحفر و التسوية و مواطنين بمواد البناء و النقل المجاني بالشاحنات.
بالإضافة إلى مساهمة العشرات من أبناء الحي بالعمل التطوعي في أشغال إنجاز الجسر و تغطية المسلك الترابي و تهيئته بالحجارة و الحصى.
و على الرغم من بساطة هذا المشروع، مقارنة بمشاريع الجسور الكبرى عبر الطرقات، إلا أن فوائده و عوائده النفعية على سكان المنطقة لا تحصى، سيما و أنه تحول إلى شريان لتنقل الأشخاص و المركبات و جسرا لتطوير الحركة التجارية و الاقتصادية بالمنطقة التي يعاني سكانها من ركود اقتصادي و تجاري و عزلة شبه تامة، ناهيك عن أبعاده الاجتماعية.
ع/ بوعبد الله

الرجوع إلى الأعلى