استعرض أول أمس، باحثون بمعهد التغذية والتغذي لجامعة الإخوة منتوري دراسة أعدت مع طلبة في طور الماستر حول حجم تبذير الخبز لدى المستهلكين المنزليين، حيث سجلوا أن العائلات تلجأ لعدة طرق من أجل إعادة استغلال بقايا الخبز، التي تترتب بشكل يومي بعد الوجبات لدى أكثر من 77 بالمئة من الأسر.
وشارك معدو الدراسة بملصقة مداخلة خلال المؤتمر الدولي الثاني حول العلوم الغذائية بمعهد التغذية والتغذي والتكنولوجيا الغذائية لجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، الذي اختتم يوم أمس، حيث التقينا بالمشرفة على الدراسة، الدكتورة ليندا بن عطاء الله، الأستاذة في المعهد، التي أكدت أنها نموذج من عدة دراسات أنجزت، بينما أشارت إلى أن الدراسة شملت الخبز لأنه يمثل واحدا من أكثر المواد الغذائية المعروف عنها أنها عرضة للتبذير من قبل المستهلكين. وأضافت المتحدثة أنه لا يمكن التطرق إلى مسألة السعي لتحقيق الاستدامة الغذائية دون مناقشة مشكلة التبذير، حيث نبهت أن الأرقام تشير إلى كميات كبيرة من الخبز الذي يرمى سنويا.وشرحت محدثتنا أن معدي الدراسة من طلبة طور الماستر، حيث درسوا سلوك الأفراد في التعامل مع بقايا الخبز على مستوى المساكن، وأكدت أن الأسر تقوم بالعديد من الممارسات من أجل إعادة استغلال بقايا الخبز وعدم رميه، حيث اعتمدت على استبيان يستقصي حجم البقايا المترتبة عن استهلاك الخبز في المساكن وكيفية تعاملهم معها، في حين استهدفت الدراسة 200 مسكن كنموذج، صرح 77.7 بالمئة من أصحابها بوجود بقايا الخبز يوميا لديهم، كما ذكر أغلبية أصحاب المساكن أنهم يعيدون استعمال بقايا الخبز. وذكر 43 بالمئة من المشاركين في الاستبيان أنهم يعيدون استغلال الخبز المتبقي كفتات للطبخ «شابلير»، بينما قال 34.5 بالمئة إنهم يوجهونه للاستغلال كعلف للحيوانات، في حين يقوم 25 بالمئة آخرون بتجميده لاستهلاكه في وقت لاحق. أما الآخرون، فصرح 3.1 بالمئة منهم بأنهم يستعملونه كخبز محمص، في مقابل 3.7 بالمئة يعيدون استعماله في أطباق مثل السفيرية، إلى جانب 3.2 بالمئة قالوا إنهم يستعملونه في تحضير حلويات، مثل خبز الباي، و2.7 بالمئة قالوا إنهم يعدون به أطباق بيزا صغيرة و4.7 بالمئة قالوا إنه يضيع.
ضرورة التحسيس لتقليص التبذير في الخبز
واعتبرت الباحثة أن الملاحظ لدى الأسر أنها تتبنى عادات سلوكية لتجنب رمي الخبز، لكنها أوضحت أن الكميات التي ترمى تظل كبيرة رغم ذلك، حيث أكدت أن الأمر يتطلب إطلاق حملات تحسيس للعمل على تقليص حجم التبذير. وأضافت محدثتنا أن دراسات مماثلة أعدت من قبل حول التبذير في استهلاك المواد الغذائية على مستوى المطاعم المدرسية والجامعية والمؤسسات الصناعية التي تتوفر على مطاعم للعمال، في حين اعتبرت أن تبذير الخبز يعود بصورة عامة إلى السلوكيات الغذائية للمستهلكين، وهو ما يستوجب المراجعة، مضيفة أن الخبز يعتبر من أكثر الأغذية استهلاكا وتبذيرا في العديد من بلدان العالم، وليس في الجزائر فقط. واطلعنا على ملخص الدراسة التي استعرضت خلال المؤتمر، حيث تشارك فيها الأستاذتان ليندا بن دادة ومريم زروالة، إلى جانب الطالبات ربيعة قارون وحنان قاضي وإكرام بولجاج، في حين تبين الملصقة أن الاستبيان اعتمد على 5 أسئلة مفتوحة لتحديد الهوية السكنية، بالإضافة إلى 4 أسئلة مغلقة و6 مفتوحة لتحديد عادات الاستهلاك، كما استعمل فيها الباحثون برنامج «أو بي إي انفو» لمعالجة المعطيات التي جمعنها. وأجاب 12 مستجوبا من بين 200 بأنهم لا يقتنون الخبز أبدا، حيث يقتني 34.5 بالمئة من أصل 188 عائلة شملها الاستجواب ما بين قطعة إلى قطعتي خبز يوميا، إلى جانب 34.2 بالمئة يقتنون ما بين 2 إلى 4 قطع، في حين يشتري 16.5 بالمئة ما بين 5 إلى 6 قطع، فضلا عن 4.3 بالمئة يشترون ما بين 7 إلى 8 قطع يوميا. أما 0.5 بالمئة من الذين شملتهم الدراسة فقد صرحوا أنهم يشترون 10 قطع يوميا.
وتقدر نسبة المستوجبين الذين صرحوا بوجود بقايا الخبز يوميا لديهم إلى 77.7 بالمئة، حيث أوضحت الدراسة أن 27 بالمئة من عينة الدراسة لا يستهلكون فتات الخبز، ولا يرميها إلا 8 بالمئة منهم، بينما يوجهها المستهلكون الآخرون لإطعام الحيوانات، في حين تتراوح بقايا الخبز المسجلة يوميا في المساكن ما بين نصف قطعة إلى قطعة في أكثر من 57.5 بالمئة من عينة الدراسة، كما تقدر بحوالي قطعتين في 7.4 بالمئة من المساكن. وقد ذكرت الدكتورة بن عطاء الله في حديثنا معها أن الاستغلال الاقتصادي لبقايا الخبز من خلال المشاريع المبتكرة التي تعتمد على الفرز سيقلل من التبذير. سامي .ح