وضعت المندوبية البلدية سيدي راشد خطة عملية لإعادة الاعتبار لصورة أحياء وسط المدينة، حيث سيتم استبدال حاويات النظافة الحالية بأخرى ذات شكل جمالي مع إعادة النظر في توزيعها، فيما سيتم إطلاق حملة لحث التجار على الالتزام بمواقيت وأماكن الرمي.
وذكر مندوب المندوبية البلدية سيدي راشد مسعي عبد المغني، أن الإجراءات المقررة سيتم من خلالها إعادة النظر في نقاط جمع النفايات وتحسين شكلها بعدما تحولت الحاويات الحالية إلى مصدر تشويه وسرعان ما تتعرض للتخريب، في حين تشكل مشاهد تسرب عصارة النفايات منها مناظر سلبية في قلب المدينة، مشيرا إلى برمجة حملات دورية للنظافة بمشاركة الجمعيات، وإطلاق عملية تنظيف واسعة للرومبلي تحت جسر سيدي راشد من جهة السويقة يتبعها حملة تشجير، إضافة إلى تنظيم حملات تحسيسية موجهة للتجار لحثهم على احترام مواعيد رمي النفايات وتفادي الرمي العشوائي.
وأوضح السيد مسعي، أن الوضع القائم لم يعد مقبولا بالنسبة لمدينة في حجم قسنطينة، مبرزا أن الصور المنتشرة للنفايات المتراكمة وسط الشوارع تسيء للمدينة وتمنح انطباعا سلبيا عنها وهو ما يتطلب معالجة عاجلة ومستمرة، إذ سيتم وضع حاويات عصرية كنموذج على مستوى مدخل جسر سيدي راشد ومن ثم تعميمه في حال نجاح الفكرة، في حين سيتم إشراك السكان والتجار والجمعيات لضمان فعالية الجهود الميدانية، وأضاف أن هدف المندوبية هو إعادة المدينة إلى سابق عهدها نظيفة ومرتبة، مؤكدا أن العمل لن يقتصر على تدخلات ظرفية بل سيتواصل عبر برامج دورية لثمين مجهودات الدولة في هذا الأمر، إذ يتم في عام تخصيص ميزانيات معتبرة سواء من طرف الولاية أو البلدية.
وفي إطار هذا المسعى، أبرز المتحدث أنه تم تنظيم لقاء بمقر المندوبية مع ممثلي جمعيات الأحياء، وذلك في سياق تكريس قنوات التواصل مع المجتمع المدني، حيث خصص لبحث الانشغالات المطروحة على مستوى الأحياء، و تم التركيز على ضرورة تكثيف عمليات رفع النفايات بشكل منتظم وإصلاح أعطاب الإنارة العمومية، صيانة المساحات الخضراء وإعادة الاعتناء بها، في حين تم اقتراح إنجاز ساحات لعب للأطفال وتحسين متابعة المشاريع الصغيرة التي تمس حياة السكان اليومية.
وخرج اللقاء بعدة قرارات عملية أبرزها برمجة حملات نظافة دورية بمشاركة الجمعيات، القيام بزيارات ميدانية منتظمة للوقوف على النقائص فضلا عن تشكيل لجنة مشتركة بين المندوبية والجمعيات لتنسيق الجهود إلى جانب جدولة لقاءات لاحقة مع باقي جمعيات الأحياء من أجل إشراكها في العمل الميداني وعدم حصر الجهود في دائرة محدودة، مضيفا أن المندوبية تسعى إلى بناء شراكة حقيقية بين السلطات المحلية والمجتمع المدني والسكان، لأن الحفاظ على نظافة الأحياء وصيانة مرافقها لا يخص طرفا واحدا، لكنه يمثل مسؤولية جماعية ، مشيرا إلى هذه الخطوات، حسبه، هي بداية لمسار يرمي إلى غرس ثقافة المواطنة الحضرية.
وصارت وضعية النظافة في وسط مدينة قسنطينة، رهينة لممارسات يومية غير مسؤولة يقوم بها سكان ومارون و أصحاب محلات ، حيث يرمون النفايات بشكل عشوائي ويرمون المياه المستعملة على الأرصفة، لتتحول الشوارع إلى مساحات متسخة تصعب حتى على المارة، حيث أن هذه المشاهد تتكرر بشكل يومي وتجعل الأرصفة ومساحات الجلوس في حالة غير مقبولة، ما يضيف عبئا إضافيا على جهود أعوان النظافة الذين يجدون أنفسهم أمام عمل لا يكتمل بفعل عودة الأوساخ مباشرة بعد كل تدخل. ويزيد الوضع سوءا عندما يتم التخلص من النفايات في غير أوقات الجمع المحددة، إذ تمتلئ الحاويات بسرعة وتتراكم المخلفات حولها في وضح النهار، ما يترك صورة سلبية عن وسط المدينة، ومع تكرار عمليات التخريب التي تطال هذه الحاويات يتحول محيطها إلى بؤر ملوثة تفوح منها الروائح وتجمع الحشرات، لتذهب بذلك كل الحملات وعمليات التنظيف اليومية أدراج الرياح أمام استمرار سلوكات عشوائية لا تراعي حق المدينة في النظافة ولا حق سكانها في بيئة حضرية لائقة.
لقمان/ق