أدى عشرات آلاف المصلين، مساء أول أمس الاثنين، أول صلاة تراويح في أول يوم من شهر رمضان المبارك بجامع الجزائر، وسط أجواء مفعمة بالأمن والأمان والسكينة والروحانية، ووسط فرحة غامرة بدخول الصرح الذي تم تدشينه أواخر فيفري الماضي.

روبورتاج: عبد الحكيم أسابع

وحرص فضيلة الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسيني، عميد الجامع على تقديم أول درس رمضاني بعد أدان العشاء مباشرة، أمام جموع المصلين تضمن مختلف التوجيهات الدينية إلى جانب الحديث عن فضائل شهر الصيام.
ويأتي هذا الدرس في سياق برنامج سطرته العمادة، يتضمن دروسا للوعظ والإرشاد الديني يقدمها مشايخ وأئمة، إلى جانب تنظيم تلاوات قرآنية قبل صلاة العشاء طيلة الشهر الفضيل.
وفي أعقاب الدرس الديني، تداول عدد من الأئمة والمقرئين على صلاة التراويح، حيث أم المصلين في الركعات الأولى أو التسليمات الأولى، فضيلة القارئ الدكتور محمد مقاتلي الإبراهيمي، أما التسليمات الأخيرة مع الوتر فأم فيها المصلين فضيلة الشيخ المقرئ عبد العزيز سحيم.
ونظرا للعدد القياسي من المصلين الذي بلغ حوالي 45 ألف مصل حسب تقديرات لمصالح الجامع، والذي لم تستوعبه قاعة الصلاة، رغم أن طاقة استيعابها تبل 37 ألف مصل، فقد تم استغلال صحن الفضاء المسجدي لتمكين الجميع من أداء صلاة التراويح، علما أن طاقة استيعاب قاعة الصلاة تتراوح بين 35 ألف و 37 ألف مصل  8 آلاف مكان منها مخصصة لمصلى النساء.
وتجدر الإشارة، إلى أن عمادة جامع الجزائر وفي إجابة منها على تساؤلات العديد من الجزائريين قد كشفت مؤخرا، عن قائمة تضم ثمانية من خيرة المقرئين الذين تم اختيارهم للتداول على إمامة المصلين في صلاة التراويح طيلة شهر رمضان، وهم القارئ أحمد شاوش، والقارئ الدكتور عبد الله عويسي، و القارئ الدكتور حسين وعليلي، و القارئ الدكتور محمد مقاتلي الإبراهيمي، و القارئ الشيخ عبد العزيز سحيم، والقارئ الشيخ محمد إرشاد مربعي، إلى جانب  القارئ الدكتور رضا قارة وأيضا القارئ الشيخ ياسين إعمران.
وفي سياق ذي صلة، كان عميد الجامع الدكتور المأمون القاسمي الحسيني، قد عقد لقاء في أول يوم من رمضان مع القراء الثمانية، خصّص لضبط الترتيبات الخاصة بصلاة التراويح خلال الشهر المبارك.
ظـروف تنظيميـة محكمة
وقد كان جامع الجزائر والذي تسميه الأغلبية من الجزائريين بالمسجد الأعظم، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، قبلة لعشرات الآلاف من المواطنين لأداء أول صلاة تراويح بين القاطنين بالجزائر العاصمة وببلديات ولاية الجزائر، ومنهم من قدموا من مناطق عدة من الوطن خاصة من الولايات المجاورة، وحتى أفراد الجاليات المسلمة المقيمة في الجزائر.
وقد تم أداء هذه الشعيرة بهذا الصرح الديني الذي يعد ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين، المكي والمدني، والأكبر في القارة الإفريقية، في ظروف تنظيمية محكمة تم توفيرها للمصلين والزوار.
 وقد جنَّدت إدارة الجامع لإنجاح هذا الحدث، العشرات من المنظمين من رجال ونساء في مداخل الجامع وصحنه وداخل قاعة الصلاة، عملوا على تنظيم الدخول إلى مختلف المرافق وتوفير كل ما يضمن للمصلين الراحة وحسن وتوجيههم.
كما انتشر أفراد الشرطة على مداخل ومخارج الجامع لتنظيم ومراقبة توافد المصلين وحركة المرور، بينما توزع رجال الحماية المدنية في كل جنبات قاعة الصلاة وصحن الجامع وعلى امتداد محيط هذه المؤسسة الدينية.
وتأتي هذه الظروف التنظيمية التي يمكن وصفها بالجيدة، في أعقاب قيام إدارة الجامع باستكمال استعداداتها ووضع خطتها وذلك بالتنظيم المحكم وتضافر الجهود المبذولة مع الجهات ذات العلاقة كالحماية المدنية ومصالح الأمن لاستقبال المصلين في أحسن الظروف، سيما من خلال توفير مواقف للسيارات مع السماح بضمان حد أقصى من سيولة حركة المرور على مستوى الشارع الفرعي المحاذي للمسجد بحي المحمدية.
وعلى غرار ما جرت عليه الترتيبات التي تم وضعها سابقا، لإنجاح أول وثاني صلاة جمعة، فقد حرصت المصالح المعنية بدورها على وضع ترتيبات خاصة لضمان نقل المصلين انطلاقا من نقاط محددة إلى الجامع.
واستحسن المصلون وحتى الزوار التنظيم المحكم، وكذا الترتيبات الأمنية المتخذة لضمان السير الحسن خلال صلاة التراويح الأولى، وهو ما عكسته الانطباعات الكثيرة التي رصدناه.
حضور لافـت لعــائلات بأكمـلها للصــلاة
ولعل أهم ما يلفت الانتباه، هو أن العديد من جموع المصلين الذين حضروا لأداء أول صلاة تراويح بجامع الجزائر، حرصوا على الحضور الجماعي لأفراد أسرهم وحتى الطاعنين في السن ومن بينهم المحمولون على كراسي متحركة، فضلا عن الأطفال الصغار أيضا.
وهناك أيضا، من عز عليهم مغادرة المكان وظلوا لوقت أطول من أجل تخليد زيارتهم للمسجد الذي أصبح أول مقصد سياحي في الجزائر العاصمة، من أجل التقاط صور تذكارية لتخليد هذه المناسبة العظيمة.

واستجابة لدعوة عمادة جامع الجزائر، للحفاظ على سيرورة النظام وضمان السكينة للمصلين، خلال صلاة أول صلاة تراويح، إلى جانب دعوته المواطنين للحفاظ على الهدوء والتقيد بالتعليمات والتوجيهات، فقد غادر جموع المصلين مثل دخولهم إلى هذا الصرح الديني،ملتزمين بالنظام المحكم المسطر والتوجيهات والإرشادات المقدمة، معبرين عن سعادتهم وهم يؤدون أول صلاة تراويح بجامع الجزائر.
‎يشار، إلى أن مؤسسة جامع الجزائر كانت قد أطلقت الموقع الإلكتروني الخاص بهذا الصرح الديني، المتضمن كافة الأنشطة المبرمجة في شهر رمضان، من دروس دينية ومواعظ وتلاوات قرآنية وغيرها.
يذكر، أن جامع الجزائر كان قد احتضن أول صلاة جمعة في الفاتح من شهر مارس الجاري، بعد تدشينه رسميا من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في 25 فيفري الماضي.

الرجوع إلى الأعلى