شهدت بلديات دائرة ششار بولاية خنشلة، أول أمس، تقلبات جوية إثر تساقط أمطار غزيرة مصحوبة بحبات برد من الحجم الكبير، تسببت في خسائر فادحة، بسقوط أعمدة كهربائية ذات توتر عالي وكذا تلف عدة خطوط كهربائية وأضرار فادحة بالمحاصيل الزراعية بخيران، بنسبة تراوحت بين 80 إلى 100 بالمائة، أكثرها تضررا فاكهة التفاح بخيران، خاصة غير المحمية بشباك واقية وقد تم تشكيل لجنة مختصة لإحصاء الخسائر من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأكد رئيس القسم الفرعي الفلاحي بششار، بن غلاب حسين، في تصريح للنصر، أنه تم تشكيل لجنة مختصة لمعاينة الأضرار وإحصاء دقيق لخسائر التقلبات الجوية التي شهدتها بلديات دائرة ششار، أول أمس، تضم ممثلين عن المصالح المعنية، على غرار مديرية المصالح الفلاحية والغرفة الفلاحية واتحاد الفلاحين ومديرية التجارة، باشرت عملها، أمس الجمعة، انطلاقا من بلدية خيران، بحضور رئيس المجلس الشعبي البلدي وأعضائه، حيث تمت معاينة مستثمرات فلاحية ولقاءات مباشرة مع الفلاحين وقد مكن العمل الميداني من الوقوف على خسائر جسيمة وأضرار فادحة للفلاحين، بإتلاف شبه كلي للمحاصيل الزراعية، خاصة بالنسبة للمستثمرات غير مغطاة بالشباك المضادة للبرد، حيث تشير الإحصاءات الأولية، إلى تضرر الأشجار المثمرة بنسبة تتراوح بين 70 إلى 80 بالمائة بمناطق قلوع التراب، بومية، تيبعليين، هلة وخيران مركز وبنسبة 100 بالمائة بالكدية الصفرا وإتلاف مساحات معتبرة من الفواكه، خاصة منها الإجاص والخوخ وكذلك بنسبة كبيرة فاكهة التفاح، باعتبار أن بلدية خيران تحولت إلى قطب واعد في إنتاج الفواكه وتشهد المنطقة توسعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة في زراعتها.وأفاد المسؤول، بأن الخسائر المسجلة خلفت ضررا كبيرا للفلاحين الذين يطالبون بتدخل مستعجل للتكفل بهم والتخفيف من الأثر السلبي لهذه التقلبات الجوية، من أجل خدمة القطاع الفلاحي، مع المطالبة بإدماج شبكات الحماية من البرد في آليات الدعم الفلاحي، على أن يتواصل عمل اللجنة المختصة ليشمل كل المستثمرات الفلاحية المتضررة من أجل إحصاء الأضرار وإعداد تقرير مفصل للجهات المختصة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمرافقة الفلاحين والمتضررين . وأكد المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية بخنشلة، عادل مساعدية، للنصر، تسجيل عدة تدخلات ميدانية جراء التقلبات الجوية التي مست بلديات دائرة ششار، لحماية المواطنين والممتلكات، منها ما يخص تسربات مياه الأمطار بحي عقاقنة، مع امتصاص المياه ومساعدة السكان وكذلك تسهيل حركة المرور ومساعدة المركبات وضمان سلامة المواطنين، بسبب ارتفاع منسوب الوادي بالطريق الوطني رقم 83 .وحسب ما علم من مديرية توزيع الكهرباء والغاز بخنشلة، فقد باشرت فرق الصيانة التابعة لمقاطعة الكهرباء بششار، تدخلات ميدانية مستعجلة لإصلاح مجموعة من الأعطاب التي مست الشبكة الكهربائية الهوائية الممونة لبلدية جلال وكذا قرى هنشير العربي، مزين، تاغيت، الزاوية، العامرة، الوندورة، وسيار، جراء أمطار رعدية غزيرة مصحوبة بحبات برد، أعقبتها عاصفة قوية ضربت مناطق بوصلاح، الغوار، حليفاية، تقرارت، الميتة، حيث أدت هذه التقلبات الجوية إلى سقوط أعمدة كهربائية ذات التوتر العالي وكذا تلف عدة خطوط كهربائية متوسطة التوتر، ما استدعى تدخل الفرق التقنية في الميدان والأشغال متواصلة من أجل إعادة التيار الكهربائي في أقرب الآجال وضمان استمرارية الخدمة.
تجدر الإشارة، إلى أنه تم تسجيل خسائر معتبرة خلال الموسم الفلاحي الجاري ببلديات ولاية خنشلة، بسبب التقلبات الجوية، خاصة منها بالمنطقة الجنوبية للولاية ودائرتي بوحمامة والحامة، استدعت إرسال تقارير مفصلة إلى الجهات المختصة، حول حجم الأضرار المسجلة بالمستثمرات الفلاحية الناشطة، مع تقديم جملة من التوصيات لاتخاذ ما يلزم من تدابير استعجالية، أبرزها إعلان حالة طارئة فلاحية على مستوى المحيطات المتضررة، قصد تفعيل آليات الدعم والتكفل الاستعجالي، مع إيفاد لجان تقنية متخصصة من وزارة الفلاحة والصندوق الوطني للتأمينات الفلاحية، لتقييم دقيق للأضرار وتقدير التعويضات اللازمة وكذلك منح إعفاءات أو تسهيلات ضريبية ومالية للفلاحين المتضررين خلال هذه الفترة وخاصة في ما يتعلق بالمستحقات البنكية أو التأمينية وإدراج شبكة الحماية ضد البرد، في إطار مقررات الدعم الفلاحي لأصحاب مستثمرات إنتاج التفاح وإطلاق برنامج استعجالي لإعادة تأهيل البيوت البلاستيكية وتوفير الأغلفة والهياكل اللازمة لتعويض ما تم فقدانه وإدراج هذه المناطق في برامج الدعم الخاصة بالكوارث الطبيعية، ضمن مخطط العمل الفلاحي السنة الجارية.
كلتوم رابية