كشف رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص مسعود بلعمبري أمس عن انطلاق حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية بداية شهر نوفمبر القادم، لتشمل الفئات الهشة لتحصينها ضد المضاعفات الخطيرة لفيروس كورونا، مستبعدا ارتفاع سعر اللقاح على مستوى الصيدليات الخاصة حيث سيبقى في حدود 650 دج.
وسجل مسعود بلعمبري تأخر انطلاق حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية التي كانت تبدأ سنويا في منتصف شهر أكتوبر، مؤكدا بأن الصيادلة لم يتلقوا بعد الكميات المطلوبة، لكنه توقع أن يتم الشروع في توزيع اللقاح بداية شهر نوفمبر المقبل على الصيدليات الخاصة وكذا على المصالح الاستشفائية العمومية، وذلك تزامنا مع اقتراب موسم البرد، وارتفاع احتمالات الإصابة بالزكام في ظل تزايد العدوى بفيروس كورونا.
وحث رئيس نقابة الصيادلة الخواص على ضرورة إجراء اللقاح من قبل المرضى المزمنين وكبار السن، لتحصين أنفسهم ضد وباء كورونا، لأن اللقاح يخفف من المضاعفات الخطيرة للمرض ويساعد المصاب على تجاوزه وتحمل الأعراض التي تصيب مختلف أجزاء الجسم، مؤكدا بأن الحملة قد انطلقت بالبلدان الأوروبية قبل بضعة أيام، وأن الكميات الأولى للقاح نفدت بسرعة بسبب الإقبال غير المسبوق عليها من طرف مختلف الفئات العمرية.
ولم يستبعد المصدر أن يتضاعف الإقبال على اللقاح المضاد للزكام الموسمي في الجزائر أيضا على غرار ما رافق الموجة التي تشهدها عديد دول العالم، بسبب طبيعة الظرف الصحي، مما يدعو حسبه إلى ضرورة السهر على تنظيم الحملة وتوزيع الجرعات بطريقة عادلة على الصيادلة، وأن تحرص المصالح الاستشفائية العمومية على منح الأولوية للفئات الهشة التي تستفيد من اللقاح مجانا.
وبشأن الإجراءات الوقائية التي ستعتمدها الصيدليات للوقاية من فيروس كورونا خلال حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، أوضح السيد بلعمبري بأن التدابير الاحترازية يتم تطبيقها بصرامة وبشكل يومي، لأن الصيدلي يقصده يوميا عديد المرضى في ظل صعوبة اكتشاف المصاب بوباء كورونا للوهلة الأولى، لأن الأعراض قد لا تظهر في البداية، لذلك يتم الحرص على وضع الكمامة والحاجز الفاصل والمادة المعقمة وغيرها من التدابير الأخرى.
وتقدر الكميات التي تستوردها الجزائر عن طريق معهد باستور من اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية بحوالي 2.5 مليون جرعة سنويا، لم يستبعد المصدر تدعيمها بكميات إضافية هذه السنة، في ظل ارتفاع الطلب العالمي على اللقاح في ظل ظهور مخاوف من إمكانية ظهور موجة ثانية للفيروس بعد تزايد حالات العدوى التي بلغت مستويات قياسية في عديد البلدان الأوروبية.
وتحصل المؤسسات الاستشفائية العمومية على حوالي 60 بالمئة من اللقاح، في حين توزع الكميات المتبقية على الصيدليات الخاصة التي تساهم بدورها في تنفيذ الحملة التي كان من المزمع أن تنطلق نهاية شهر أكتوبر الجاري، غير أنها تأخرت نوعا عن موعدها السنوي، لأسباب رجحتها بعض المصادر إلى اضطرار وزارة الصحة عبر معهد باستور بعدم القيام بمناقصات بغرض الحفاظ على سعر اللقاح في السوق.
في حين أكد البروفيسور بقاط بركاني للنصر بأن الحملة ستنطلق رسميا يوم 3 نوفمبر، أي الثلاثاء المقبل، قائلا إن الكميات وصلت وتوزيعها سيتم بداية الأسبوع على المؤسسات المعنية بالعملية، مطمئنا بشأن الوضع الصحي العام، رغم تعطل انطلاق حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، و هو ما يؤكده عدم تسجيل حالات معقدة للمرض بفضل استقرار الأوضاع الجوية ودرجات الحرارة المتوسطة التي تميز كافة مناطق الوطن، مذكرا بأن الزكام مرتبط بموسم البرد.
   لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى