تحيي الجزائر يوم التاسع عشر مارس من كل عام يوما يعد عيدا وطنيا لكل جزائري صادق غيور محب لدينه وأمته ووطنه ألا هو عيد النصر، حيث أعلن في مثل هذا اليوم وقف إطلاق النار في ثورتنا المجيدة ضد أقوى وأعتى قوة استعمارية مدعومة بحلف أطلسي غاشم أتى على الأخضر واليابس في بلدنا الحبيب، ومازالت الأمة تشهد بفلسطين استعمارا صهيونيا مغتصبا غاشما مدعوما من قوى غربية، يقتل الأطفال بلا هوادة ويدمر الأرض والعرض ويبيد الحياة في كل من تدب فيه الحياة.

 وكما قاوم أبناء شعبنا الاستعمار الفرنسي الوحشي  في ظل اختلال ميزان القوى بين المعسكرين؛ فظهرت أصوات ضعاف النفوس، التي يتهكم بعضها على المجاهدين وينعتهم بأبشع الأوصاف، بل هناك من اختار التخندق مع العدو الغاصب، وقتال بني جلدته وبني ملته ووطنه، كما نجد بعضا ممن ينحو باللوم على المجاهدين ويصف ثورتهم بالتهور والمقامرة والمغامرة غير المحسوبة، كذلك ظهرت ذات الأصوات في معركة طوفان الأقصى في غزة الجهاد والصمود، وهذا الذي نسمعه اليوم ليس بدعا، بل هو من مقولات المنافقين في عهد الرسالة المحمدية كما صورها القرآن الكريم في مواضع شتى (سورة آل عمران والمائدة والتوبة والأحزاب .....) والقرآن الكريم وهو ينقل لنا تلك المقولات الممجوجة بصيغ شتى ليعبر عن حركية مستمرة متجددة لهذه المقولات من ضعاف النفوس والمستلبين حضاريا المرتمين في أحضان أعداء الله، ليخبرنا عن تجدد تلك المقولات وتلك التهكمات على عباد الله المجاهدين كلما تجدد الصراع بين الحق والباطل ضمن سننية التدافع بين الكفر والإيمان نجده يضع لنا إطارا مفاهيميا لمعالم النصر والتمكين مبينا أسباب النصر وعوامل التمكين؛ بل وفي ذات السياق يحذر من أسباب السقوط وعوامل الهزيمة والإخفاق وأهم عوامل النصر والتمكين:
(أولا): الإيمان بكل معانيه وبجميع أركانه، ومن أهم أسس هذا الإيمان بعد التوحيد ومقتضياته يأتي الإيمان بعدالة القضية التي يناضل أصحابها من أجلها والحق الذي يريد تجسيده في أرض الواقع.
(ثانيا): تحقيق العبودية الحقة لله تعالى والتجرد عن الأهواء والابتعاد عن الضلال والزيغ والتوكل على الله والثقة في الله تعالى وفي نصره مهما تكالب الأعداء وضاقت الدنيا واشتد الكرب وعظم البلاد مصدقا لقوله تعالى: (إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا) وفي موضع أخر يقول الحق تبارك وتعالى: ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ))
(ثالثا): العمل الصالح والابتعاد عن الفساد والرذيلة وإذ نقول هذا الكلام فلا ينبغي أن يتصور إنسان أنه يشترط أن يكون أصحاب الحق ملائكة أو أنبياء معصومين لا يخطئون ولا تزل بهم القدم فيعصون، بل إن البشرية تقتضي أن يقع منهم الخلل والمعصية والذنب فهم بشر وليسوا ملائكة ولا رسل معصومون عملا بقوله نبي صلى الله عليه وسلم: (كل ابن آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون). وجمع هذه القوانين قوله تعالى: ((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم يعبدونني لا يشركون بي شيئا))
(رابعا): الثقة بوعد الله تعالى: من أسباب النصر الثقة بوعد الله وأن الله لا يخلف الميعاد ((وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)) وقوله تعالى: ((وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)) فهذه الثقة أدعى للثبات الذي هو واحد من أسباب النصر.
(خامسا): الثبات طريق للنصر : الاستمرارية وعدم التخاذل والتقهقر  وعدم التولي يوم الزحف آكد للظفر والفوز والنصر على العداء لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ إذ أنه من سنن الله في الأمم والشعوب أن أهل الباطل يحشدون قوة عظمى لإرهاب أهل الحق وإسكاتهم وتخويفهم وهذا ما يجعل ضعاف النفوس يسارعون في تثبيط الهمم وتخذيل المجاهدين وتيئيسهم من النصر حيث قال الحق تبارك تعالى:(تَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىأَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ)).
(سادسا): الصبر والاحتساب: فالصبر مفتاح الفرج وبوابة النصر وعنوان والتمكين وطريق العز والرفعة وهذا بنص القرآن الكريم: حيث يقول الحق تبارك وتعالى: ((وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا))
(سابعا): الإعداد والاستعداد تاج النصر: ومن أهم مقومات النصر وعوامل التمكين الإعداد قدر المستطاع للمعركة مصداق لقوله تعالى: ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم))، والتكافؤ والمماثلة لما عند العدو ليس شرطا؛ بل الشرط استيفاء الوسع في الإعداد والتجهيز لكل ما تطلبه المواجهة وفق مقتضيات ومعطيات كل عصر وكل زمان. ولو أمعنا النظر في كل معارك الأمة التي حققت فيها نصرا مؤزرا على أعدائها بداية من غزوة بدر إلى يوم الناس مرورا بثورة الجزائر الخالدة إلى جهاد أهل غزة في فلسطين لوجدنا هذه العوامل حاضرة في معادلة الصراع والمواجهة وهذه سنن الله في التدافع بين الحق والباطل والإيمان والكفر ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا.

الأمين العام يصف الظــاهرة بالطاعون
تعـيين مبعوث أممي  لمكــافحة الإسلاموفوبــيا  
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بعنوان «تدابير مكافحة كراهية الإسلام»، خلال اجتماع بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام أو»الإسلاموفوبيا»وصوتت 115 دولة لصالح مشروع القرار الذي قدمته باكستان نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي، فيما امتنعت 44 دولة عن التصويت، ولم تصوت أي دولة ضد القرار. واستنادا لوسائط إعلامية فإن القرار يدعو من بين أمور أخرى، إلى تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معني بمكافحة الإسلاموفوبيا، ويدين القرار أي دعوة إلى الكراهية الدينية والتحريض على التمييز أو العداوة أو العنف ضد المسلمين «كما يبدو من تزايد حوادث تدنيس كتابهم المقدس والهجمات التي تستهدف المساجد والمواقع والأضرحة’ وتهيب الجمعية العامة في قرارها بالدول الأعضاء، أن تتخذ التدابير اللازمة لمكافحة التعصب الديني والقوالب النمطية والسلبية والكراهية والتحريض على العنف وممارسته ضد المسلمين وأن تحظر بموجب القانون التحريض على العنف وممارسته على أساس الدين أو المعتقد.
وبعد أن أنهت الدول الأعضاء مداولاتها بشأن القرار، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، قائلا إن فعالية اليوم تسلط الضوء على الوباء الخبيث -وهو الإسلاموفوبيا-الذي يمثل إنكارا وجهلا كاملين للإسلام والمسلمين ومساهماتهم التي لا يمكن إنكارها. وقال غوتيريش إنه «بالنسبة لحوالي ملياري مسلم في جميع أنحاء العالم، يعد الإسلام دعامة الإيمان والعبادة التي توحد الناس في كل ركن من أركان المعمورة. وعلينا أن نتذكر أنه أيضا أحد ركائز تاريخنا المشترك».وسلط الأمين العام الضوء على المساهمات الكبيرة التي قدمها العلماء المسلمون في الثقافة والفلسفة والعلوم، مشيرا إلى أن المسلمين ينحدرون من جميع البلدان والثقافات ومناحي الحياة، «إنهم يمثلون التنوع الرائع للأسرة البشرية».

في مدرسة رمضان (6)
الصيام يعينك على الانتصار علـــــــــــى النفــــــــــــس
يتعامل الصيام مباشرة مع النفس الإنسانية بما تحمله في جنباتها من غرائز ونزوات ورغبات تتطلع دوما إلى إشباعها، ولو ترك لها العنان لأفرطت في إشباع تلك الرغبات بنهم، عن طريق مختلف حواسها وأعضائها، بيد أن الإنسان الذي يعد مدنيا بالطبع يخضع تلك الرغبات إلى التهذيب حتى لا يلحق إشباعها الفوضوي اللامحدود الضرر بالغير وبالنفس ذاتها؛ حين يسلبها قسطا من إنسانيتها وحياتها الروحية والعقلية ويعيدها إلى طبيعتها الحيوانية الصرفة، لتظل في قانون الغاب، وقديما قال الشاعر: والنفس كالطفل إن تتركه شب على حب الرضاع  وإن تفطمه ينفطم،
وعملية تهذيب النفس والتحكم في رغباتها تحتاج من الإنسان إلى دوام مجاهدتها، حتى قيل إن جهاد النفس هو الجهاد الأكبر وجهاد العدو بالسلاح هو الجهاد الأصغر.
وكما أن للانتصار على العدو في معارك المسلمين معه أسباب وعوامل ينبغي توفيرها، كذلك يتطلب الانتصار على النفس أسبابا وعوامل لتحقيق ذلك.
وصيام رمضان يتيح للمسلم اكتساب بعض تلك العوامل ويزوده بأسباب يتوسل بها لتحقيق الانتصار على النفس، وحملها على الاستقامة والاعتدال وتهذيب الأخلاق وصقل الغرائز والارتقاء بها إلى عوالم السمو الروحي والعقلي بعيدا عن جاذبيتها الحيوانية؛ لأن الصيام يفطمها عن الكثير مما تهواه من الملذات والشهوات، ويحرمها منها طوال نهار رمضان ولو كانت حلالا، فيوطنها على الصبر والمصابرة ويلجمها عن الاندفاع الذي اعتادت عليه في سائر الأيام، حيث تقبل متى شاءت عما شاءت من الملذات والشهوات، ويوما بعد يوم تكتسب النفس ميزانا معتدلا في إشباع الرغبات والإقبال عليها، وتتخلص من أسرها، ويرتفع في جنباتها صوت العقل ورقابة الضمير، وتنمو الروحانية التي تسمو بها تدريجيا، وما إن ينتهي الشهر حتى تجد النفس أنها وطنت على عادات حسنة وانتصرت على ذاتها المندفعة في جنباتها دون حدود وأسلمتها لضوابط وقيود تحدث لها توازنا واطمئنانا، يخالج الفؤاد، وحينها يرتقي بها من مجرد نفس أمارة إلى نفس لوامة ثم نفس مطمئنة تبتغي مرضاة الله تعالى، صالحة في ذاتها ومستعدة للإسهام في إصلاح غيرها.
ع/خ

رغم القيود المفروضة
توافد عير مسبوق للصلاة في المسجد الأقصى
أوضحت الهيئة المقدسية لمناهضة الهدم أن حالة التوافد الشعبي للصلاة بالمسجد الأقصى المبارك كبيرة وغير مسبوقة، رغم إجراءات المنع والقيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد والبلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة. واستنادا للمركز الفلسطيني للإعلام فقد قال الأمين العام للهيئة ناصر الهدمي: إن حالة التحدي عالية جدًا وأن هذه الحالة تتعاظم مع استمرار العدوان على غزة، وزيادة الإجراءات الهادفة لتقويض المسجد الأقصى وتعزيز سيطرة الاحتلال عليه. وبين أن أعداد المصلين يوم الجمعةوصلت لـ 90 ألف شخص، كما أن هناك توجها كبيرا من منطقة شمال القدس، وتسيير حافلات بأعداد كبيرة من الداخل المحتل. وأدى أكثـر من 60 ألف مصل، صلاة العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك، في اليوم السادس من شهر رمضان.
ورغم العراقيل التي فرضتها قوات الاحتلال، تمكن عشراتُ الآلاف من المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى.وأدى عدد من المبعدين عن المسجد الأقصى صلاة العشاء والتراويح في طريق المجاهدين.

«إفطار رمضان» على لائحة اليونسكو للتــــــــــــراث غيــــــــــر المـــــــادي
أدرجت اليونسكو مع نهاية العام المنصرم «التقاليد الاجتماعية والثقافية» المرتبطة بالإفطار الرمضاني على لائحتها للتراث غير المادي، نزولاً عند طلب تقدّمت به أذربيجان وإيران وأوزبكستان وتركيا. فقد قرّرت اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التي عقدت اجتماعاتها في كاساني في شمال بوتسوانا إدراج الإفطار ضمن التراث غير المادي للإنسانية.
وأوضحت اليونسكو أنّ «الإفطار وجبة يتناولها المسلمون عند غروب الشمس خلال شهر رمضان، بعد إتمام سائر الطقوس الدينية والاحتفالية». وأضافت «غالباً ما يتجمع المسلمون حول مائدة الإفطار لتناولها بروح الجماعة، الأمر الذي يوطّد أواصر الصلة بين أفراد الأسر والمجتمع ككل ويعزز الأعمال الخيرية والتضامن وطرق التبادل الاجتماعي وأشارت إلى أنّ «أفراد الأسر يتناقلون هذه الممارسة عادةً بعضهم عن بعض»، لافتة إلى أن «الأطفال والشباب غالباً ما يُكلّفون إعداد أطباق» الإفطار.

الرجوع إلى الأعلى