السبت 27 جويلية 2024 الموافق لـ 20 محرم 1446
Accueil Top Pub

مختصون يطمئنون: الحشـــرة التـي انتشـرت مؤخـرا بقسنطينـة صديقــة للبيئــة و الإنســـان


انتشرت مؤخرا، في العديد من المناطق على مستوى ولاية قسنطينة حشرة صغيرة تشبه البعوضة لكنها أكبر حجما، وقد صنعت أسرابها الكبيرة في الأحياء جدلا على مواقع التواصل، وتسمى هذه الحشرة حسب خبراء، بـ « تاكيبوروس هيبينوروم»، وهي نوع من الخنافس كما أوضحوا للنصر، وهي غير مؤذية للإنسان و مفيدة للمحاصيل الزراعية.

لينة دلول

و يؤكد خبراء في مجال البيئة و علم الحشرات، أن تاكيبوروس هيبينوروم، حشرة مفيدة للغطاء النباتي، إذ تحمي الأشجار المثمرة مثلا من الآفات والطفيليات، مثل « المن « الذي يمتص العصارة النباتية من الأنسجة ويؤثر على نموها، داعين في ذات السياق إلى عدم القضاء عليها بالمبيدات الحشرية، وتركها لتقوم بوظيفتها الحيوية.
و «التاكيبوروس هيبينوروم «، التي تداول نشطاء صورها، وتبدو على شكل بعوضة بلونين أسود وبرتقالي في المنتصف، ليست خطيرة على الإنسان ولا تلسع أو تسبب مشاكل صحية، كما أنه لا علاقة لها بالجراد ولا تعتبر تمهيدا لظهوره كما تم تداوله عبر المنصات، بحسب ما أوضحه الخبير في البيئة عيسى فيلالي، مشيرا إلى أنها عبارة عن خنفساء صغيرة، ذات مظهر مدبب، ورأس عريضة رقيقة باتجاه نهاية البطن، عظمتها عريضة عند القاعدة، و لونها أسود، أو قد يكون مختلطا أحيانا مع وجود بعض الحمار المائل إلى البرتقالي عند البطن حجمها من 3 إلى 5 ملم، وهي كما قال، حشرة مفترسة وتهاجم الحشرات و الكائنات الضارة المختلفة، مثل الرخويات و العث، والمن والتربس، والذباب الأبيض وما إلى ذلك، وبالتالي فإنها مثل الدعسوقة صديقة للبيئة والإنسان.
وأكد المتحدث، بأن هذا النوع من الحشرات، نشط على مدار العام ويقضي جزءا كبيرا من حياته مختبئا في فضلات النباتات، يمكن رصده بكثرة خلال فترة الربيع، وأحيانا على مدار السنة، مرجعا سبب ظهورها بكثرة في الفترة الأخيرة، إلى وفرة الأعشاب على مستوى الأحياء والمدن بشكل غير مسبوق.
وقال الخبير، بأن هناك أسرابا أخرى من الحشرات التي ظهرت مع تاكيبوروس، مثل دعسوقة البطيخ، والدعسوقة ذات السبع نقاط، وكذا دعسوقة الحقول، وهي مؤشرات إيجابية للبيئة والإنسان لأن هذه الحشرات التي ظهرت مؤخرا صديقة للمحاصيل الزراعية، وبخاصة الأشجار المثمرة المعرضة للإصابة بحشرة المن.

* الخبير في علم الحشرات محمد بن جاب الله
هي نوع من الخنافس ولا علاقة لها بالجراد والسوس
من جانبه، يوضح الأستاذ بقسم بيولوجيا الحيوان بجامعة منتوري قسنطينة1، والخبير في علم الحشرات محمد بن جاب الله، أن هذه الحشرة هي من نوع Tachyporus hypnorum أو التاكيبوروس هيبينوروم، وهو صنف قريب من نفس جنس Tachyporus مثل Tachyporus scitulus .
ينتمي هذا النوع حسبه، إلى فصيلة أو عائلة Staphylinidae المسماة بالإنجليزية Rove bettles ، أو ما يعرف بالخنافس الرواغة التي تنتمي بدورها إلى رتبة غمديات الأجنحة أو الخنافس.
وتشمل هذه الرتبة حسب الخبير، كل أنواع الخنافس وتعتبر أكثر رتبة تنوعا بين الحشرات بأكثر من أربعمائة ألف نوع معروف إلى حد الساعة في العالم.
كما يمكن أن تنتمي هذه الحشرة إلى أحد الأجناس المشابهة جدا لجنس Tachyporus والتي لا يمكن التمييز بينها من خلال الصور فقط بل تستوجب معاينة مخبرية دقيقة.
وقال الباحث، إن الأخبار و المعلومات التي رافقت انتشار الحشرة والجدل الدائر حولها على منصات التواصل الاجتماعي غير دقيقة، ولا تتسم بالموضوعية وليست مبنية على قاعدة علمية، مشيرا إلى أن علم الحشرات هو مجال قائم بذاته يهتم بدراسة هذه الكائنات من عدة جوانب انطلاقا من التعرف عليها، تصنيفها، دراسة دورة حياتها، تأثيرها على النظام البيئي وتفاعلاتها مع الوسط الذي تعيش فيه ومع الكائنات الأخرى ... الخ.
وعن تسمية « بيض الجراد» أو «سوس لرض»، التي تم تداولها بكثرة على مواقع التواصل، أوضح الخبير، أنها قد تكون تسمية قديمة استخدمها «أجدادنا»، لكن وجب التنويه حسبه، إلى أن الحشرة عبارة عن حشرة «بالغة» و ليست «بيض» و لا تمت بأي صلة إلى الجراد و لا إلى السوس.
فالعديد من الحشرات التي تقوم بتحول كامل تمر كما قال، بأربع مراحل هي : « بيضة – يرقة – حورية أو خادرة – بالغ «، وعليه فإن كناية أو تسمية «بيض الجراد» خاطئة تماما من وجهة نظر علمية.
وقال بن جاب الله، إن الإجابة النهائية عن نوع الحشرة وهويتها الدقيقة لا تزال تحتاج إلى دراسة مفصلة ومعمقة، ولذلك فإن أغلب الإجابات الأخرى تبقى نسبية، رغم ذلك فإنه يمكننا الخروج باستنتاجات عديدة لأن أغلب المعلومات التي تنطبق على هذا النوع يمكن أن تنطبق على الأنواع الأخرى التي تنتمي إلى نفس الجنس أو نفس الفصيلة خاصة فيما يخص النظام الغذائي أو الوسط الذي تعيش فيه أو دورة الحياة .... الخ
و فصل الخبير في الموضوع عن طريق الإجابة على بعض الأسئلة من قبيل ما هي دورة حياة هذه الحشرة ؟ ما هي أنواع البيئات التي تعيش فيها ؟ ما هو دورها في النظام البيئي؟ سبب خروجها في هذه الفترة، ولماذا ؟ ما هي العوامل التي ساهمت في ظهورها ؟ قائلا، إنها حشرة تتميز بطول يتراوح بين 03 و 05 ميليمتر مع أجنحة خلفية برتقالية اللون قصيرة لا تغطي كامل الجسم.
يمكن ملاحظتها طول السنة حتى في فصل الشتاء لكن بصفة متفاوتة، حيث تزداد كثافة تواجدها خاصة في فصل الربيع إلى نهاية فصل الصيف (من أفريل إلى غاية شهر أوت). تتواجد هذه الحشرة خاصة في الأماكن التي تكثر بها الأعشاب والحشائش وحقول الحبوب كالقمح والشعير، وكأي كائن حي آخر، فهي تلعب دورا مهما جدا في نظامها البيئي الذي تعيش فيه إذ تعتبر حلقة ضرورية في السلسلة الغذائية. والحشرات بصفة عامة ومن بينها الحشرة المذكورة هي أحد الأغذية المفضلة للعصافير من جهة، و من جهة أخرى فإن Tachyporus hypnorum تعتبر مفترسا عاما (أي إنه يمكن أن تتغدى على طرائد مختلفة) يمكن أن تساهم في الحفاظ على التوازن البيئي عن طريق الحد من انتشار أنواع أخرى من الحشرات مثل المن والقراديات وهدبيات الأجنحة والذباب الأبيض وحتى بعض الرخويات مثل الحلزون.
وفيما يخص أسباب ظهورها والعوامل التي ساهمت في ذلك يجب أولا التعرف على بعض المفاهيم الأساسية التي لها علاقة بكثافة وديناميكية الحشرات والشبيهة بما يحدث عادة عند تفشي الأوبئة والأمراض كوباء كوفيد مثلا، و بصفة عامة فإن ظهور و انتشار وتفشي أي نوع من الحشرات حسب بن جاب الله، يتبع نماذج معينة، فهناك حشرات دائمة التواجد في النظام البيئي ويمكن أن تتفاوت كثافتها من فترة لأخرى وهذا راجع إلى توفر كل متطلباتها.
وهناك النموذج الدوري حيث تظهر هذه الحشرات بعد فترات معلومة يمكن التنبؤ بها وتختلف حسب النوع «مثلا كل أربع، خمس أو عشر سنوات»، أما النوع الأخير، فيتمثل في تفشي بعض الأنواع بطريقة فجائية.
وختم الخبير، بالتأكيد أنه لا يمكن الفصل بشكل نهائي في الموضوع، لأن العملية تتطلب دراسة معمقة للحشرة، مشيرا إلى أنه غرار ما هو موجود في جميع أنحاء العالم، فإن الباحثين المهتمين بدراسة الحشرات يقسمونها إلى رتب أو فصائل، أو في بعض الأحيان في جنس وحيد أو مجموعة من الأجناس وعليه، فإنه حتى المختص في دراسة الحشرات لا يمكنه الإلمام بكل الأنواع وكل جوانب هذا العلم الذي يعتبر جد واسع.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com