قال الخبير الاقتصادي الدولي مبارك مالك سراي، أن الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، مهم للغاية وإيجابي بالنسبة للجزائر في مجال الاستثمار، حيث سيتعزز الاستثمار الإيراني في الجزائر بشكل كبير. وأضاف سراي، أن دخول إيران بقوة إلى سوق النفط، سيؤدي إلى انخفاض الأسعار في البداية وبشكل مؤقت، موضحا أن هذا الأمر سيضرنا نوعا ما.
واعتبر سراي الاتفاق حول الملف النووي الإيراني ، بأنه خبر ممتاز بالنسبة للعالم الثالث كله و الجزائر أيضا، نظرا للعلاقات المتينة والطيبة التي تربطنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مضيفا في تصريح للنصر، أن الاتفاق يفتح المجال أمام بعض الدول المتوسطة، كالجزائر والتي لها رغبات في تطوير قوتها النووية السلمية، حيث تستفيد الجزائر مباشرة من هذه القضية، من ناحية الرؤية الدولية ومن ناحية الإنتاج الإيراني باعتبار العلاقات الممتازة بين البلدين.
و أكد سراي بالمقابل، أن الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى، هو نقطة سوداء لإسرائيل .
وأوضح الخبير، أن هذا الاتفاق مهم للغاية وإيجابي بالنسبة للجزائر، حيث سينقص من الضغوطات الدولية التي كانت تمارس على الدول الراغبة في تطوير قدراتها النووية للأغراض السلمية، موضحا، أن تطوير القدرات الجزائرية والإيرانية ، سيزيد من استقلاليتهما في هذا المجال  أمام الدول الأخرى التي لديها قدرات نووية.
وأوضح سراي، أن إيران باعتبارها تقدر الجزائر كبلد صديق وكبلد استراتيجي بالنسبة إليها، فإنها» ستستعمل السوق الجزائري كأطروحة جديدة من أجل العمل مع دول الاتحاد الأوروبي عبر الجزائر بالإضافة إلى العمل مع دول غرب افريقيا» .
وأكد سراي، أن الوجود الايراني سيتعزز أكثر فأكثر في الجزائر في مجال الاستثمار، على الخصوص بعد توقيع هذا الاتفاق، مشيرا إلى المحاولات الإيرانية السابقة في هذا المجال لكن البيروقراطية و الضغوطات الأوروبية والأمريكية في السابق لم تسمح لهم بالاستثمار، كما ينبغي في الجزائر .
وأكد الخبير الاقتصادي، أن الاستثمارات الإيرانية، ستكون بشكل كبير في الجزائر والتي ستصبح قبلة لهم ،لأن الملفات موجودة والمحاولات كانت  منذ سنوات، وصادفتها  مشاكل فيما يخص تحويل المال على سبيل المثال، كما أن الجزائر - يضيف سراي- كانت من بين عدد ضئيل من الدول التي اتخذت موقفا ممتازا مع إيران، والإيرانيون يعلمون بذلك، حيث يوجد موقف استراتيجي وتبادل جيوستراتيجى بين البلدين، فهم يحتاجون الجزائر وأيضا نحن نحتاجهم، إذ يوجد ارتباط قوي بين الدولتين  - كما قال- ، حيث سيتعزز نفوذ  الجزائر في الشرق الأوسط أحسن من قبل.
وبشأن عودة إيران إلى السوق النفطية بقوة بعد رفع العقوبات عليها، أوضح سراي، أن دخول أيران، بقوة إلى السوق ، سيؤدي إلى انخفاض الأسعار في البداية وبشكل مؤقت، موضحا أن هذا الأمر سيضرنا نوعا ما، مضيفا في نفس الاطار، أن دخول ايران إلى السوق، سيدفع السعودية إلى إعادة النظر في سياستها الحالية التي ستتأثر بشكل كبير وقال في هذا الاطار،  أنه من الممكن، في اطار الحوار الاقليمي، التوصل إلى حلول جديدة لجعل الانتاج النفطي في مستوى متوسط  حتى لا تنخفض الأسعار بشكل كبير.
وبخصوص تراجع أسعار النفط في السوق وتأثيره على الجزائر، قال سراي أن ذلك سيدفعنا إلى التخلي، مؤقتا عن عدة مشاريع كبرى، في حين ستحافظ الدولة على المشاريع ذات الطابع الاجتماعي والتي تخص  التعليم والصحة والسكن، بينما تتوقف المشاريع الكبرى التي تأخذ امكانيات مالية كبيرة ولو مؤقتا ، حتى تكون هناك رؤية جديدة. وأضاف نفس المتحدث، أننا ننتظر من الدولة أن تأخذ موقفا فلا توجد هناك استراتيجية -كما قال- لمواجهة الأزمة، داعيا في هذا الخصوص، الحكومة لكي تبادر بالدعوة إلى عقد اجتماع أو ملتقى وطني يجمع الاقتصاديين للخروج بتوصيات جديدة لمكافحة الأزمة المالية نافيا في هذا الصدد، أن تكون هناك أزمة اقتصادية في الوقت الحالي.
كما طالب الخبير، الحكومة بإعطاء معلومات أكثر حول الوضع الراهن، وأشار إلى وجود نقص في هذا المجال وهو ما جعل الناس تتخوف.
مراد ـ ح

الرجوع إلى الأعلى