تواصل عملية نشر أسئلة الإمتحانات على الفايسبوك و تشديد ملفت للحراسة
انتقل هاجس الغش في امتحانات البكالوريا من مسؤولي قطاع التربية، إلى الأساتذة المكلفين بالحراسة، الذين شددوا الرقابة على الممتحنين، إلى درجة أثارت انزعاجهم، جراء المتابعة اللصيقة التي خضعوا لها، في وقت استمرت عملية نشر أسئلة الإمتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم التدابير المتخذة.
إلتزم الأساتذة والملاحظون المكلفون بحراسة التلاميذ الذين يجرون امتحانات شهادة البكالوريا بالتعليمات الأخيرة لوزيرة التربية نورية بن غبريط، بعد ضبط ممتحنين يستعملون وسائل تكنولوجية حديثة في الغش.
وشدّد هؤلاء الحراس الرقابة على التلاميذ، من خلال تعمد الجلوس بالقرب منهم، ومعاينة ما يدونونه من معلومات وحلول على أوراق الأجوبة، للتأكد من أنهم لا يستعملون أي أسلوب في الغش، وهو ما أثار انزعاج الطلبة، وانعكس سلبا على تركيزهم، خصوصا بالنسبة لفئة من الممتحنين الذين يصنفون ضمن صغار السن مقارنة بباقي زملائهم، ومعلوم أن إجراءات الحراسة التي أقرتها الوزارة تقتضي جلوس ثلاثة أساتذة في الخلف وواحد في الأمام، لمتابعة تحركات الممتحنين، وتفادي وقوع محاولات غش، قد تؤدي بأصحابها إلى الإقصاء النهائي من اجتياز هذا الامتحان المصيري.
وأقلق تصرف الحراس الأولياء، الذين دعوا الوزارة لمراعاة الظروف النفسية التي يمر بها أبناؤهم، خاصة بعد الصعوبات التي واجهوها في معالجة أسئلة مادة الرياضيات بالنسبة للشعب العلمية.
 وأثار رئيس منظمة جمعيات أولياء التلاميذ، علي بن زينة، مشكلة أخرى اعترضت الممتحنين أول أمس، بسبب طريقة توزيع أسئلة مادة العلوم الطبيعية، من خلال وضعها على وجهي الورقة، دون أن ينتبه عدد كبير من التلاميذ إلى ذلك، الذين تلقوا توجيهات من قبل زملائهم، لتدارك الأمر، قبل انقضاء الوقت المخصص لهذا الامتحان.
واستهجن الممتحنون والأساتذة والأولياء على حد سواء استمرار عملية نشر أسئلة البكالوريا على الفايسيوك، رغم التدابير المشددة التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية، وتوقيف عدد من المشتبه فيهم، حيث تم نشر موضوع التاريخ والجغرافيا صبيحة أمس الأربعاء، مباشرة بعد انطلاق الامتحان الخاص بهذه المادة، ووصف مسؤول الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري العملية بأنها مجرد تشويش على الممتحنين لا غير، خاصة وأنها تتم يوميا مباشرة بعد دخول التلاميذ إلى مراكز الإجراء واستلامهم أوراق الأسئلة، رافضا تسمية ما ينشر على شبكة التواصل الاجتماعي بأنها تسريبات، لأنها لم تتم قبل الامتحان، فضلا عن أنها لم تحدث على نطاق واسع، في حين اتهم رئيس منظمة جمعيات أولياء التلاميذ مجموعة معروفة تنشط على شبكة التواصل الاجتماعي بالوقوف وراء العملية، وهي نفسها التي كانت تشوش على إضراب الأساتذة، وفق اعتقاده.
ومن المزمع أن تكون امتحانات البكالوريا لهذه السنة موضوع لقاءات تقييمية من قبل نقابات التربية، سيتم عقدها الأسبوع المقبل، لكونها أول بكالوريا ستختبر فيها نجاعة الإصلاحات التي شهدها قطاع التربية الوطنية منذ سنة 2003، والتي طبقت انطلاقا من السنة الأولى ابتدائي على التلاميذ الذين يجرون هذه الأيام امتحانات شهادة البكالوريا.
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى