الشـروع في إعـادة تنظيم مـصالح الاستعجــالات بالمستشفيــــات
 كشف رئيس مصلحة الاستعجالات بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتور بوعلام شرشالي أمس عن إطلاق مشروع لإعادة تنظيم مصالح الاستعجالات على مستوى المؤسسات الاستشفائية، بما يتناسب مع مضمون قانون الصحة الجديد، الذي يهدف إلى تحسين التكفل بالمرضى وتخفيف الضغط عن هذه المصالح.
وأفاد الدكتور بوعلام شرشالي في تصريح «للنصر» بأن العمل الذي يتم حاليا على مستوى وزارة الصحة، يتضمن مراجعة طريقة عمل مصالح الاستعجالات على مستوى المؤسسات الاستشفائية العمومية، بما يتوافق مع مضمون قانون الصحة الجديد، من خلال استحداث رواق أو شباك لاستقبال المرضى الذين يقصدون هذه المصالح يوميا، ومن ثم تحويل الحالات غير المستعجلة أو العادية إلى مصلحة التشخيص، حيث ينتظر المريض دوره لتتم معاينته من قبل الطبيب المداوم، الذي يقدم له وصفة لاقتناء الدواء المناسب لطبيعة حالته الصحية، في حين توجه الحالات المتضررة أو المتدهورة، كالمصابين في حوادث المرور مثلا، أو الذين يشتكون من مضاعفات السكري والقلب والأمراض المستعصية إلى الاستعجالات، للتكفل بهم من قبل الفرق الطبية المتخصصة في هذا المجال.
وأكد المسؤول بوزارة الصحة بأن هذه الإجراءات التنظيمية ستسمح بتخفيف الضغط على مصالح الاستعجالات، التي تستقبل يوميا عشرات المرضى، حوالي 90 بالمائة منهم يشتكون من أعراض عادية، على غرار الحمى والإسهال والزكام أو الجروح البسيطة نتيجة الحوادث المنزلية أو غيرها، ومع ذلك يصرون على التوجه إلى هذه المصالح من أجل المعاينة الطبية، وانتقد الدكتور شرشالي في هذا السياق سلوكات بعض المواطنين الذين يتعمدون التوافد على مصالح الاستعجالات الطبية خلال الفترات المسائية، بحجة تدهور أوضاعهم الصحية، في حين كان بإمكانهم التوجيه إلى طبيب العائلة أو وحدات الصحة الجوارية القريبة منهم خلال النهار، لتشخيص حالتهم الصحية.
وسيلتزم الطبيب المختص بعد تطبيق النظام الجديد، بمنح الأولوية للحالات الطارئة، من بينها التي تصل في سيارات الإسعاف إلى المستشفيات، في حين تحال الحالات العادية إلى مصلحة التشخيص التي تعمل على مدار الساعة، بعد أن يستلم المريض بطاقة تحدد طبيعة الأعراض التي يعاني منها، وأوضح في هذا الصدد الدكتور شرشالي بأن إدراج هذه الإجراءات الجديدة حيز التنفيذ سيكون ابتداء من الصائفة المقبلة على مستوى المؤسسات الاستشفائية المعروفة، على غرار مصطفى باشا بالعاصمة، مما سيساعد الأعوان شبه الطبيين والممرضين وكذا الأطباء على القيام بواجبهم في أحسن الظروف، بعيدا عن الضغوط والاعتداءات التي كثيرا ما تطالهم من قبل المواطنين، بدعوى الإهمال وعدم القيام بواجبهم كما يلزم.
وستسبق وزارة الصحة تنفيذ هذا المشروع بتكوين الممرضين والأطباء المختصين في الاستعجالات الطبية، خاصة من ناحية الاستقبال والتكفل النفسي والطبي، مع تنظيم حملة تحسيسية عبر وسائل الإعلام لفائدة المواطنين، لشرح المهام التي تقوم بها هذه المصالح، وللحد من الاعتداءات التي يتعرض لها الأطباء والممرضون في كل مرة، بحجة سوء التكفل بالحالات الحرجة التي تصل إلى المستشفيات، خاصة في الفترة الليلية.  
 علما أن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي أكد عقب التوقيع على قانون الصحة الجديد في الصائفة الماضية، على الإمكانات المعتبرة التي خصصتها الدولة لإعادة تأهيل الاستعجالات الطبية، من بينها فتح مناصب مالية إضافية خاصة بالأطباء العامين، مع منحهم تكوينا إضافيا لتحسين مهاراتهم في مجال الاستعجالات الطبية، خاصة ما تعلق بالنساء الحوامل، ويعتقد الدكتور شرشالي بأن المشاكل التي تواجه مصالح الاستعجالات الطبية ليست مرتبطة بقلة الموارد البشرية أو المادية، بقدر ما هي متعلقة بعقلية الأفراد الذين يخلطون بين الحالات العادية التي لا تستدعي القلق، والحالات المعقدة التي قد تتطلب المكوث في المستشفى للخضوع إلى المراقبة الطبية المستمرة، إلى غاية تحسن الوضع الصحي للمريض.   لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى