خلفت السيول الناجمة عن تساقط الأمطار الرعدية الغزيرة في عدد من الولايات، خسائر في والممتلكات والأرواح، و تدخلت الحماية المدنية لإنقاذ عشرات المواطنين بعدما حاصرتهم المياه، واخلاء بعض السكنات بعدما غمرتها السيول، فيما باشرت السلطات المحلية جملة من التدابير الاستعجالية والميدانية بهدف احتواء الوضع، وتم تنصيب خلايا أزمة على مستوى الولايات المتضررة لمتابعة تطورات الوضع وحصر الأضرار واتخاذ القرارات المناسبة.
تسبّبت أمطار طوفانية تشهدها مدن عدّة في وسط الجزائر وشرقها في سقوط ضحايا وفقدان آخرين، فيما نفّذت فرق الحماية المدنية عمليات أنقذت خلالها أكثر من 120 شخصاً حاصرتهم المياه في المنازل وعلى الطرقات. وأعلنت وزارة الداخلية والجماعات المحلية عن تنصيب خلايا أزمة على مستوى الولايات المتضررة لمتابعة تطورات الوضع واتخاذ القرارات المناسبة في حينها.
ولمواجهة تداعيات التقلبات الجوية، باشرت السلطات العمومية، في العديد من ولايات الوطن، جملة من التدابير الاستعجالية والميدانية بهدف احتواء الوضع والتقليل من آثار التقلبات الجوية الأخيرة، والتي تميزت بتساقط أمطار غزيرة.
وحسب ما أفاد به بيان لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، فقد شملت هذه الإجراءات المتابعة الميدانية، بحيث «قامت السلطات المحلية بزيارات تفقدية لمعاينة الأضرار الناجمة عن سوء الأحوال الجوية، واتخاذ التدابير المناسبة بالتنسيق مع مختلف المصالح المعنية».
كما تم تسخير فرق تدخل مختصة عبر مختلف المنشآت، لاسيما محطات الرفع والمضخات، بهدف مراقبتها وضمان سيرها الحسن، ما يسمح بالحفاظ على استمرارية الخدمات الأساسية.
وباشرت فرق التدخل كذلك عمليات تنظيف وتهيئة على مستوى النقاط السوداء المعروفة بتجمع مياه الأمطار، حيث شملت العمليات تنظيف البالوعات والمجاري،فتح قنوات الصرف المسدودة، شفط المياه الراكدة.
وقد أدى ارتفاع منسوب مياه وادٍ بمنطقة الجلفة إلى انحراف حافلة، الأمر الذي تسبّب في وفاة ثلاثة أشخاص فيما أُصيب 33 آخرون بجروح، بعضها بليغ. كما أعلنت مصالح الحماية المدنية العثور على مفقودين جرفتهم السيول التي تشكّلت نتيجة الأمطار المتساقطة الغزيرة، من بينهم رجل في الخمسين من عمره جرفته المياه في وادي الملح بعدما كان في داخل سيارة، حيث تم العثور على جثته على بُعد حوالي 12 كلم من مكان تواجد سيارته.
كذلك، عثرت فرق الحماية المدنية على جثة طفل يبلغ من العمر خمسة أعوام، كانت قد جرفته مياه الأمطار إثر فيضان وادٍ في ولاية أولاد جلال وسط البلاد، فيما أُنقذ 18 شخصاً آخرون كانت قد حاصرتهم مياه وادٍ في المنطقة نفسها. فيما تدخلت فرق الإسعاف التابعة للوحدة الثانوية بسيدي لعجال بولاية الجلفة، أمس، لأجل إنقاذ شخص محصور داخل سيارته جراء ارتفاع منسوب مياه وادي الطويل على مستوى الطريق الوطني رقم 40.
وفي ولاية تيارت، أنقذت فرق الحماية المدنية 15 شخصاً حاصرتهم مياه الأمطار، وسط التقلّبات الجوية، كذلك أُنقذ 17 آخرون حوصروا في ولاية المسيلة وسط البلاد، وسبعة أشخاص من داخل منزل غمرته مياه الأمطار. وفي بلدية عين الملح بذات الولاية. تم إخراج شاحنة كانت عالقة بسبب تراكم مياه الأمطار بدون تسجيل خسائر بشرية. أما ببلدية مقرة، فقد قام رجال الحماية المدنية، بعملية امتصاص مياه الأمطار المتراكمة بمنزل بمنطقة مشتة أولاد منصور.
وفي ولاية برج بوعريريج ببلدية حسناوة قام رجال الحماية المدنية. بعملية امتصاص مياه الأمطار المتراكمة من داخل قبو منزل بحي ذراع بن فارس، أما ببلدية المشرية ولاية النعامة، فقد تم إنقاذ 05 أشخاص كانوا على متن سيارة نفعية بها 17 رأس غنم، محصورة بمياه الأمطار المتراكمة بالطريق. كما تم تسجيل انهيار جزئي لسقف منزل بالمكان المسمى الحي الجديد دون تسجيل خسائر بشرية.
تجدر الإشارة، بحسب التقارير الأولية، إلى أنّ الأمطار أتلفت المحاصيل الزراعية في مناطق مختلفة من الجزائر إذ داهمت الأودية والحقول. وفي ولاية الأغواط، نفق 300 رأس غنم في أثناء عبورها مجرى وادٍ، كذلك تسبّبت الأودية في تدمير جسور وقطع طرقات نتيجة ارتفاع منسوباتها وإلحاق الضرر في بنى تحتية. ع سمير
