أطلق الهلال الأحمر الجزائري حملة تضامنية واسعة لفائدة الأسر المعوزة تزامنا مع الاستعداد للاحتفال بمناسبة عيد الأضحى، ستشمل على وجه الخصوص أقصى الجنوب والمناطق الحدودية، وستعتمد على قوائم المعوزين التي تم إعدادها محليا، وعلى مساهمة الخيرين.
كشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس «للنصر» عن استلام الإدارة المركزية لذات الهيئة مؤخرا قوائم أسر تعاني ظروفا اجتماعية صعبة، قصد إدراجها ضمن الحملة التضامنية التي سيتم إطلاقها من قبل ذات الهيئة بمناسبة عيد الأضحى، لتعم الفرحة الجميع، ويتقاسم الجزائريون أجواء الاحتفالات بالعيد في أجواء من الأخوة والتآزر.
واستبعدت المتحدثة أن تكون الإعانات التي سيوزعها الهلال الأحمر على العائلات التي تعاني ظروفا اجتماعية صعبة على شكل أضحية العيد، نظرا لصعوبة تأطير العملية، أي اقتناء الأضحية وإيصالها إلى المعنيين، قائلة إن المساعدات مهما كان نوعها ستخفف المعاناة عن الفئات الهشة، لا سيما إذا كانت عبارة عن مبالغ مالية يمكن استغلالها في سد بعض الحاجيات.
وستنطلق الحملة التضامنية من أقصى الجنوب، وبالضبط من ولاية إليزي، وصولا إلى المناطق الحدودية الشرقية والغربية، وكذا الهضاب العليا ومناطق الظل، وستكون للحملة التي باشرها الهلال الأحمر مع بداية انتشار فيروس كورونا سنة 2020، وذلك عبر توزيع مواد غذائية وألبسة وأدوية ومعدات طبية ووسائل تعقيم، لمساعدة السلطات المحلية في مكافحة الجائحة، وتخفيف وطأتها على الفئات الهشة.
وتؤكد السيدة بن حبيلس بأن استمرار الوضعية الوبائية بسبب السلالات المتحورة، حال دون استئناف العديد من الأنشطة الاقتصادية التي كانت تقتات منها الأسر البسيطة، على غرار بعض الحرف البسيطة التي كانت توفر مناصب للعمال اليوميين، لذلك قام الهلال الأحمر منذ ظهور الفيروس بمناشدة المحسنين والخيرين لرفع الغبن عن الفئات الضعيفة.
وأعلنت رئيسة الهلال الأحمر في هذا الصدد، عن تلقي اتصالات من مقاولين قرروا طواعية أن يساعدوا الأسر الفقيرة بمناسبة العيد، أحدهم يمثل شركة صيدلانية معروفة، وذلك بالموازاة مع وصول قوائم المحتاجين إلى مقر الهلال الأحمر، لكنها أكدت استحالة تلبية كل الطلبات دفعة واحدة، لأن ذلك مرهون بحجم المساعدات والهبات التي يتم جمعها.
وبشأن عدد الأسر المحتاجة التي تضمها القوائم القادمة من بمختلف الولايات، أكدت المتحدثة بأنه يفوق 300 ألف أسرة، غير أن التكفل بها جميعا يبدو أمرا مستحيلا بالنظر إلى الاستراتيجية التي تبناها الهلال الأحمر منذ سنة 2014، والقائمة على التخلي تماما عن مساعدات الدولة، والاعتماد فقط على هبات الخيرين والمحسنين، عبر إحياء الروح التضامنية لدى الجزائريين.
وعن سبب تجنب توزيع الأضاحي على الأسر الفقيرة بمناسبة العيد، قالت المتحدثة إن الجزائريين معروفين بالتضامن في مثل هذه المناسبات، عبر تقاسم لحوم الأضحية، لذلك ارتأى الهلال الأحمر توزيع إعانات مالية ستكون أنفع وأجدى بالنسبة للأسر التي تواجه صعوبات في اقتناء الحاجيات اليومية.
وأضافت المتدخلة قائلة إنه يمكن للخيرين والمتبرعين أن يتوجهوا مباشرة إلى المعوزين ليشرفوا بأنفسهم على توزيع المساعدات، وفي هذه الحالة سيقتصر دور الهلال الأحمر على تدعيمهم بقوائم المحتاجين التي يتم إعدادها بالتنسيق مع الأعيان ولجان الأحياء والأئمة، وفق المتحدثة، دون التدخل في توجيه الإعانات وتقسيمها على الفقراء.
وفضلا عن ذلك يتم التحضير لإطلاق قوافل طبية لتجوب المناطق الجنوبية، لمحاربة الأوبئة والأمراض التي تنتشر خلال هذا الفصل، من بينها الأمراض المتنقلة عبر المياه، إلى جانب الحالات المعقدة التي تسببها لسعات العقارب، وبحسب بن حبيلس فإن وباء كورونا أثر على نشاط الهلال الأحمر، الذي وجه جهوده لمحاربة تداعيات الوضع الصحي على الجانب الاجتماعي، وهو يعمل على استعادة مهامه العادية بطريقة تدريجية.  
 لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى